شيئاً فشيئاً تتسع دائرة الاشتباكات في جبهات ما وراء الحدود رداً على العدوان واستمرار الغارات في مرحلة يبدو أن النظام السعودي لم يعد بمقدوره تغطيتها وتحجيم خسائره فيها، وهو ما ينعكس في التعاطي الإعلامي المتخبط لمختلف فضائياته.
مع مضي خمسمائة يوم من العدوان على اليمن وبقدر عجز النظام السعودي عن تحقيق أهدافه عسكرياً، بقدر ما اكتسب إعلامه خبرة عملية في مجال الإرجاف والتضليل واختلاق الانتصارات الوهمية والأعذار والمبررات الواهية لبيع الوهم لمتابعيه وللتغطية على خسائر جيشه في جبهات ما وراء الحدود.
وهنا يبدو أن مراسل العربية قد صدق دعايته وتأثر بها أكثر من غيره في ظل ترديده هذه الأسطوانة المثيرة للسخرية والتي تؤكد حقيقة الفشل الذريع للجيش السعودي في الحفاظ على مواقعه العسكرية حتى وإن حدد هو زمان ومكان المواجهات على خلاف قواعد الحروب والاشتباكات.
وهكذا يكون الحال حين تفتقد الحجة والمنطق وحين يترك لمثل هكذا إعلام مساحة واسعة لفبركة الأحداث وتبرير الخسائر والانتكاسات بالحديث عن تكتيكات وأساليب جديدة تعكس الواقع المهترئ للجيش السعودي في محاور تتسع دائرة المواجهات فيها يوماً بعد آخر وتشهد نزوحاً جماعي للسكان السعوديين بشهادة العربية وأخواتها.
حالة من الإحباط والتخبط تنعكس في هذا التعاطي الإعلامي الذي يستجدي مواقف دولية أمام عمليات عسكرية لا زالت محدودة لأبطال الجيش واللجان الشعبية كردة فعل طبيعية لاستمرار العدوان الغاشم على البلد وهو ما يؤكد على أننا أمام مرحلة جديدة لم يعد بمقدور النظام السعودي فيها المكابرة والتغطية على خسائره وإخفاقاته إلى حد أن بات يقر بخسائره ويجاهر بها في أكثر من مناسبة وعلى لسان كبار مسؤولية.