تقرير .. سرّي للغاية: هكذا تم إفشال مخططات التحالف لإسقاط صنعاء.. تفاصيل
يمانيون../
-
خرج رجل السعودية الأول في اليمن اللواء علي محسن الأحمر من العاصمة صنعاء متجها الى الرياض في سبتمبر/أيلول من العام 2014 بطريقة مهينة بعد أن هزم في معركة دامت ليومين في مواجهة اللجان الشعبية التابعة لأنصارالله.
خاض الأحمر تلك المعركة بمعنويات منخفضة بعد ان تعرض رجله الأول العميد حميد القشيببي قائد اللواء 310 للهزيمة بمحافظة عمران التي كانت تمثل العمق الاستراتيجي لجماعة الاخوان المسلمين، وكان الأحمر قد وضع كل قوته هناك لكنه هزم فيها وهزم في صنعاء.
استغل الحوثيون تلك المرحلة بذكاء حيث كانت السعودية في عهد الملك عبدالله تتخذ موقفا معاديا للإخوان بسبب طموحاتهم ومخططاتهم في السعودية التي جاءت بعد صعود نجمهم في مصر وتونس واليمن وقبل ذلك في تركيا الأمر الذي جعلها تغض الطرف عما يحدث لحلفائها في اليمن.
مع انطلاق الحرب على اليمن من قبل التحالف بقيادة السعودية وقعت الأخيرة في فخ صنعه الاخوان تمثل بالتضليل الذي مارسه الأحمر وقيادات الإصلاح الذين بالغوا في تصوير قوتهم على الأرض وبالغوا في تحجيم قوة الحوثيين الذين اعتقدوا انهم لن يكون بمقدورهم مواجهة حرب بهذا الحجم في وقت كانت الجماعة مشتتة في معظم المحافظات اليمنية وكانت ما تزال في أولى مراحل الصعود.
مرة أخرى أخطأت السعودية في إعادة استخدام اللواء الأحمر بالاعتماد عليه في معركة استعادة صنعاء معتقدة أن أحقاد الرجل تجاه الحوثيين ستكون عامل حسم إضافة الى علاقاته القبلية مع قبائل “طوق صنعاء” لكن الحقيقة أن الرجل كان قد فقد هيبته وقدراته العسكرية وأمام الحوثيين بالذات الذين أصبحوا عقدته الأولى.
الطريق المستحيل إلى صنعاء
في الأسابيع الأخيرة شن إعلام التحالف والإعلام الموالي له حربا نفسية على الحوثيين مستغلين التوقيت التي خرجت به قوات الجيش والحوثيين من الجنوب في يوليو /تموز الماضي وأن القوات الموالية للتحالف قد وضعت هذا التوقيت في يوليو/تموز الجاري لدخول صنعاء على غرار دخولهم عدن.
ويمكن القول أن القيادات العسكرية والسياسية اليمنية الموالية للتحالف كانت الأكثر اندفاعاً في تصوير اقتراب اقتحام صنعاء لدرجة أن عبدالملك المخلافي وزير خارجية هادي يقول أن القبائل المحيطة بصنعاء ستعلن هذه الأيام ولاءها لـ”الشرعية” أما رئيس هيئة الأركان بقوات هادي اللواء محمد المقدشي فقد أسهب خلال الشهور الماضية في القول بأن قواته على أبواب صنعاء.
ربما كان الناطق باسم التحالف العميد احمد عسيري هو الأكثر تعقلاً في التصريحات الإعلامية حول صنعاء.
ففي يونيو/حزيران الماضي رفض الناطق الرسمي باسم التحالف العميد عسيري اعطاء إجابة واضحة فيما يتعلق بتوجهات التحالف العسكرية باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء كاشفاً عن وجود صعوبات وعراقيل تجعل تحديد وقتها صعبا.
وقال عسيري في تصريحات للبيان الاماراتية عن عملية “تحرير صنعاء” أنها عمل عسكري “تشوبه عوامل متعددة وضبابية ولا يمكن الجزم بموعده”.
