أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هاهنا الشعب، ولا شرعية لمن لا شعب له

217

بقلم/ ماجد الغيلي

في يوم من أيام الله خرج الشعب عن بكرة أبيه من مختلف المحافظات والمناطق لوجهة واحدة وساحة واحدة ولمقصد واحد، خرج الشعب ليقول كلمته الفصل مباركا المجلس السياسي الأعلى برئاسة الرئيس صالح الصماد، وليقول لأدعياء الشرعية أن لا شرعية لكم، كنتم ولا زلتم عملاء وخونة، يتبعكم القليل من أمثالكم بغية المال الحرام، واليوم برز الإيمان كله للكفر كله في صورة متكاملة الأركان، قصف وتحليق مكثف لكم في السماء يقابله محشر يماني عظيم في الأرض، الشعب اليوم ليس كالأمس، وما بعده لن يكون كما قبله، ولإن زاد كفركم وطغيانكم وجبروتكم فثقوا أن نكال الشعب بكم وبأسه عليكم سيكون أشد وأقوى وأعظم مما تتخيلون.

اليوم سمُّوا موجَ الشعب المتدفق هذا ما شئتم، انقلابيون أو متمردون أو حوثيون، نقول لكم بملء فم الشعب الحاضر، لا طاقة لكم اليوم علينا، كما لم تكن لكم من أول عدوانكم، وإن بأسنا اليوم وحضورنا ووعينا وثقتنا بالله وبوعده لنا بالنصر أكبر من ذي قبل، وبأسكم أنتم يا دويلات المشيخة الخليجية وحضوركم ووعيكم وثقتكم بتحقيق أي نصر تحلمون به أضعف من ذي قبل بكثير بكثير.

تريدون صنعاء، نجوم السماء أقرب لكم منها، تريدون نِهْم فيها ما لا يخطر لكم على بال، هي وبال عليكم مهما حاولتم بالزحوفات والغارات، وهي نَهِمَةٌ تأكل من مرتزقتكم ولا تشبع وتقول هل من مزيد، تريدون الدخول عبر ميدي وحرض جربوا كما قد جربتم مرارا، فتلك جهنمكم الصغرى، تريدون الشرعية شرعيتكم في فنادقكم وهاهنا الشعب وليس غير الشعب، إن أردتم استبداله بشعب آخر فلن تجدوا، وإن أردتم جلب مرتزقة العالم لإركاعه فلن تستطيعوا، قالها اليوم بحضوره اللامحدود: “لن أركع لكم ولا لمن تركعون له، ولن تروني إلا حيث تكرهون”.

الكاميرات في تغطيتها للحشد الكبير أبلت بلاء حسنا وصنعت ما بوسعها، غير أنّ أفُقَ الحشد فاقها اتساعا طولا وعرضا، ولم تتمكن من استيعابه، أفواج تلتها أفواج وصلت من مختلف المحافظات صوب عاصمةِ العواصم، أمِّ الدنيا، (صنعاء الحضارة والتاريخ والإنسان)، بساحة السبعين الواسعة، فضاق بها السبعينُ مع رحابته، وصَغُر مع كُبْر مساحته، وقال لا عاصم لي اليوم من أفواجكم، في يومٍ تاريخي مشهود، حضره مختلف شرائح المجتمع كبارا وصغارا، ذكورا وإناثا، من الريف والحضر والقرى والمدن ومن كل مكان، من مختلف الفئات والمكونات والأحزاب والتنظيمات والقبائل.

هو الشعب إن قال فعل، واليوم امتزج قولُه بفعله في مشهدٍ شكَّل لوحةً فريدة قلَّ نظيرها، لم تشهد جزيرة العرب مثيلا لها في تاريخها القديم والحديث والمعاصر، مشهدٍ أقل توصيف له أن يقال عنه (شرعية حقيقية خالصة)، وبتوصيف أدق: (شرعيةٌ لمن لا شرعيةَ له) فمن لا يملك شعبا كالشعب اليمني يستمد شرعيته منه، فليس بشرعي وحكمه قائم على فرض القوة والهيمنة الخارجية ومستَمَدٌّ من أنظمة الاستكبار العالمي، ومن كانت تلك حاله فأين الشرعية منه؛ بل أين هو منها، فكلاهما بعيد عن الآخر بُعْد المشرق من المغرب والمغرب من المشرق، فالشعب اليمني اليوم بحضروه الأسطوري، وحشده الذي فاق كل التوقعات يقول لكم بلسان حاله، إن لم تكن لكم شرعية يا دويلات الخليج فلا تلقوا بأنفسكم في الحضن الأمريكي والإسرائيلي بحثا عن شرعية مزعومة، وثقوا بأن هناك شعبا له من الشرعية ما يسد بها حاجة من افتقد إليها، فشرعية الشعب اليمني تكفيكم وتغنيكم عن أن تبحثوا لكم عن بديل، ومن البديل، أمريكا؟ إسرائيل؟ وعروبتكم ما مصيرها، ومستقبلها والمنطقة إلى أين؟

وفي يوم كهذا فلن ينظر الشعب إلى القاع أبدا ليتكلم عن ما يسمى بشرعية الفار هادي وشلته في فنادق الرياض، فشرعية الرياض مفقودة فكيف بشرعية غرف معدودة في أحد فنادقها؟!

هي رسالة ليفهما من يفهما، وليتقي شرها من لا يحسب لها حسابها، فلها ما بعدها، ويا من اعتدى وما اعتذر ولا وعى، لا حاجة لعذرك، وستعي وتدرك حجم جهنم التي أدخلت أنفك فيها، وما انفكَّ عالقا، ستدرك ذلك قريبا جدا، ومع بزوغ النصر، لا تقل أنك كنت ناصحا أومصلحا، فكل جرائمك وإفسادك موثق بالصوت والصورة وبالمكان والزمان، ومهما حاولت التهرب فلن تسقط مجازرك بالتقادم.

ولسد الفراغ السياسي الذي سببه العدوان وقطعِ الطريق أمام استغلال الوضع العام للدولة أكد الرئيس الصماد في كلمته التي أتت وفق ما كان مؤمل لها أن تكون، أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة إعلان الحكومة لتوحيد كل الجهود للوصول إلى وضع مستقر وإجراء انتخابات عامة، وعلى المنزعجين من هذه الخطوة – التي ستليها خطوات –  البحث عن أصلب صخرة ونطحها إن كان باستطاعتهم ذلك، وليعلموا أن المجلس السياسي الأعلى الذي تم تشكيله والحكومة التي سيُعلن عنها أصلب من تلك الصخرة بكثير بكثير.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com