وفي مهرجان تأييد المجلس السياسي الأعلى.. الرئيس الصماد مخاطبا دول العالم : أين احترامكم لإرادة الشعب اليمني

تقرير / حسن شرف الدين 

ألقى رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد كلمة في المهرجان الجماهيري المليوني الذي دعت إليه لجنة الفعاليات العليا صباح اليوم السبت في ميدان السبعين بحضور ملايين من الشعب اليمني تدفقوا إلى ساحة المهرجان من مختلف محافظات الجمهورية.

وقال الصماد في خطابه أن تشكيل المجلس السياسي الأعلى جاء تلبية لطموحات الشعب اليمني ونزولا عند رغباته التي تنبع من حس وطني عال يراعي مصالح الوطن فوق كل المصالح.. كما أن المجلس جاء لسد الثغرات التي يحاول الأعداء النفوذ منها لتفريق هذا الشعب وتمزيقه بعد أن عجز عن تحقيق أي تقدم في الميدان.

وأضاف الرئيس الصماد: “يا جماهير الشعب اليمني يا من تتجسد فيكم عزة اليمن وكرامته وصموده .. أيها الحشد الكريم يا من أتيتم رغم الصعاب وقطعتم الوديان والسهول والجبال غير آبهين بحماقات العدوان وجرائمه وتهديداته وحصاره، جئتم مبادرين ومؤيدين وداعمين .. فأنتم من تكتبون الوقائع وأنتم من تصنعون النصر وتصنعون التاريخ وتصنعون الإنتصارات”.

وتابع “الصمود والمواقف البطولية التي يسطرها رجال الجيش واللجان الشعبية ما هي إلا نفحة من نفحات صمودكم وثباتكم .. فهم أبنائكم، إخوانكم، آبائكم وأقاربكم فأنتم يستمدون منكم الإباء والصمود والصبر، إنهم رجال اليمن وإنها القبائل اليمنية التي لم ولن تنحني يوما ما”.

وأردف” أيها الشعب اليمني العظيم من بين الحشود ومن بين أصوات رجال اليمن ونساءه وأطفاله نوجه رسائلنا للعالم أجمع أن هذا هو الشعب اليمني، هذه هي الديمقراطية، وهذه هي الشرعية .. أين أبصار تلك الدول، أين أبصاركم هل أعماها النفط السعودي فلو كانت دماء أبناء اليمن تسيل نفطا لالتفتم إليها”.

ومضى بالقول” ألا ترون الشعب اليمني، هذه الحشود التي ربما تساوي أضعاف سكان أربع من دول الخليج التي هي تشارك في العدوان على اليمن، من أنتم حتى تعتدون على الشعب اليمني، عار على من يرى ويسمع ثم يتآمر على الشعب اليمني مع ثلة لم تحمي نفسها ناهيك عن أن تدير بلدها، عار عليكم أن تتآمروا على شعب اليمن الذي لم يكن يوما يمثل مصدر قلق لا لدول الإقليم ولا للأمن والسلم العالمي”.. مضيفا ” أنتم عندما تتآمرون على شعبنا فأنتم تقتلون أنفسكم لأنكم تقتلون مهد العروبة وتقتلون مهد الحضارة”.

وخاطب رئيس المجلس السياسي الحكومات بالقول ” أيها الحكومات في مختلف دول العالم يا من تتشدقون بالحرية واحترام حق الشعوب في تقرير المصير، أين احترامكم لإرادة الشعب اليمني، احترموا إرادة هذا الشعب، احترموا إرادة الشعب اليمني وخياراته الشرعية الديمقراطية ، فإذا لم تسمعوا لصوت هذا الشعب وتحترموا إرادته فإنكم غير جديرين باحترام شعوبكم التي ستحاسبكم يوما ما طال الوقت أم قصر “.

وأكد أن الشعوب لا يمكن أن تقهر .. وقال ” لكم في فلسطين عبرة رغم إحاطة الكيان الصهيونية وامتلاكه أفتك الأسلحة إلا أن أكثر من 50 عاما لم يستطع أن يركع الشعب الفلسطيني” .

