أفق نيوز
الخبر بلا حدود

“القبائل الحدودية” حرب آل سعود في الداخل

225

يمانيون ../

تخوض المملكة السعودية منذ أكثر من عام حرباً ضروساً فرضتها على الشعب اليمني وحمّلت أعبائها لأهالي المملكة.

الحرب التي لم تحقق للمملكة إلا صيتاً سيء السمعة، لم تمنعها من فتح معارك أخرى، آخرها كان معركة ضمن الحدود وُجهت ضد القبائل الحدودية: حرب تهجير لقبائل عمل معظم أبنائها كضباط وأفراد بالجيش السعودي، دون أن يحظى هؤلاء بالاعتراف بمواطنتيهم.

قبل أسابيع أصدرت وزارة الداخلية السعودية قراراً يأمر قوات حرس الحدود  بتنفيذ عملية إخلاء لمناطق واسعة من محافظة الداير في منطقة جازان، جنوب غرب المملكة، ومنحت الوزارة هذه القوات مدة 72 ساعة لتنفيذ القرار، قبل أن تنفجر المعركة بين القوات السعودية وأبناء القبائل.

رفضت قبائل آل زيدان وقبائل آل مالك التي تقطن أقصى شرق جبال جيزان تنفيذ القرار، فماذا جرى؟

في رسالة نشرتها القبائل، قالت إن القوات السعودية فرضت حصاراً عليهم “ومنعت عنهم صهاريج الماء وإدخال الطعام ودخول زوارهم وضيوفهم، وتقوم بإستفزاز شبابهم واعتقالهم لمساومة أهاليهم على الرحيل وإخلاء تلك المنطقة التي تصل مساحتها 51مليون متر مربع لتصبح جزيرة مهجورة بين السعودية واليمن، ولا نعلم ماهو السبب الحقيقي حتى الآن.”

وأضافت الرسالة أن السلطات المحلية “لا تكف عن إرهابهم وابتزازهم، فكل اسبوع تقوم بإشعارهم بأن لهم مهلة اسبوع لترك ديارهم أو سيتم استخدام القوة الجبرية لطردهم من ديارهم”.

“أبناء بني مالك لا يريدون التعويض ولا الرحيل عن أراضيهم حيث نقضت السلطات العهد معهم وكذلك لم تقدم مبرر مقنع… ويرفضون أي مزاعم بوجود خطر لأن بينهم وبين القبائل اليمنية المجاورة لهم اتفاقيات ومواثيق قديمة يحترمها كلا منهما، والحرب لم تصل لها لوعورة المنطقة ولكونها حصنا طبيعيا وأنها لن يستطيع أحد الدفاع عنها إلا أهلها وليس حرس الحدود المتورطون في الفساد او الجيش الذي لا يجيد القتال في الجبال”.

رفض القبائل الانصياع لدعوات التهجير وأبدوا استعدادهم للتصدي لمحاولات اغتصاب أراضيهم، “التي يعتقدون أنها قد تُحوّل لمشاريع سياحية او تؤول لشركات” لصالح أمراء آل سعود بحجة الحرب، وفق الرسالة.

قضية تهجير قبائل الحدود جددت الحديث عن قضية “القبائل النازحة” أو ما يُعرف بقضية “البدون”. فمن هم هؤلاء؟

البدون في السعودية أو القبائل النازحة كما يسميهم البعض، هم من سكان المملكة ممن لم يحصلوا على جنسية، أصولهم من البدو الرُحّل الذي كانوا ينتقلون في الدول المجاورة بسبب اهتمامهم باعمال الرعي. ويتمركزون في جنوب المملكة وشمالها ويتوزعون في بعض مدن المملكة الأُخرى ويُعرفون بـ “البدون” لعدم حصولهم على الجنسية السعودية.

القبائل النازحة وجدت في الشمال وفي الجنوب وفي مناطق مختلطة، وعندما تم ترسيم الحدود في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز في السبعينات، تعرضت هذه القبائل لمشاكل لأنها من أصول سعودية، أُدخلت  هذه القبائل إلى الأراضي السعودية، وتم حصرهم في مناطق معينة. وفي العام 1405 تم منح هؤلاء بطاقة للسماح بالتنقل والعمل لحين حل وضعهم، عبر منحهم الجنسية. منح عدد هذه العوائل الجنسية إلا أن العديد ظل محروماً منها لأسباب عدة.

