حسين زيد بن يحيى
الرياضةُ نشاطٌ شبابيٌّ إنسانيٌّ صحيٌّ وأخلاقيٌّ وقيميٌّ يرتقي بالحالة الصحية البدنية والنفسية للفرد، ويزيد من كفاءته في العمل والإنتاج، وهي – أيضاً- نشاطٌ ترويحيٌّ لا يقبل التكبيل بقيود الولاءات السياسية والخلافات والتباينات الفكرية .. وهو النهج الذي ارتأيناه في قيادتنا للعمل الشبابي والرياضي منذ تولينا مسؤولية أعمال وزارة الشباب والرياضة ونحن نحرص على استقلالية الرياضة والنأي بها عن السياسة، وظل تعاملنا مع الجميع تعاملاً مهنياً، منطلقاً من روح المسؤولية الرعائية لكلِّ الشباب والرياضيين، بعيداً عن أية منطلقات سياسية أو فكرية؛ لإيماننا أن شباب الوطن ورياضييه هم أبناؤنا وأخواننا، وشعرنا بعظم مسؤولياتنا تجاههم، ووظفنا كل طاقاتنا وإمكاناتنا المتاحة للعمل والإنجاز، في ظروف استثنائية نتيجة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والحصار الجائر والتدمير المتوالي للمنشآت الشبابية والرياضية والمؤسسات الصناعية والإنتاجية الداعمة لصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، الذي-دون شك- تأثر بغياب النشاط الإنتاجي لتلك المصانع والمؤسسات الداعمة، وتراجعت إيراداته إلى الحد الذي جعل الصندوق غير قادر على تغطية كل نفقات الأنشطة والبرامج المشمولة في الخطة السنوية للاتحادات الرياضية والأندية والهيئات الشبابية.. ورغم هذه الصعوبات حرصنا على منح الاتحادات الرياضية والأندية والهيئات الشبابية المخصصات المالية المتاحة اللازمة لتنفيذ الأنشطة الرياضية والفعاليات الشبابية، وبرامج التأهيل والتدريب، وحرصنا- أيضا- على احترام استقلالية تلك الاتحادات والمكونات ومنح القطاعات والإدارات العامة الصلاحيات للقيام بمهامها..لكننا – في الوقت ذاته- نرفض أي ضغط أو ابتزاز سياسي أو إعلامي للحصول على الهبات أو تذاكر السفر العبثية، ولن نتعامل معها البتة.. ونثق في أن الجميع يدركون الواقع ويقدرون الظروف التي يمر بها الصندوق في ظل تراجع الموارد وشحة مصادر التمويل نتيجة العدوان والحصار المفروض على الوطن منذ نحو عام ونصف..
والمتتبع لأداء الوزارة وهيئاتها ومرافقها سيلحظ أنها استطاعت تجاوز الكثير من المعيقات والصعوبات وتواصل أداءها لمهامها ومسؤولياتها بتعاون مثمر من قياداتها وكوادرها الذين لم تثنيهم الأزمات أو تحد من عزيمتهم المُلمات عن أداء رسالتهم النبيلة الرامية للارتقاء بالعمل الشبابي والرياضي.. ولأهمية البناء المؤسسي يتواصل العمل لإعداد لقانون الرياضة الذي سيتم عرض مشروعه على الاتحادات والأندية وكل الأطر ذات الصلة والمهتمين بالشأن الرياضي لإبداء الملاحظات عليه وإثرائه ومن ثم تقديمه لمجلس الوزراء لاستكمال إجراءات إصداره بعون الله.
وليكن الجميع على ثقة مطلقة بأننا في حكومة الثورة والمسيرة القرآنية سنظل أوفياء لهذا الشعب الرافض للفساد والمفسدين، متبنين قضاياه العادلة في بناء الدولة المدنية الحديثة العادلة القادرة على صنع الإنجازات العظيمة، ولن نتخلى عن أهدافنا وقيمنا أو نحيد عن مبادئنا الثابتة العالقة في أذهان الجميع مـُذ كنا في الساحات وزنازن النظام السابق، وسنسعى بكل جهودنا لجعل تلك المبادئ واقعاً مُعاًشاً لحكومة المستضعفين والمحرومين- بعون الله- تحت ظلال القرآن الكريم.