وقال ” فهل طلع يوما في مخيلة النظام السعودي ومن يقف ورائه من الأمريكان أن باستطاعتهم أن يركعًوا هذا الشعب، لو لم يبق في هذا الشعب إلا أسر الشهداء وأقاربهم لكانوا كفيلين بأن تثأر لهذا الشعب ناهيك عن هذه الحشود المليونية وغيرهم في جميع أرجاء اليمن”.

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن العدوان السعودي الأمريكي لم يفهم أن هناك معادلة قوية جديدة بدأت تتشكل على الساحة اليمنية هي سلاحنا الرادع في مواجهة عدوانه وأنتم يا أبناء شعبنا ركيزته الأساسية وأنتم الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها كل مؤامرات الأعداء .

وأضاف ” أيها الشعب اليمني الصابر المجاهد لا يخفاكم حجم التحديات السياسية الاقتصادية والأمنية العسكرية والاجتماعية التي خلفها العدوان السافر وهنا وأمام هذا الحشد نقول لكم إن المجلس السياسي الأعلى جاء ليلبي طموحاتكم وليعمل على خدمتكم وإخراج البلد من محنته” .

وتابع” وأمام هذا الحشد نقول وبكل موضوعية حتى لا يظن البعض وهم معذورون أن في يد هذا المجلس عصى سحرية وباستطاعته أن يقضى على كل التحديات فورا، لا فهناك مصاعب جمة، ولكن ليس هناك شيء مستحيل فبكم أنتم نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات وستكون في صدارة اهتمامات المجلس أولوياتكم الاقتصادية ليحفظ لشعبنا استقراره الاقتصادي”.

وخاطب الأخ صالح الصماد الحشود المليونية “إنني ونيابة عن إخواني أعضاء المجلس السياسي الأعلى نعاهدكم أن نكون عند حسن ظنكم وأن نعمل على بذل كل الجهود والطاقات وجعل أولوياتكم الاقتصادية وتلبية احتياجات شعبنا الضرورية في صدارة اهتمامات المجلس، وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع في هذا المجال الاقتصادي الذي يراهن عليه العدوان في تركيع شعبنا وأن يحقق من خلال هذا التحدي ما لم يستطع تحقيقه في الميدان”.

وأردف قائلا ” نحن وأنتم وجميع مؤسسات الدولة معنيون بخطوات تكون أساسية للوصول إلى استقرار اقتصادي من خلال تحسين الإيرادات وترشيد النفقات ومحاربة الفساد وبهذا نستطيع القيام بدور تكاملي كما سنعمل على تطبيع الأوضاع الأمنية ومواجهة القاعدة وداعش والعمل على توزيع الشراكة المجتمعية والحزبية وإبراز وتفعيل دور المرأة والشباب والمصالحة الوطنية ورأب الصدع والتواصل مع المغرر بهم في الداخل والخارج والعودة إلى وطنهم والعودة إلى صوابهم ورشدهم وكل هذه الخطوات ستكون في أولوياتنا من خلال البت في تشكيل الحكومة في الأيام القليلة القادمة التي ستكون هذه من أولوياتها”.

مشسرا الى أنه سيتم خلال الأيام القادمة إعلان الحكومة لتوحد كل الجهود للوصول إلى وضع مستقر إذا أمكن والوصول إلى إجراء انتخابات عامة .. داعيا الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب إلى معاودة جلسات البرلمان للمشاركة في مواجهة هذه التحديات.

