مِن الصامدين الثابتين
بقلم/ مـلاك محمود
لا تحلـو الأعيـادُ إلاّ بتلك الأرواح التي تكسبهُ معنـاهُ الحقيقي ، وهذه الأرواح هي ما تُضفي على العيدِ رونقـاً جميلاً وأنيقـاً ، منهـا ما تحلّقُ في سمـاء الله ومنهـا ما تسيرُ على أرضِ الله ..
أظنُّ أنكم عرفتم جيداً ما أقصده .. !
فالعيدُ لا يحلـو إلاّ بالشهداء والمجاهدين ، هؤلاء الذين يملئون الأرض سعادةً بأرواحهم الشفافة والنقية والطاهرة ، فما تشرّبوه من فيضِ عظمة الحق باتوا يسقونه أبناء أمتهم العزيزة ووطنهـم الغالي ..
لم يترجَّلوا عن خيلِهم، فهم يرفضون إلاّ أن يرتقوا على نُجُبِ الشهادةِ أو يرفعون راية النصرِ عاليـاً ، حاملين لواء الحق رافضين حياةَ الذلِّ والخنوع ، مصرّين أن يملأوا الأرضَ بأعيادِ النصر والتحرر من الاستبداد الصهيوني الظالم ..
سواءً كانوا مجاهدين فهم يعيشون العيد في كل لحظة وثانية في جبهاتِ الشرف في حضرةِ الله ، فهل هناك عيدٌ أعظمُ من هذا .. ؟!
نشفقُ عليهم من بردِ الليل وحرِّ النهار وصعوبة التضاريس وقسوة المناخ ، ولا نعلمُ بأنهم رغم كل هذه المعاناة أنهم في قمة الاستمتاع والراحة ؛ لأنهم خرجوا عاشقين لهذا الدرب ، ملبين نداء محبوبهم الأول والأخير وهو ” الله ” ..
أم كانوا شهداء .. فعيدهم لا ينقطع ونعيمهم لا ينفذ .. يرقبوننا بأرواحهم والبِشرُ والسعادةُ تملأ محياهم ونفوسهم ، يعيشون العيد في الثواني واللحظات والساعات والأيام والسنين ، فهم في رزق ربهم مُكرَمون ..
فإذا كانَ مجاهدونا وشهداؤنا بهذه الحال العظيمة من الراحة والهناء النفسي والروحي ، ألا يحق لنا أن نشاركهم السعادة والفرحة بالعيد .. ؟
العدو لا يقتلنا لأنه يريدُ نسفَ أجسادنا .. !
العدو يقتلنا ليقتل نفسياتنا ، ليقتل معنوياتنا ، ليقتل روحيتنا ، ليقتل الأمل والتفاؤل والسعادة في نفوسنا ..
لذا يا أسر الشهداء العظماء .. يا أبناء شعبنا العزيز ويا أبناء أمتنا الغالية .. دعوكم من الحزن والكآبة .. ولترتفع معنوياتكم إلى عنان السماء .. زينوا الأرضَ بألوان العيد وانشروا البهجة والسعادة في كل بيتٍ ودارٍ وشارع .. ولا تتركوا للعدو مجالاً أن يقتل السعادة وينسفها من قلوبكم الطاهرة .. فلو ماتت قلوبكم حزناً وكَمَداً ماتت قضيتكم العادلة.