لا يوجدُ هناك ما يدعو للقلق!!
بقلم/ زيد البعوه
صحيحٌ فشلت مفاوضاتُ الكويت وازدادت جرائمُ العُــدْوَان وعادت المعاركُ بقوة شراسة في الحدود وفي تعز ونهم ومأرب والجوف، وعادت الأمور إلى المربع الأول وبقيت نقطة الصفر هي المخيمة على المشهد إلّا أن هذا ليس جديداً وليس بالأمر الذي يدعو إلى القلق، فليست المرة الأولى التي يحصل فيها هكذا فلدينا رصيد من التجارب في مثل هذه المواقف من الصراع مع أمثال هؤلاء الأعداء ولكن السؤال هنا ما الذي يدعو إلى الطمأنينة؟.
هناك الكثير من الأمور الواقعية والحقيقية التي تدفع بالشعب اليمني إلى الطمأنينة منها الوعي الشعبي والصمود اليماني والقيادة الحكيمة والجهاد القوي الأسطوري المتواصل الذي يسطره رجال الله من الجيش واللجان الشعبية في مختلف ميادين الجهاد بنفس الوتيرة العالية والمعنوية المرتفعة التي لم تتغير مع أطول أمد العُــدْوَان بل ازدادت صلابة وإصراراً حتى يتحقق النصر..
ومن يتأمل الأحداث من قبل ثورة الـ21 من سبتمبر وقبل العُــدْوَان السعودي الأمريكي على اليمن حتى اليوم سيجد أن الشعب اليمني خرج في ثورة شعبية تصحيحية تطالب بالشراكة والوحدة ومحاربة الفساد ورفض الوصاية الخارجية ورفض العملاء والمرتزقة وتطهير الوطن من شر داعش والقاعدة وغير ذلك من الأَهْـدَاف المشروعة والمحقة والتي المطالبة بها ضرورة حتمية يفرضها علينا ديننا ووطنيتنا وفطرتنا والتنازل عنها يمثل شراً وفساداً وقبولاً بالباطل وهذا ما لا يرضاه أَبْنَاء اليمن الشرفاء الأَحْــرَار ولهذا نحن اليوم أمام خيارين أما المواصلة حتى النصر وتحقيق الأَهْـدَاف أَوْ الخضوع والاستسلام والرجوع إلى حالة البؤس والظلم والقهر والوصاية وهذا مستحيل على الرغم أن الجميع يعلم أن ابرز أَهْـدَاف العُــدْوَان هي أن يبقى الشعب اليمني تحت الوصاية الامريكية والسعودية وَأن يظل العملاء والمرتزقة يتحكمون في أمور اليمنيين ويسومونهم سوء العذاب وهذا أَصْبَح ماضياً لا عودة له خَاصَّة بعد التضحيات التي قدمها الشعب اليمني خلال هذه المدة..
اليوم وفي هذا الظرف الحساس والمرحلة الحرجة التي يعيشها شعبنا بسبب العُــدْوَان والحصار علينا أن نعي جميعاً أننا الان نعيش المرحلة الفاصلة والتي تمثل همزة الوصل بين الحاضر والمستقبل ونقطة الانطلاقة من الظلام إلى النور ومن الشر إلى الخير وعلينا أن نعلم علم اليقين أن الضريبة والثمن الباهض الذي دفعه الشعب اليمني من شهداء وجرحى ودمار وحصار ونقص في الأموال والأولاد كُلّ هذا كفيل بأن يخرج اليمن من هذه الدوامة إلى شاطئ المستقبل المشرق الخالي من الوصاية الخارجية إلّا أن هذا مرهون بقليل من الصبر والمثابرة في هذه الفتر فبين النصر والهزيمة شعره من الصدق والثبات إذَا قطعت تقطعت السبل والآمال واذا استمرت في المقاومة سيتحقق وعد الله الذي لن يتخلف ولن يتبدل..
لقد وصل العُــدْوَان إلى مرحلة ما بعد اليأس وليس فقط مرحلة اليأس فحسب فما لم يستطع تحقيقه يوم كان في أوج قوته لن يستطيع تحقيقه بإذن الله وهو في أشد مراحل ضعفه نعم لقد صار العُــدْوَان ضعيفاً وكان أبرز نقاط ضعفه قوته العسكرية والمادية التي عجزت عن أن توصله إلى أَهْـدَافه بفضل الله والشعب اليمني القوي بقوة الله الحقيقية والتي لا تتغير لايزال قوياً مستمداً قوته من الله القوي الغالب على أمره وهناك أشياء لا ينكرها إلّا جاحد العُــدْوَان ظالم ومجرم ومعتدي والشعب اليمني يدافع عن نفسه ومظلوم وصاحب قضية محقه ومن خلال هذه الأشياء لا يوجد شك أَبَداً في أن الله لن ينصر المجرمون على المؤمنون أَبَداً ابداً ولهذا نقول لا قلق لا قلق فالنصر حليفنا قريباً بإذن الله.