ما دون عسيري الذي اختفى بشكل كبير إعلامياً لإظهار ابتعاد التحالف عن المعركة التي يجب ان تبدو أنها داخلية منذ توقيع اتفاق التهدئة الحدودية، فإن إعلام التحالف والإعلام السعودي بشكل خاص ومعه الإعلام الموالي للرياض في اليمن فقد صعدوا بشكل كبير حملتهم الإعلامية وحربهم النفسية ضد الحوثيين فيما يخص اقتراب معركة صنعاء، لكن هذه الحرب أعطت نتائج عكسية تماماً ودفعت الجيش اليمني والحوثيين للاستنفار وقراءة الخارطة العسكرية لمعرفة المخططات التي يمكن ان تكون قد وضعت للهجوم على صنعاء من عدة محاور محتملة فدفعهم هذا للتحرك والقيام برد الفعل عسكرياً عند حدوث مؤشرات للتصعيد من قبل القوات الموالية للرياض قبل التصعيد الفعلي وهذا ما جعلهم يحققون تقدماً كبيراً في نهم والجوف ومأرب شمالاً وفي تعز ولحج.
في الأيام الماضية وبحسب مصدر موثوق تحدث للمراسل نت استطاع الجيش ومقاتلو أنصارالله إبطال المخططات من قبل التحالف وحلفائه باتجاه صنعاء وبعض تلك المخططات تم اكتشافها باكراً كتلك التي وضعها اللواء الأحمر لاقتحام صنعاء من الحديدة إلى بني مطر وإلى صنعاء في النهاية.
معسكر العمالة: ضربة عكسية
تضاربت الأنباء حول لواء العمالقة بحرف سفيان بمحافظة عمران وقدم الحوثيون والتحالف روايتين مختلفتين تماماً ومتضادتين عما جرى هناك لكن وبغض النظر عن حقيقة ما حصل فإن الواضح هو أن التحالف كان يراهن على هذا اللواء للضرب في العمق الجغرافي والاستراتيجي للحوثيين وكانت لو حدثت فإنها ستكون ضربة قاصمة للجيش اليمني وأنصارالله.
مرة أخرى وبغض النظر عن اختلاف الروايات حول لواء العمالقة فإن إقرار التحالف بسيطرة الحوثيين عليه يظهر أنه كان يمثل نقطة محورية في عمليات التحالف العسكرية وإبطالها من قبل الحوثيين كانت ضربة قاصمة للتحالف والموالين له كانوا يريدونها أن تحدث للحوثيين وليس لهم.
في فبراير/شباط الماضي عندما وصلت القوات الموالية للتحالف إلى فرضة نهم بعد أيام من المعارك التي شهدت المئات من الغارات الجوية لاجبار الحوثيين على الانسحاب من الفرضة وعندما حدث ذلك وجه إعلام التحالف هذا الانتصار إلى صنعاء لحرف أنظار الحوثيين عن حقيقة ما يخطط له التحالف.
وتقول مصادر المراسل نت أن التحالف تعمد أن يلقي بالضغط النفسي على صنعاء من وراء سيطرة الموالين له على فرضة نهم بينما كان يجري التخطيط لوصل الجبهة من نهم إلى حرف سفيان حيث كان قد جرى التنسيق مع قائد لواء العمالقة للتحرك في الوقت المناسب لتكون ضربة قاصمة بالفعل للحوثيين وربما كانت ستمثل هزيمة استراتيجية للحوثيين ونصر استراتيجي للتحالف لكن الحوثيين قلبوا الموازين بتحركهم في معسكر العمالقة بحرف سفيان وبذلك أبطلوا المخطط.
بدا واضحاً جداً أن التحالف تلقى ضربة كبرى غير متوقعة في لواء العمالقة وهو ما ظهر على وفد حكومة هادي في مفاوضات الكويت في حينه وأعلن تعليق مشاركته بالمفاوضات بسبب سيطرة الحوثيين على العمالقة وحاول التحالف الضغط على المبعوث الأممي لتشكيل لجنة تقصي الحقائقفي العمالقة وانصاع ولد الشيخ لذلك لكن الحوثيين لم يتأثروا بالضغط الأممي وكان يبدو أنهم لن يسمحوا بطعنهم في العمق.