واستطرد قائلا ” يا جماهير شعبنا اليمني الجسور والمناضل علمتم وأدركتم ما بذلنا وبذله وفدنا الوطني في الحوار والمفاوضات، قدمنا منتهى التفاهمات من أجل الوصل إلى حلول سلمية إلا أن العدوان تعمد إفشالها وعرقلتها وإمعانا منه في إذلال شعبنا وفي خطوة أظهرت عجز الأمم المتحدة ومبعوثها ولد الشيخ تعمد عرقلة وفدنا الوطني في العاصمة العمانية مسقط ومنعه من العودة إلى أرض الوطن بعد مشوار لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تعمد العدوان وبدأ المبعوث الأممي عاجزا عن أن يستصدر تصريح لطائرة الوفد الوطني لكي يعودوا إلى اليمن” .

وأكد الصماد أن من كان عاجزا عن أن يخرج تصريح لطائرة الوفد الوطني فهو عاجز عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعاجز عن تحقيق أي تسوية سياسية.. وقال” من عجز عن انتزاع تصريح للطائرة لكي تعود بالوفد الوطني فهو أعجز عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعن انتزاع السلام”.

وتابع ” لذلك ومن هذا المنبر وباسم هذه الحشود نطلب وفدنا الوطني بسرعة العودة إلى البلاد وعدم الجلوس مع ولد الشيخ قبل العودة إلى البلاد والتشاور مع المجلس السياسي الأعلى فيما يجب أن يفعله”.

وأشار رئيس المجلس إلى أنه وبالرغم من ذلك كله ورغم كل هذه العراقيل فإننا نؤكد أن ذلك لا يعني قطع طريق السلام فأيدينا ممدودة للسلام لا للاستسلام، للعزة لا للإذلال، سلاما لا استسلاما، وسندعم كل الجهود ونبارك كل المبادرات.

وقال “كما نؤكد أننا سنمد أيدينا لكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني بإقامة علاقات مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة بل سنذلل كل الصعوبات ونقدم كل التسهيلات لكل من يبادر إلى مد جسور العلاقة مع اليمن وستكون لهم الأولوية في تبادل المنافع والمصالح المشتركة”.

وأضاف” كل الود والاحترام والامتنان والتقدير لهذه الجماهير الوفية التي وقفت في حر الشمس غير آبهة بالعناء من أجل أن تقول للعالم كلمتها كل الشكر والاحترام والامتنان لكم أيها الجماهير الوفية لبذلكم وتضحيتكم أخص بذلك أسر الشهداء والجرحى والمفقودين فلهم منا كل العهد بأن نوليهم جل اهتمامنا ورعايتنا وبحجم التضحيات سيكون الإنتصار” .

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن النصر سيكون بكم يا رجال ونساء اليمن مدويا .. وقال” أنتم على موعد مع نصر يخزي الأعداء ويخزي المتراجعين ويخزي المغرر بهم في القريب العاجل إن شاء الله”.

وأختتم الأخ صالح الصماد كلمته بتقديم التحية والإجلال والإكبار لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مواقع الصمود والبطولة منذ بداية العدوان .. وقال” نشد على أيديهم ونعدهم بأننا سنبذل كل ما في وسعنا في تعزيزهم وتعزيز الوضع الميداني وهذا هو أملنا في شعبنا”.

من جانبه ألقى الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي محمد الزبيدي كلمة عن الأحزاب والتنظيمات السياسية قال فيها: إن الحشد الجماهيري المليوني الكبير يجعلنا نستحضر مبدأ البطولة والحق والكرامة والحرية والاستقلال ومعاني الوفاء الوطني.. لقد أثبت الشعب اليمني بصبره ومبادئ الوفاء والتحدي أنه شعب أولي بأس شديد.

وأضاف الزبيدي: لقد خلف عام ونصف من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن دمار شامل لكل مقومات الحياة وحصار خانق مخالف للشرائع الدولية.. ولقد واجه الشعب اليمني هذا العدوان بالصبر والاستبسال ما جعل قيادات العدوان يذهبون إلى المفاوضات، ولكن بشروطهم وبالتزامن مع حشد مرتزقته وتحليق طائراته في الأجواء اليمنية مرتكبة المجازر في حق الشعب اليمني.

