ما بعد اجتماع جدة ليس كما قبله … بقلم/محمد قاضي
يمانيون – كتابات
كان البعض يعتقد -وانا منهم- من ان امريكا تريد ان تتخلى عن حكام مماليك وامراء الرمال في دويلات الخليج وعلى وجه الخصوص السعودية كما تخلت عن النظام العراقي والمصري، عبر زجها في عدوان على اليمن تحديدا وتمويلها لأحتلال العراق سابقا وتدمير سوريا ودعم الارهاب عموما، لكن اتضح بان انهيار تلك الانظمة لن يكون في صالح امريكا لانها لن تجد بديلا افضل منها، بل كانت -اي امريكا- تريد ان تفرغ خزائنها عبر افتعال تلك الصراعات من اجل شراء الاسلحة الامريكية، فأصرار امريكا على الدفاع عن أمن المملكة هو لا يعاني من انها ستقاتل بنفسها وجنودها، وانما ستبيع الاسلحة الحديثة وستدعم بالمواقف الدولية وكل ذلك ليس على سواد عيونها وانما مقابل المال فكما نضب مالها سرعان ما ستتخلى عنها.
فصفقة الاسلحة الاخيرة التي تقدر بمليار وربع المليار دولار تقريبا والتي كانت لشراء اليات عسكرية فقط دون الطائرات وصواريخها، كانت مؤشر بان الخزينة السعودية بدات تدخل مرحلة الخطر مقارنه بالصفقات السابقة ، وان استمرار العدوان على اليمن وعوامل داخلية اخرى بالاضافة للخلافات السعودية مع قطر والامارات والسلطنة كفيلة بإسقاط النظام السعودي عما قريب، فما أمكن من امريكا وبريطانيا الا ان دعت لعقد اجتماع اصفه بالطارئ لحلحله الاوضاع في اليمن وإيجاد حل لإخراج السعودية من الورطة التي ستضر بالمصالح الغربية في المملكة والمنطقة.
فتصريحات كيري والجبير دليل من ان السعودية قد نالها الوجع، وان استمراره سيؤدي الى الموت المحتوم، فالمسكنات الامريكية هذه المره لن تجدي نفعا، بل على العكس ستزيد من تفاقم الوجع لانها غير مناسبة للألم، لذلك امريكا في ورطة لم تمر بها من قبل وهي امام خيارين احلهم مر، فأما ان تأمر سعوديتها بوقف العدوان ورفع الحصار وهذا يعتبر انتكاسة واعلان للهزيمة سيعرض السعودية ومن يقف معها وخلفها للمسألة الجنائية الدولية، واما ان تصر على دعمها للعدوان والحصار الذي سيفقد اداتها المدن الحدودية، وهذا ما سيعرضها لمزيد من شراء الاسلحة والولاءات و الابتزاز الدولي مقابل الدفاع والسكوت عن عدوانها، فأيهما افضل الخيار الاول ام الثاني ؟ كلاهما يمثل هزيمة ونهاية لبني سعود ولكن بأختلاف الطرق لان تبعات الخيارين مكلفه ستتكبدها السعودية وحدها.
لذلك اعتقد من ان هذه المرحلة ستؤسس لحوار ومفاوضات يمنية سعودية مباشرة، كون الاهتمام الامريكي السعودي انصب مؤخرا على مواجهات الحدود دون إعطى اي اعتبار للمواجهات الداخلية و الشرعية المزعومه، وعلى هذا الاساس اليمن سيكون طرف والسعودية طرف، فهادي ومرتزقتة لا يمثلون اي رقم ولا يوجد لهم اي علاقة باليمن بدليل عدم حضورهم اجتماع جدة الذي يناقش الشأن اليمني فما بالكم ان يكون له علاقة بمواجهات الحدود؟ أعلمتم لماذا نقول بان ما بعد اجتماع جدة ليس كما قبله؟