سيطرة الحوثيين على العمالقة دفعت التحالف للتفكير جدياً بصنعاء متأثراً برغبة حزب الإصلاح في استمرار الحرب فهو يرى نفسه خاسراً إذا حصل الحل السياسي في ظل الوضع الميداني الذي يرجح كفة الحوثيين وفي ظل حملة شعواء تقودها الامارات لاجتثاثه من الجنوب وتحديداً في حضرموت وعدن.
صنعاء تبتعد أكثر
مع مرور ما يقرب من نصف عام على سيطرة قوات هادي والإصلاح على فرضة نهم لم يتمكن التحالف من ضمان تقدم تلك القوات خطوة جديدة باتجاه صنعاء بل إن الحوثيين مؤخراً قلبوا الموازين العسكرية وأصبحوا أقرب لخنق القوات الموالية للتحالف باقترابهم من مفرق الجوف الاستراتيجي الذي لو تمت السيطرة عليه ستتلاشى قدرة الموالين للتحالف على الاستمرار في معركة نهم بانقطاع خطوط الامداد من الجوف ومأرب وفصل تلك الجبهات أيضا.
رغبة الإصلاح تحديداً في استمرار الحرب ويأس التحالف من دخول صنعاء عبر فرضة نهم دفعت الأول لإقناع الأخير بأنه يمكن فتح جبهة أخرى من جنوبي نهم وتحديداً من منطقة المجاوحة التي يرى الإصلاح أنه ورغم وعورتها وصعوبة الجغرافيا هناك إلا أنه يعتقد أن لديه حاضنة شعبية ستكون عامل حسم هناك.
في المجاوحة وخلال أيام قليلة رأى الإصلاح والتحالف معاً كيف ماتت الفكرة هناك وانتهى الأمل في صنعاء، بحسب ما تحدثت به مصادر للمراسل نت، وذلك عندما شكل سكان المنطقة لجانا شعبية من أبناء المنطقة (بالتعاون مع انصارالله غالبا) للتصدي لقوات الإصلاح فمنعوا أو حاولوا دون ان تولد جبهة قتال هناك.
ويقول مصدرنا أن محاولات القوات الموالية للتحالف لم تتوقف ويكشف لنا هذه المرة دون تفاصيل عن إبطال مخطط آخر للتحالف هذه المرة في خولان وكان لذلك هدفاً عسكرياً هاماً.
وبحسب المصدر في معسكر العرقوب بخولان أراد التحالف اشعال حرب على خلفية ثأر قبلية بالقرب من المعسكر وينتظر التحالف الى اين تذهب الأمور ليقوم بعدها بدعم القبيلة التي تكن عداء لجماعة أنصارالله وإشعال حرب بينهما ليتسنى للمدعومين المفترضين من التحالف قطع الطريق بين صرواح وصنعاء وهذا العمل سيقوي التحالف وحلفاءه في صرواح وجبل هيلان وسيكون ذلك نصر استراتيجي للتحالف وعكس ذلك للجيش اليمني والحوثيين الذين أيضاً لو نجح ذلك المخطط سيجدون أنفسهم محاصرين في صنعاء وكان حصار صنعاء هو الهدف الثاني من المخطط في خولان.
ويواصل المصدر حديثه للمراسل نت أن التحالف كان قد بدأ فعلاً بالخطوة الأولى لاستهداف معسكر العرقوب بخولان بالحرب القبلية لكن الحوثيين تدخلوا سريعا وحسموا الأمور هناك دون أن يوضح لنا تفاصيل ذلك.
على خطى الحوثيين: الطريق لصنعاء يبدأ من عمران
تعمد إعلام التحالف مؤخراً عندما أعاد قضية مقتل اللواء القشيبي في عمران 2014 وتقديم رواية عن طريقة مقتله وكان الغرض من ذلك تمهيد الطريق لظهور “كتائب القشيبي” الذي يفترض ان تكون قد تشكلت بشكل عفوي بعيدا عن التحالف فتقوم بعمليات انتحارية وامنية انتقامية تمهيدا لمعركة مع الجيش وانصارالله في عمران تكون هي بداية الطريق الى صنعاء بنفس الطريقة التي قام بها الحوثيين قبل وصولهم الى صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014.
وفي هذا الجانب أبدى الحوثيين قدرات استخباراتية عالية واستطاعوا رصد تلك التحركات وإبطال مفعولها سريعا كما حدث في خولان والمجاوحة.