اليوم، لا توجد إحصائية معينة للقبائل النازحة في المملكة، وهم ينقسمون إلى 5 فئات:

–         الفئة الأولى: هناك أفراد سحبت منهم هوياتهم نتيجة بلاغات تفيد بعدم نظامية حصولهم على الهوية السعودية، على رغم أنهم غالباً يملكون أوراقاً تثبت أنهم سعوديو الأصل والمولد والمنشأ في ظل شهادة شيوخ قبائلهم بأنهم من أصول سعودية.

–         الفئة الثانية: تتمثل في أشخاص سحبت هوياتهم ولم ترد لهم عند تقدمهم إلى اللجنة المركزية لحفائظ النفوس لتصحيح بيانات هوياتهم، لأسباب قيل إنها تعود لعدم ثبوت انتمائهم القبلي السعودي، لاسيما أنهم يملكون وثائق تفيد بانتمائهم إلى إحدى قبائل السعودية.

–         الفئة الثالثة: هم الحلفاء الذين صدرت لهم بطاقة الخمسة أعوام ولم يمنحوا الجنسية على رغم وجود القرار الملكي الصادر عام 2001، والقاضي بمنح الجنسية السعودية لكل من يحمل بطاقة الخمسة أعوام وأسرته وهو ينتمي إلى إحدى القبائل السعودية.

–         الفئة الرابعة: التي استوطنت مكة المكرمة .

–       الفئة الخامسة: متمثلة في من صدرت لهم موافقة للحصول على بطاقات الهوية الوطنية وينتظرون انتهاء الإجراءات من ناحية إدارية ولم تنتهِ بعد، ونتج منها وجود عدد كبير من الأشخاص الذين لا يملكون هوية وطنية أو إثباتات شخصية أو أوراق ثبوتية الأمر الذي تسبب في سلبهم للعديد من الحقوق.

معاناة البدون في السعودية:

لا يملك البدون سجلاً لا في السعودية ولا في أي دولة مجاورة، وعلى أوراقهم يُدوّن: مقيم أو مقيمة. الكثير من هؤلاء خدم ضمن صفوف الجيش، وجرتّه حسابات أمرائه للمشاركة في حروب فُرضت على الشعب السعودي كما فرضت على غيره، إلا أن كل هذا لم يشفع للعديد من عوائل البدون لأن يحظوا بحق اعتراف.

لا تعترف المملكة السعودية بابناء القبائل المنتمين إلى الأرض التي استحوذ عليها حكم آل سعود، لا يحق لهؤلاء أن يحصلوا على أوراق جنسية أو معاملات تثبت زواجهم أو أوراق ثبوتيه لأطفالهم. كما يُحرم هؤلاء من الحصول على تقديمات الضمان الاجتماعي ويحرم المتفوقون من أبنائهم من الاستفادة من  المنح الدراسية، فيما يتلقى أبناء الأجانب معاملة أفضل في المدارس أو في المستشفيات. كل ما يستوجب إبراز البطاقة الشخصية، محرّم على البدون.

معاناة البدون وثّقها برنامج “الثامنة” الذي كان يُعرض على قناة “mbc”. يقول الشاب أحمد العنزي (31 سنة): “أنا واحد من الناس لا يمكنني أن أتزوج، كيف أتزوج دون أن يحق لي أن أوثق هذا الزواج، وفي حال قررت أن يكون لي ولداً لا يمكنني تسجيله باسمي بل باسم جاري.”

وبحسرة يقول عايد عبدالله (تجاوز السبعين): “بناتي بعمر 37 و 35 و 33 ولم يتزوجن، لأنهن من البدون!”

ويذكر الشاب أحمد القطان (34 سنة) أنه كان مهدداً بالسجن بتهمة ” الخلوة غير الشرعية” عندما كان برفقة زوجته. “سألوني أين الاثبات أنكما متزوجان؟”

قبل فترة، أثارت قضية تجنيس لاعب كرة القدم السوري عمرالسومة السعوديين على تويتر. فكتب السعودي وائل العنزيفي حسابه على “تويتر”: “ياهمج طالبوا بتجنيس فئة البدون اللي مو قادرين يعالجون أطفالهم بالمستشفيات ولأ يتوظفون ولا حتى زواج ممنوع”.

وكتب آخر “أعرف طلاباً من فئة البدون نسبهم في الثانوي 99 هم أولى بالجنسية”.

مع تفاعل قضية القبائل الحدودية عادت القضية لتثار على “تويتر”. المغرد “نحوالحرية” نقل فيديو لشيخ عجوز من أبناء القبائل وهو يُطرد من بيته، كان الفيديو مؤثراً إلا أن التعليق بدا أبلغ: “مواطن يسأل العسكري: معك أمر من الملك ؟ ما يدري الحبيب إن الملك في المغرب يستجم”!

إسراء فارس

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com