أفق نيوز
الخبر بلا حدود

غزة تستعين بالطاقة الشمسية لتفادي أزمة الكهرباء

175

متابعات/

رغم وضعه المالي الصعب أصر المزارع ناهض ابوعاصي الحصول على قرض من أجل تمويل مشروع تركيب وحدة طاقة شمسية لمرزعته لتربية الدواجن، بسبب استمرار انقطاع الكهرباء بقطاع غزة، والذي سبب له أضرارا وخسائر. المزارع ابو عاصي (52 عاما) من حي الزيتون شرق غزة، تعرضت مزرعتة مرتين للتدمير من قبل جيش الاحتلال، يقول: “تشجعت لتركيب وحدة طاقة شمسية لتوفر علي، لان الكهرباء تنقطع لمدة طويلة يوميا، والمولدات الكهربائية مكلفة وتستهلك منا بنزين وعطل وصيانة دائما، فلجأت الى تركيب نظام للطاقة الشمسية كبديل اوفر لاننا نتعامل في المزارع تربية الدواجن على اضاءة 24 ساعة لدواجن وسقايات ومراروح”.

وأوضح أبو عاصي أن وضعه سيء للغاية، ويحاول بأي شكل من الأشكال تركيب طاقة شمسية، خاصة أنها منتشرة الآن وأسعارها مكلفة، ولكن مقارنة مع مصاريف المحروقات للمولد معقولة من اجل الحصول على لقمة عيشنا صح الطاقة الشمسية”.

وأضاف، أن الدواجن تحتاج إلى كهرباء، “وأنا خسرت كثير في فترة انقطاع التيار الكهربائي ومات عندي دجاج كثير”.

وتابع أبوعاصي: “المزارع الموجودة عندي تحتاج وحدة الطاقة الشمسية منها من 5000 الى 6000 دولار، وتقدمت للحصول على قرض من احدى المؤسسات في غزة لتمويل مشروع الطاقة الشمسية بسبب وضعي المادي الذي لايسمح لي بتمويل المشروع مني، وساقوم بتسديد 200 دولار شهريا”.

ويقول نضال النخاله إنه قام بتركيب وحدة طاقة شمسية لعدة أسباب من أهمها الازعاج، “الان الجيران مشغلين مولد الكهرباء طول الوقت وكل انسان عنده عمل يحتاج لتشغيل مولد الكهرباء، انا كنت نفس الشيء اشغل مولد الكهرباء والان لا احتاجه، في الشركة او البيت مسيطر على كل شيء الطابعات والاجهزة والكمبيوترات تعمل، والعمل عندي لا يتوقف ولا ارتبط في الكهرباء العادية وكله يعمل بالطاقة الشمسية وهي موفره”.

اما المهندس رائد أبو الحاج مسؤول دائرة الطاقة الشمسية في سلطة الطاقة فقال، إن استخدام الطاقة الشمسية أو الطاقة المجددة جاء في غزة من منطلق حاجة القطاع الى الطاقة الكهربائية والنقص الحاد او العجز الكبير في الطاقة الكهربائية في غزة.

وبين أبو الحاج أن عدة مشاريع للمدارس والمستشفيات والمؤسسات العامة تم تنفيذها، كما يجري الآن تنفيذ عدة مشاريع من شأنها أن تساهم في حل جزء من المشكلة العامة للكهرباء.

وأوضح أبو الحاج، أنه بسبب العجز الحاصل بغزة، كانت أولوية أولى لسلطة الطاقة من خلال دعم وتشجيع الطاقة المتجددة سواء على المستوى المنزلي، أو على مستوى المؤسسات العامة أو القطاعات الحكومية”، مضيفا “هناك خطة جديدة للبدء بتزويد 10 الاف وحدة سكنية بالطاقة الشمسية تبدأ تقريبا بـ 400او 500 بيت تتراوح قدرات من 1 كيلو او 2 كيلو واط”. وأضاف، “الحصار الاسرئيلي له دور كبير جدا في منع تزويد تجارنا ومؤسساتنا بالانظمة الشمسية، وفي الفترة الاخيرة كان هناك منع بشكل كبير على الخلايا الشمسية، لكن الان يوجد تقنين على هذه الادوات وحدث انخفاض في أسعار وحدات الطاقة الشمسية”.

بدوره، اكد داود ترزي صاحب محطة محروقات ان السبب الذي وجهه الى تركيب وحدة طاقة شمسية في المحطة والمنزل، يرجع إلى انقطاع التيار الكهربائى المستمر الذي يصل في بعض الاحيان الى 18 ساعة وتاثيره على سير العمل، إضافة لكون الطاقة الشمسية صديقة للبيئة.

وقال ابو الحاج: “الطاقة البديلة الان تغطي ما يقارب ثلاث ميجا وات من احتياجات القطاع العام، وهناك مشاريع قيد التنفيذ ممكن تصل الى 15 ميجا وات خلال ثلاث سنوات”.

اما محمد عطالله مسؤول عن تركيب وحدات الطاقة الشمسية في غزة، وهو عضو في جمعية الطاقة المتجددة بغزة، وأثناء تركيبه 72 خليه شمسية فوق ورشة لصيانه السيارات فى حي الصبرة بغزة، كان معه فريق من المختصين، إذ أوضح أنه يحتاج ثلاثة أيام فى تركيب الخلايا الشمسية التى ستغذي الورشة بطاقة 18 كيلو وات شمسي، والتي ستودي لاستغنائهم عن المولد الكهربائي الذي كان مكلفاً بالنسبة لهم.

وأكد أيضا أن الطاقة الشمسية آمنة، وتابع: “نحن اشتغلنا انارة بالطاقة الشمسية ليلية على المفترقات في طريق صلاح الدين الرئيسي، واصل من جنوب قطاع غزة الى شماله، وركبنا لعدد من مؤسسات ومدارس كبديل آمن، ليس هناك أخطار مثل مولدات الكهرباء والشموع التي تسبب حرائق”.

وقال عطاالله: “تكلفة تركيب وحدة الطاقة الشمسية أقل تكلفة من المولدات الكهربائية والكهرباء باشياء قليلة، فالبيت الصغير يكلف ما بين 1200 دولار الى 7000 دولار، حسب الاحمال في البيت وحجم البيت”.

وتنتشر في قطاع غزة في الآونة الأخيرة ألواح خلايا الطاقة الشمسية في كل مكان، حيث أصبحت ملاحظة فوق اسطح المنازل والمستشفيات والجامعات أعمدة الكهرباء والمرافق العامة، وهذا المنظر غير معتاد في قطاع غزة. وحسب مصادر طبية مسؤولة، فقد توفي أكثر من 24 فلسطينا غالبيتهم أطفال بسبب انقطاع الكهرباء، نتيجة حروق من شمعة أو انفجار مولد الكهرباء. ومنذ تعرض محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة للقصف الاسرائيلي المتكرر، خاصة اول مرة بعد أسر الجندي جلعاد شاليط في صيف 2006، يواجه قطاع غزة ازمة حادة في التيار الكهربائي.

وتشير سلطة الطاقة إلى أن احتياجات قطاع غزة من الطاقة 450 ميجا وات، ويتوفر حاليا من جميع المصادر 250 ميجا وات، إذ يأتي 27% من الطاقة من “إسرائيل”، ويأتي 6% من مصر، و22% من المحطة بغزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com