من الحديدة الى صنعاء: احتراق آخر أوراق اللواء الأحمر
لا شك أن التحالف يشعر بغضب شديد من فشل حلفائه على رأسهم الإصلاح في كل المخططات التي قدموها لدخول صنعاء فيما تشير المعلومات إلى أن السعودية تحديداً بدأت تتفهم أن اللواء علي محسن الأحمر ليس هو الرجل المناسب لصنعاء فكانت هذه القناعة تترسخ قبل ان تصبح نهائية عندما قدم الأحمر خطة جديدة فشلت أو ماتت في مهدها.
حاول الأحمر مؤخراً اقناع السعودية بقدرته على دخول صنعاء وهذه المرة عبر الحديدة مروراً إلى منطقة بني مطر التي لو نجحت المرحلة الأولى منها ستحقق قطع طريق صنعاء الحديدة ومحاصرة العاصمة تمهيداً لاقتحامها.
وتقول مصادر المراسل نت أن هذه الخطة تم القضاء عليها في مهدها واحتواء الأدوات التي كان الأحمر يراهن عليها ليصبح بالفعل ورقة محترقة وغير قابلة للاستخدام مجدداً وهذه المرة أيضا لم يوضح المصدر تفاصيل ما حدث لكنه أكد أن المخطط كان قائما ويؤكد أيضا القضاء عليه.
الوضع الحالي
بدلاً من أن تتجه المعركة من نهم باتجاه صنعاء تماشياً مع الحملة الإعلامية من قبل التحالف تجد قوات هادي والإصلاح الموالية للرياض نفسها في معركة أخرى وعكس الاتجاه تماماً حيث يحقق الجيش اليمني والحوثيين تقدماً لا غبار عليه باتجاه مفرق الجوف.
وفي هذا السياق واصل الجيش اليمني ومقاتلو انصارالله أخذ زمام المبادرة من القوات الموالية للتحالف ووضعوا قدما أخرى باتجاه مفرق الجوف الذي بات في مرمى نيرانهم ويكتسب أهمية كبرى بتهديده لإمدادات التحالف في الجوف ومارب ونهم معا.
وقد أكد مصدر قبلي للمراسل نت أن الجيش اليمني والحوثيين سيطروا على جبل حيد الذهب المطل على مفرق الجوف بشكل كامل بعد معركة كبيرة في مواجهة قوات هادي والاصلاح.
وكان الجيش اليمني والحوثيين سيطروا أمس الجمعة 8يوليو/تموز على سلسلة جبال يام باتجاه جبل المغناطيس الطريق الرئيسي لإمدادات قوات هادي والاصلاح الى فرضة نهم.
وقبل ذلك تقدمت قوات الجيش الى شعب بقلان المطل على مفرق الجوف ومديرية مجزر بعد السيطرة سلسلة جبلية طويلة شمال فرضة.
ويمثل تقدم الجيش والحوثيين ما بعد نهم باتجاه مفرق الجوف ضربة قاصمة لقوات هادي والاصلاح وللتحالف الذي كان يوجه المعركة على العاصمة صنعاء ليجد الموالين له يتراجعون خطوات للوراء باتجاه الجوف.
الحرب الباليستية: ضمان المساحات
خلال يومي الجمعة والسبت الموافق 8 و9 يوليو/تموز استهدف الجيش اليمني تعزيزات لقوات هادي والإصلاح خلف فرضة نهم باتجاه مأرب بصاروخين باليستيين في ظرف 24 ساعة فقط.
وتكتسب تلك الضربات الصاروخية أهميتها من جانبين:
الأول: أنها المرة الأولى التي يجري فيها استخدام الصواريخ الباليستية في معركة نهم وبهذه الكثافة أيضا.
الثاني: استخدام الصواريخ الباليستية في منطقة نهم التي تعد منطقة اشتباك متداخلة تثبت أن الجيش اليمني والحوثيين قد تمكنوا من اجبار قوات هادي والإصلاح على التراجع مسافات كافية لاستخدام هذا النوع من الصواريخ الذي كان من المستحيل أن يحدث في ظل ميدان اشتباك متداخل.
-
المراسل نت