«الجارديان»: من يكون فتح الله كولن الذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية؟
يمانيون../
شهد العالم ليلة الجمعة حدثًا ساخنًا تمثَّل في محاولة مجموعة من ضباط الجيش القيام بانقلاب عسكري على الحكومة التركية برئاسة الرئيس «رجب طيب إردوغان»، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى الزعيم الديني «فتح الله جولن»، المقيم في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة، فمن يكون فتح الله جولن؟
يسلط تقرير في صحيفة «الجارديان» الضوء على شخصية المتهم الرئيسي بتدبير المحاولة الفاشلة.
اعتاد العالم على التنافس والعداء بين العلمانيين والإسلاميين في تركيا، وقد شهدت تلك المنافسة عدة محاولات انقلابية متبادلة بين الطرفين.
وجاءت أحداث الجمعة كحلقة أخرى في هذا الاتجاه، بعد أن قام الجيش بمحاولة انقلابية.
إلا أن ظهور حركة «حزمة» بزعامة فتح الله جولن في أوائل التسعينات قدم بديلًا ثالثًا، بخلاف العلمانيين والإسلاميين. وقد نمت هذه الحركة وأصبح لديها مراكز أبحاث ومدارس منتشرة على مستوى العالم، وجنت ثروة طائلة.
تقول الصحيفة إن منبع الخلاف هو اتهام أتباع جولن إردوغان بدعم الفساد في القضاء والشرطة في 2013. وذلك ردًا على شن إردوغان حملة على المدارس التابعة لجولن للحد من تعاظم نفوذ الحركة.
وأشارت أصابع الاتهام إلى الحركة بانخراطها بشكل مباشر في أحداث الجمعة الدامية، حسبما ذكر محامي الحكومة التركية روبرت أمستردام. وكانت تركيا قد حذرت أمريكا مرارًا من خطر جولن، وقالت إنه يتواطأ مع بعض قيادات الجيش.
من جانبها، سارعت حركة جولن بالنأي بنفسها عن المحاولة الانقلابية الفاشلة، وقالت إن اتهامها بالمسئولية تصرف غير مسؤول. «تتسارع الأحداث على الأرض في تركيا، وكل ما يشغلنا هو أمن وسلامة المواطنين الأتراك الآن». قال بيان صادر عن الحركة.
وأضاف البيان «لطالما عملت الحركة لصالح السلام والديمقراطية ودافعت عنها. ونددنا بتدخل الجيش في السياسة. فهذه مبادئ رئيسة لحركتنا».
إلا أن هذا النفي يقابله تسجيل مصور لجولن ظهر عام 1999 يدعو فيه أتباعه لاختراق مؤسسات الدولة الرئيسة. «لا بد أن تتسللوا داخل شرايين النظام، حتى تتمكنوا من زمام السلطة، ويجب عليكم التحلي بالصبر؛ حتى تجتمع كافة المؤسسات الدستورية إلى جواركم». يقول جولن في التسجيل، لكنه يزعم أنه قد جرى التلاعب في التسجيل.
وتنقل الصحيفة عن «دوروثي شميدت»، محللة تركية في المؤسسة الفرنسية للعلاقات الدولية، قولها في مقابلة مع قناة «فرانس» 24 في 2013 «إن التعويل على حركة ما دون وجود شفافية أو شرعية سياسية يعرض الديمقراطية في تركيا إلى الخطر».
وبينما كانت تركيا على صفيح ساخن ليلة الجمعة، كان الهدوء يسود في مقر إقامة فتح الله غولن في بنسلفانيا بالولايات المتحدة، وقد رفض حراس الأمن السماح للصحفيين بالدخول إلى المجمع، طالبين منهم العودة في اليوم التالي.