الرويشان .. حمام خولان
كتب / عابد المهذري
يتمغنط خالد الرويشان بالضغط ويتغنوج بالطرق والسحب والانبعاج .
وزير الثقافة الذي كان ؛ يحاول ان يلعب دور الدراقة في رواية الكنغر العفن للأديب الأسترالي مسعد ربل .
خالد الرويشان كاتب رشيق بلا شك .. لكن احساسه العميق بالرشاقة تدفعه دائما لأداء دور الرقاصة .. مع ان الرقص ليس شرطا لممتهني مهنته ؛ الباحثة دوما عن أقلام وأعمدة الإستربتيز لإستعراض مهاراتها الكامنة .
أناقة كلمات الرويشان الشاعرية تغلب طبعه حد الانجرار الفسيولوجي وراء ما يشبع رغبة كائن مهووس بالرومانسية الخارجة عن النص .. طمعا في تصفيقات المراهقين المعجبين .
الأديب والمثقف النجيب خالد الرويشان يتورط في المحنة اكثر وأكثر.. لدرجة بلوغه مرحلة الإفلاس الأخلاقي والوصول لأعلى مراتب الإسفاف المعرفي.. حين كتب عن اتفاق المؤتمر والانصار بتلك اللغة الناضحة بإضمحلال المفردات وهو من هو (!!) ابن الناس الذوات والأسرة رفيعة الشأن الحامل إسمها المحترم.. المرتبط بقبيلة ذات حضور يشار إليه في المكارم .
لقد سقط للحضيض الوزير الرويشان الذي كان.. وبسقوط العقل من رأس الإنسان الكامل.. تتساقط أوراق التوت عن أسافل أي كائن متجلفن ؛ بمجرد رضاه لنفسه الانبطاح الشائن .
لم يكن مجبرا على الانفضاح أمام الملأ .. لو أنه أبقى لخصوصياته هامشا من اللياقة المنبغاة .. ولم يكن بالضرورة ارتمائه من بين أغلفة الكتب النفيسة .. الى أحضان صفحات البورنو السفيهة ؛ دونما سبب سوى الرضوخ الغريزي لمترتبات الإنفصام النفسي المضطرب لا شعوريا .
لنعذره.. فحالة التيه التي يعيشها .. حتمت ربما عليه مجاراة قرين له فعلها قبله .. اذ كتب “م . غ” منذ فترة ؛ نصا فاحش البذاءة اللفظية حول حدث سياسي ومخاض عسكري اسبغ عليه اسقاطات تنظيرية جوفاء تتمحور حول الأعضاء التناسلية بلا حياء من ثقافة مجتمع محافظ يتخاطب معه وينتمي أليه .. ولا خجل من جمهور يعتبره موسوعة علمية تعد مفخرة .. وعذره فيما فعل ؛ كسر المحظور وتجاوز القيود والممنوعات السلوكية .
انها محنة المثقفين.. انفصاميتهم واحساسهم بالعدمية تفرض عليهم نوعا من الانسلاخ القيمي .. والا مالذي يجعل واحدا مثل الرويشان ؛ ليتحول ؛ من مثقف كبير .. الى ما يشبه دورة المياه في البيت الواسع الذي تسكنه العائلة المشيخية المحترمة وهو في حل من ان يلطخ إسمها بترهات كلماته السوقية المستخدمة في تعابيره الكتابية .
ما كان على الاستاذ خالد الانحدار والتردي .. من خلال لعب دور يتوخى منه فقط ؛ الحصول على كمية عاطفية تشعره بالدلال والدلع وتمنحه احساسا بالدفئ كأي فاقد حنان يرتاح بمناداته بمسمى “خلودي” مع قليل من الغنج والرطوبة والنعومة المفرطة اللصيقة بالكمالي حمزة وياسر الحسني ؛ مثلا .. ولا أخال “الرويشان” يطمح لأكثر من مسايرتهما في اللدانة ورخاوة الأداء .
هكذا أصناف تتصف بالتثقف .. تسلك دروب التفسخ وطرقات المسخ .. يبدأوان بالتنصل عن اخلاقيات مجتمعاتهم بذريعة مواكبة الحداثة ومحاكاة الثقافات الأجنبية .. فتجدهم يتخلون أولا ؛ عن لهجتهم اليمنية ولا يتورعون عن المجاهرة بكل ما يصدم مجتمعهم.. اعمالا وممارسات شاطحة .
الاصناف هذه تتكاثر كالفطر.. تتخفى تحت أغطية النبوغ والفرادة.. وسرعان ما تظهر وتنكشف عند أول منعطف كالذي يمر به “رويشان” العدوان .