مضى عامٌ ، ويمضي الآن عامُ للشاعر معاذ الجنيد
الشاعر / معاذ الجنيد
مضى عامٌ ، ويمضي الآن عامُ
رويدكَ أيُّها البيتُ الحرامُ
سكينةُ ربِّنا نزلت علينا
وأجفانُ التحالُفِ لا تنامُ
مضى عامٌ وهُمْ يصِلون (صنعا)
ومنهُم لم يَصِلْ إلا الكلامُ !!
وظلَّت ( نِهمُ ) مثواهُم ، ففيها
تُرابٌ من خصائصِهِ ، الحِمامُ
مآرِبهُمْ هَوانُ من اقتفاها
و( مأرِبُنا ) يُشدُّ بها الحِزامُ
عصيٌّ أنتَ يا وطني عليهم
يُرامُ المستحيلُ ولا تُرامُ
إذا قامَت قبائلُنا لمجدٍ
تقول الأرضُ أهل الحسم قاموا
يمانيون حسمٌ ، وانتصارٌ
يمانيون صدٌّ ، والتِحامُ
كتابُ الله حاكمُنا المُفَدَّى
ودولتُنا الحكيمةُ ، والنظامُ
وفي جبهات عزِّتنا أُباةٌ
لهُم فيهِ اعتمادٌ ، واعتِصامُ
رجالٌ في سبيل الله ثاروا
وقالوا ربنا ثم استقاموا
أقاموا في الجهاد أجلَّ فرضٍ
فكانوا فوق من صلوا ، وصاموا
وكانوا فوق كل الناس ديناً
وثيقاً ما لعُروتهِ انفِصامُ
كأنَّ المؤمنين بيومِ بدرٍ
بِهم ثبتوا ، وحول الشِّرك حاموا
فليس سوى اليمانيين شعبٌ
تلينُ لهُ المهماتُ الجِسامُ
إذا وقفَ الأنامُ بصفِّ (نجدٍ)
حصدنا النصرَ ، وانكسرَ الأنامُ
لنا بالله إقدامٌ ، وعزمٌ
وما لتحالُف الحزم احتزامُ
تمُرُّ بِهم ليالي الحرب سُوداً
تمُرُّ كأنَّ شمسهُمُ ظلامُ
وتنصرِمُ السنينُ وراء بعضٍ
وما لفصول عزتنا انصرامُ
وعهداً لن يروا في العمر يوماً
وليس بهِ انكسارٌ ، وانهزامُ
فقُلْ للزاحفين بغير علمٍ
دخلتُم حيثُ لا تبقى العِظامُ
عليكُم من (زلازلنا) السلامُ
ومن أبطالنا الموتُ الزؤامُ
هنا وكلاءُ عزرائيل شعبٌ
مُهِمّتهُ اشتباكٌ ، واقتِحامُ
و(قاهِرنا) يُعانقُ جيشَ (نجدٍ)
عناق فتىً تَمَلَّكهُ الغرامُ
فكم للحرب نارٌ ، واشتياقٌ
بلوعتها اليمانيون هاموا
فنونُ الحرب موروثٌ لدينا
لنا فيها ارتباط ،ٌ وانسجامُ
نُروِّضها ، ونرقصُ في لظاها
وللأهوال في يدنا الزِمامُ
جبالٌ نحنُ إن قُصِفَت ودُكّتْ
أضاءَ عقيقُها ، وبدا الرُخامُ
بتصنيع السلاح لنا جُذورٌ
إلينا البيضُ تُنسبُ ، والسهامُ
(زلازلنا) تدُكُّ معسكراتٍ
ولا هَدَفٌ لهُم إلا الخيامُ
وطائرةٌ تُحلِّقُ وهيَ صرعى
تحرَّجَ من هزائمها الرُكامُ
وصارت نُكتةً في الجوِّ تُروى
فإن هيَ حلَّقت ضحِكَ الغمامُ
لها سِعةٌ ، وأجنحةٌ ، ولكن
لخيبة حالها ترثي النعامُ
فكم همست لها الغاراتُ عودي
فهذا الشعب حرٌّ لا يُضامُ
جيوش الأرض هيِّنةٌ لديه
فلا اقتدر الملوكُ ، ولا اللئامُ
أمامُكِ يا عوالمُ ألفُ موتٍ
وغير النصر ليس لنا أمامُ
فسبحان الذي قد صاغَ كوناً
بهِ الشعبُ اليمانيُّ الهُمامُ
إذا برزَ الحُفاةُ على بلادٍ
تشظَّت ، فالجبالُ بها حُطامُ
بنادقنا تدُكُّ مُدرَعاتٍ
ويكسرُ زحفهم منَّا غُلامُ
نسيرُ وكل شيءٍ في قُراهُم
يقولُ لنا طئوني يا كِرامُ
فنجتاحُ المدائن دون جهدٍ
لأنَّ لنا بموطننا احترامُ
يمانيون أربكنا المعالي
لنا في كلِّ معركةٍ وِسامُ
فنحنُ لكل محتلٍ هلاكٌ
ونحنُ لكل مُرتزقٍ سِّقامُ
وللمُستضعفين حياةُ عزٍّ
علينا للسماء بها التزامُ
صلاةُ الله تغشانا ، فإنَّا
يمانيون ، وعلينا السلامُ.
13/ يوليو /