خدعوها بقولهم حسناءُ !!
بقلم/ عبدالمنان السنبلي
لم يُعرف عنها مواقفها الداعية للسلام أو الداعمة له، بل أنها في شخصيتها أشبه ما تكون ( بهند بنت عتبة )؛ مُسّعرة حرب و مثيرة فتنة ( مع إحترامي طبعاً لحقها في إختيار ما يناسب تفكيرها و طريقة أداءها ).
هكذا أقرأ شخصية السيدة توكل كرمان – و قد لا أكون مصيباً – من خلال خطاباتها و كتاباتها المتشنجة دوماً والتي لا يغلب عليها الطابع السياسي و الدبلوماسي المتأني بقدر ما يبرز فيها الطابع الثوري و الأنفعالي المتسرع .
فبأي معيارٍ و مقياسٍ إذاً تم منحها جائزة نوبل للسلام ؟!!
و كما هو معروف أن هذه الجائزة لم تنجو في مراحل عديدةٍ من تهمة التأثر سلباً بحالة المد و الجزر في بحر السياسة العالمي المتلاطم بدليل أنها قد مُنحت ذات يوم مثلاً لمجرمي حرب كمناحيم بيجن و إسحاق رابين و شمعون بيريز و لمفرطين بقضايا و حقوق شعوب كالسادات و عرفات .
عموماً ليس موضوعنا جائزة نوبل بقدر ما نحاول أن نصل إلى مبررات وصولها إلى اليمن و حط رحالها بين يدي الأخت توكل كرمان و إلى أي مدى كان لها أثرٌ مباشر على ما صارت إليه اليمن من فوضى و إنهيار شامل .
لست معنياً طبعاً بما كان يُقال عن السيدة كرمان من كثرة إرتيادها السفارات الأجنبية و خصوصاً الأمريكية و عن إعتمادات كانت تقبضها تحت مسميات عديدة طالما وليس بين يدي دليلٌ ملموسٌ يؤكد ذلك إلا أن الأحداث التي مرت بها اليمن و الأدوار التي لعبتها الأخت كرمان في تأجيج الصراع وتأزيم الوضع كانت ملفتة للغاية بما يعزز القول أنها كانت تتمتع بدعمٍ أمريكي أوروبي شكّل لها حصانةً من نوعٍ ما من الملاحقات الأمنية مما جعلها تنشط سياسياً بأريحيةٍ تامة و بعيداً عن أي تضييقٍ أمني أو حتى إجتماعي الأمر الذي ٱستطاعت من خلاله تشكيل و قيادة تيارٍ لابأس به من الشباب المتاثر بأفكارها المتشنجة و المتعصب بطريقة عمياء لكل ما كانت تقوله أو تريد فعله ليس أقله سعيها للاطاحة بالنظام حتى لو تطلب الأمر الإطاحة بالدولة نفسها و هذا ما حدث فعلاً لاحقاً .
ربما لم تكن هي على علمٍ مسبق بالمؤامرة إلا أنها للأسف الشديد قد وقعت في فخها لتصبح أداة،ً إن لم تكن أهم أدواتها بعد أن زيّن لها الأمريكان سوء أعمالها فأضلوها عن السبيل، فهي لم تكن تمثل حتى توجهات حزبها و الذي إستطاعت جره في لحظةٍ من اللحظات إلى مربعها ليتبنى كذلك أفكارها لفترةٍ من الزمن قبل أن يعود عن ذلك لاحقاً بعد أن أدرك أنها تسير في إتجاهٍ غامضٍ آخر .
وكلما صفق لها الأمريكيون و الاوروبيون ظنت أن ما تقوم به هو الصحيح و السليم فتتمادى فيه و تزداد تمسكاً به دون أن تنظر إلى ردة فعل الشعب في الداخل لتصرفاتها و حماقاتها و الذي كان ينظر إليها بإستغرابٍ شديد و إستهجانٍ مستمر .
في لحظةٍ من أشد اللحظات حرجاً على اليمن تفأجا الجميع بإعلان فوزها بجائزة نوبل للسلام و التي كان يفترض بحصولها عليها أن تعيد حساباتها و تنظر بعقلانية إلى ما حولها و أن تحاول تعديل شخصيتها على الأقل لتتسق مع مفهوم و أهداف السلام، إلا أنها إزدادت قناعةً و تطرفاً في مواقفها الغير محسوبة تماماً لتذهب و حدها بالجائزة و الشهرة و ينتهي الحال باليمن إلى الهاوية و براثن الإنهيار !!
فهل تحقق للشعب و الوطن ما وعدت به ( توكل ) أم تحقق لها نفسها ما وعدها و أغراها به المتآمرون من العالمية و الشهرة ؟!
و لماذا لم تكمل ما بدأت به و وعدت به الشعب و ذهبت بعيداً تروج نفسها و تسوقها في المحافل الدولية بحثاً عن مجدٍ لها تظن أنها ستلقاه هناك – و لن تلقاه ؟!
وهل اليمن اليوم يدفع من أمنه و إستقراره ثمناً باهضاً مقابل جائزة نوبل ؟!! من يدري ؟!!