وأعلن الزبيدي مباركة الأحزاب السياسية للاتفاق السياسي بين القوى السياسية أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفاءه.. معلنا انضمامه في هذا الاتفاق.. كم تبارك الأحزاب الخطوات التي نفذها المجلس وأهمها إعادة مجلس النواب كمرجعية دستورية للشعب.. داعيا المجلس السياسي إلى استكمال الفراغات الدستورية واستكمال المهام للوصول إلى الانتخابات.

من جانبه ألقى رئيس مكون الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني خالد باراس كلمة أعلن خلالها التأييد والمساندة للاتفاق التاريخي بين المؤتمر الشعبي العام وأنصارالله وتشكيل المجلس السياسي الأعلى.. داعيا اليمنيين للإلتفاف حول الملجس السياسي الأعلى ومساندته.

وأضاف باراس: إن الاتفاق التاريخي وجه رسالة إلى أولئك الذين كانوا يراهنوا على تصدع الجبهة الداخلية.. كما أن الاتفاق أ:د أن الشرعية تنبع من هنا، من الأرض اليمنية.. ونناشد المجتمع الدوي أن يحترم إرادة الشعب اليمني وإرادته الحر وأن يحترم مؤسساته الدستورية.. ونحيي كل أعضاء مجلس النواب الذي حضروا وقرروا منح الشرعية للمجلس السياسي الأعلى.

كما ألقة كلمة عن العلماء ألقاها العلامة حسن محمد الشرفي أعلن فيها تأييد تشكيل المجلس السياسي الأعلى وفقا للشريعة الإسلامية.. داعيا الشعب اليمني إلى تعزيز التلاحم والتكاتف لمواجهة التحديات القادمة.

وقال الشرفي: إن علماء اليمن يباركون الاتفاق السياسي وتشكيل المجلس السياسي الأعلى.. وندعو العالم لاحترام الشعب اليمني وخياراته وحقه في تقرير مصره، وندين ما يتعرض له الشعب اليمني من إبادة وانتهاكات يرتكبها طيران العدوان السعودي الأمريكي.

من جهته ألقى أمين عام اتحاد منظمات المجتمع المدني علي بامحيسون كلمة عن منظمات المجتمع المدني المحلية حيا فيها كل المرابطين في ميادين العزة والبطولة.. مؤكدا أن الحشود المليونية التي احتشدت اليوم في ميدان السبعين أكدت أن الإرادة اليمنية لن تنكسر وسيواجهون هذا العدوان الغاشم.. معلنا تأييد منظمات المجتمع المدني تشكيل المجلس السياسي الأعلى وفقا للاتفاق التاريخي بين مكون أنصار الله وحلفاءهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه.

وعن المرأة اليمنية ألقى رئيسة اتحاد نساء اليمن فتحية محمد عبدالله كلمة أكدت فيها تأييد الاتفاق السياسي بين أنصار الله وحلفاؤهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفاءه.. مشيرا إلى أن تشكيل المجلس السياسي الأعلى خطوة هامة في سبيل التوافق الوطني ضد العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني.

وأضافت فتحية: نحن النساء داعيات للسلام، لا للاستسلام، رافضين العدوان الذي استهدف نساء وأطفال وكبار السن في مختلف محافظات الجمهورية.. كما أن المرأة اليمنية شريك أساسي وفعلي ي مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.. ونعلن استنكار نساء اليمن الصمت الدولي تجاه الجرائم التي ترتكب في حق الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي وحلفاءه.

وتدفقت حشود مليونية غير مسبوقة صباح اليوم السبت على ميدان السبعين والشوارع المحيطة بالعاصمة صنعاء دعما وتأييدا للمجلس السياسي الاعلى لإدارة شؤون البلاد.

وأعرب المتظاهرون عن تأييدهم للاتفاق السياسي الموقع بين انصار الله والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤهم، مؤكدين أن المجلس السياسي الأعلى يستمد شرعيته من التوافق الوطني.