مقابلة ناطق أنصار الله مع قناة الميادين هل أشعلت طاولة المفاوضات بالكويت ؟.. تحليل
174
Share
عبدالرحمن هاشم اللاحجي
اثارت المقابلة التاريخية للناطق الرسمي باسم الوفد الوطني اهتمام الاوساط الدولية والمحلية المعنية بالملف اليمني كونها تضمنت ردود كاشفة وصريحة حول مستقبل المشاورات القائمة فيما لو استمر الرضوخ والاذعان الاممي للاملاءات الابترازاية السعودية قائماً بطريقة فجّة وغير منصفة حد تعبير الاستاذ /عبدالسلام على شاشة قناة الميادين الفضائية عشية الاثنين الماضي .
المقابلة التي وصفت بأنها الأكثر جدلا في الاوساط البراجماتيكية الدولية المضادة كانت قد تناولت التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الوطنية وطرقت الجوانب العويصة التي تقف امام التعجيل بالتوصل لحل سياسي شامل ونهائي للمشكلة اليمنية العالقة ومع ان طرح الرجل أتى كما يبدو كرد سياسي منطقي وعقلاني لتفنيد ماورد في الورقة السعودية المقدمة للمبعوث الاممي ولد الشيخ (كشفت بعض تفاصيلها القناة المستضيفة مؤخرا)، لكنه لم يتردد عن كشف خفايا اتفاقية ظهران الجنوب التي وقعها ممثلين عن انصار الله والمؤتمر الشعبي العام خلال فترة النصف تهدئة الماضية وإن من باب التلميح بالتعليق لا التنصل او النسف لبعض نصوصها المدفونة .
رؤية الوفد الوطني لترتيبات وجدولة الجولة الثانية من المفاوضات القائمة كان واضحا وثابتاً في تصريح عضو الوفد الوطني المشارك المهندس / حمزة الحوثي حيث اكّد في مؤتمره الصحفي المنعقد عشية وصول الوفد المشارك مطار صنعاء الدولي قبيل اجازة عيدا الفطر المبارك بان: “الوفد لايمانع بعقد جولة اخرى من المفاوضات على ان يتم استئنافها من النقطة التي توقفت عندها نتائج الجولة الاولى وان أي تصعيد ميداني او مخادعة جديدة ستكون غير مقبولة وسيترتب عليها نتائج غير مرجوّة للطرف الآخر “.
الموقف القوي الذي ظهر به الوفد الوطني في جولة المفاوضات الاولى ظل كما هو، في بداية الجلسة الاولى من الجولة الثانية للمفاوضات تقدم ولد الشيخ بمجموعة من الاجندات الجديدة- المحددة لجلسات التفاوض فاعلن الوفد الوطني اعتراضه حولها والتقى على خلفية تلك المخالفات المشينة بوزير الخارجية الكويتي وابلغه موقفه من تلك الاجندات ولكن المصادر الدبلوماسية الغربية التي كشفت جزاء من بنود الورقة المقدمة من المملكة السعودية والتي التزم بها ولد الشيخ حرفيا في جلسات التفاوض السابقة جعلت عبدالسلام يخرج مباشرة الى شاشاة التلفزة محتزما جنبيته اليمانية الأصيلة ويحذر من انقلاب سياسي وشيك ويحمل ولد الشيخ والمملكة السعودية مسؤولية ذلك الانقلاب ويتعهد بمواصلة الكفاح حتى الانتصار الحاسم .
تتضمن الورقة المقدمة من المملكة السعودية الى المبعوث الدولي بنوداً استفزازية وغير منطقية تقتضي بتوقيع الطرفين على مسودة الحل النهائي في مكة المكرمة في تاريخ يحدد لاحقا، كما تحتوي على آلية لتسليم السلطة الى نائب للرئيس على ان يقوم بتعيين رئيس وزراء كما يقوم الاخير بتشكيل حكومة خلال 30 يوما، وآلية اخرى لتسليم السلاح ابتداء من المنطقة أ والتي كما تقول بانها: محصورة في (صنعاء – الحديدة –تعز )، اضافة الى تكوين لجان عسكرية يتم الاتفاق عليها لاحقا، على ان جميع تلك البنود حظيت باعجاب ولد الشيخ ومباركته لكنها لم تكن محل اعجاب الوفد الوطني الذي قدّم رؤيته المنطقية في مقابلة عبدالسلام حينما شدد على ضرورة ان يكون الحل يمنيا خالصاً بعيدا عن التدخلات الامريكية والسعودية، ودعى اعادة النظر في موضوع تسليم السلاح واشار الى ان هناك اطرافا كثيرة تحمل سلاحا ثقيلا وتهدد مستقبل الدولة المرجوة كجماعة ابي العباس في تعز والجماعات المتطرفة في مأرب وشبوة والجوف كما قال بأن : “مأرب والجوف مدن متخمة بالسلاح فمن غير المنطقي ان تكون خارج اطار المجموعة أ ويفترض بأن تبداء الدولة من تلك المدن “؟ ولكن :أين الدولة اولاً ؟!
يرى مراقبون بأن المملكة السعودية تدفع بثقلها الاقليمي والدولي نحو حلاً سياسيا يكون لها نصيب الاسد منه متوهمة بأنها ستستطيع تعويض ماعجزت عنه في الميدان على طاولات السياسية لكن: القوة الصاروخية في الجيش واللجان الشعبية رفضت تلك الاوهام المخدوعة بطريقة عقلانية ومنطقية حينما افصحت عن انتاجات ذاتية لصواريخ باليستية يصل مداها ل 70 كيلو متر وادخلتها فعلياً الخدمة بعد ساعات فقط من مقابلة عبدالسلام باستهداف معسكر للحرس الوطني السعودي بمدينة نجران الحدودية .
يقول عبدالسلام : مستمرون في المفاوضات ولن نقبل بأي حل لا يلبي مطالب شعبنا وعلى السعودية أن تعي بان الحرب لم تعد كما كانت فأي يمني سيسقط شهيدا على الارض اليمنية، سيقابله قتيل او عشرات القتلى السعوديين في العمق السعودي واشار الى ان المملكة تشتكي من مقتل قرابة 100 عسكري سعودي قتلو في الحدود خلال فترة التهدئة لافتا بأن ماحدث ليس اكثر من ردة فعل طبيعية تجاه الخروقات السعودية في كهبوب ومأرب ونهم واماكن كثيرة اُخرى .!
يرى محللون بان عبدالسلام كان موفقا بدرجة كبيرة في تفنيد ماجاء في الورقة السعودية المقدمة فالرجل كشف المستور بثقة مطلقة حينما لمح بتعطيل اتفاقية ظهران الجنوب و وصف ولد الشيخ بالشخص الخطير المساعد على الانقلاب كما انه وضع امريكا والمملكة السعودية ووفدها المفاوض امام الأمر الواقع عندما القى بنصف كرة الوفد الوطني امام القوة الصاروخية اليمنية طالباً من الجيش اليمني ان يكون على اُهبة واستعداد لردع أي محاولات قد تُعكّر اجواء المؤتمر المنعقد بينما ابقى نصفها الآخر على طاولات الحوار وهو بذلك يهدف لحرق الورقة السعودية المقدمة وقد نجح وبجدارة ايضاً .