المصالح السعودية الاسرائيلية المشتركة في مواجهة شعوب المنطقة
يمانيون../
الخطر المحدق بالمنطقة، والتحولات الاقليمية والدولية، قابله صمود وتماسك محور المقاومة والممانعة بوجه المؤامرة، هذا بدوره ادى الى تعزيز خيار النظام السعودي والكيان الاسرائيلي للبقاء على نفس الجبهة، وتعزيز تحالفهما وهو ما برز في مواضع وتصريحات عديدة كان آخرها ما عبر عنه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، من أن القضية الفلسطينية لم تعد عقبة أمام إقامة علاقات بين الكيان الاسرائيلي وأنظمة الدول العربية وبالخصوص السعودية، كما واعتبر ان الانظمة العربية لديها علاقات واسعة مع الكيان الإسرائيلي، ويدور محور العلاقات حول التطلعات والمتطلبات المشتركة، فما هي هذه التطلعات والمتطلبات المشتركة التي تجمع بين النظام والكيان للإصطفاف على نفس الجبهة؟
اين تكمن مظاهر العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والنظام السعودي؟
قبل الخوض في الحديث عن المتطلبات المشتركة بين النظام السعودي الحاكم والكيان الاسرائيلي لا بد من التطرق الى مسألة اين تكمن مظاهر هذه العلاقات؟ لأنه لطالما يتم الحديث عن وجود علاقات بين الطرفين ومستوى هذه العلاقات من خلال ما يظهر للعلن من لقاءات ومناظرات والتي كان آخرها بين تركي الفيصل وعميدور، فيما الوقائع التاريخية والحاضرة تشير الى ان النظام السعودي والكيان الاسرائيلي وليدا نفس المخطط الغربي الاستعماري للمنطقة، وأداء كلاهما يصب في نفس خانة المخطط الغربي، فقواسم الاشتراك في العدوان السعودي على اليمن والبحرين واحتلال اراضيهما مع احتلال الكيان لفلسطين وتدنيس مقدساتها فيها من التطابق الكامل، والتعاون على تدمير العراق وسوريا، وتيران وصنافير الجزيرتين اللتين تعتبران الضامن الأساسي لحرية الحركة في الممرات الملاحية التي يستخدمها الكيان الإسرائيلي للاستيراد والتصدير، حيث تتحكمان في حركة المرور من وإلى الميناء الإسرائيلي الجنوبي في إيلات، والأمثلة في ذلك تطول.
التطلعات والمتطلبات المشتركة بين النظام السعودي والكيان الاسرائيلي
اولاً: يتحدث كل من الكيان الاسرائيلي والنظام السعودي عن الخطر الايراني تارة، وأنصارالله وحزب الله والحشد الشعبي والنظام السوري ومحور المقاومة ككل تارة أخرى، ومما لا شك فيه ان هذا الخطر بالنسبة للكيان والنظام وجودي، فالكيان الاسرائيلي الذي انشأه الاستعمار الغربي ليحتل فلسطين ويطرد اهلها ويدنس مقدساتها وليشكل اداة غربية لتدمير ارادة شعوب المنطقة وزعزعة استقرارها، هو يرى في محور المقاومة الممتد من ايران الى سوريا فالعراق ولبنان واليمن والمنطقة بأسرها مصدر الخطر لوجوده.
الأمر نفسه بالنسبة للنظام السعودي الحاكم والذي يفتقد للحد الادنى من اسس الديمقراطية ولا يتمتع بأي تأييد شعبي، ولذلك يستشعر القلق من اي حركة شعبية، وهو يرى في ايران الديمقراطية مصدر الخطر، فمن غير المسموح وفق العقلية الحاكمة في السعودية ان تعمم مبادئ الديمقراطية والانتخابات على سائر البلدان المجاورة لها، واليوم يلعب النظام السعودي الدور نفسه الموكل الى الكيان الاسرائيلي.
ثانياً: الوظيفة الموكلة الى كل من الكيان الاسرائيلي والنظام السعودي يصطدم بالفشل في كافة الملفات، فلا مشروع تدمير سوريا والعراق نجح، والمقاومة الفلسطينية واللبنانية أصبحت النموذج الأمثل لشعوب المنطقة لحماية اراضيها وحفظ كرامتها، هذا الفشل يرافقه حضور ايران وتناغمها مع تطلعات شعوب المنطقة، وحضور روسي لا يمكن تجاهله، في مقابل شبه تراجع امريكي بعد فشل منها في ترسيخ هيمنتها، ولهذا فالتنسيق بين النظام السعودي الحاكم والكيان الاسرائيلي اصبح على وتيرة اعلى وحاجة اكثر الحاحاً.
ثالثاً: يرى الكيان الاسرائيلي في اخراج علاقاته وتناغم تطلعاته مع النظام السعودي الى العلن فرصة لتطويق القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف المضطربة التي تشهدها المنطقة، فرصة تطويق القضية الفلسطينية تنسجم مع العقلية السعودية والتي لا وجود لأي قضية شعبية سواء فلسطينية او غيرها في تركيبة حكمها، ومن أمثلة ذلك الفتاوى السعودية الاخيرة باعتبار التظاهر في البلدان الاسلامية لنصرة اهل غزة افساداً في الأرض وممنوعا ومحرماً.
هذا ويقابله قلق سعودي من التغييرات التي بدأت تطرأ على المنطقة وبالخصوص شعوب الدول الخليجية والمتمثلة بيقظة شعبية عارمة رافضة لآلية الحكم العائلي الديكتاتوري، فيما يدرك النظام السعودي الحاكم ان الرضا الامريكي مرهون بالرضا الاسرائيلي، ولهذا يذهب النظام السعودي العائلي الحاكم لتوثيق ارتباطه بالكيان الاسرائيلي وتعزيز فرصة بقائه وتأمين الحماية بوجه التطلعات الشعبية. هذا والتقاء المصالح بينهما في اليمن وما يتعلق بمضيق باب المندب وحركة الملاحة التجارية من خلاله، واللائحة في ذلك تطول.