من المسئول عن تأخير صرف المرتبات ؟!!
بقلم/ عبدالمنان السنبلي
كنت قد عزمت على عدم الخوض في هذا الموضوع نظراً لحساسيته وتعلقه المباشر بالجانب المعيشي لحياة الناس الا أنني و بعد ان طال تأخر صرف المرتبات و رأيت أن الأمر قد بدأ ينحرف بعيداً عن مساره الحقيقي بفعل اللغط المصاحب و الذي يستغله بعض ضعفاء النفوس الذين يعز عليهم أن يروا العاصمة و بعض المدن تنعم بالأمن والإستقرار لإحداث بعض القلاقل و الإختلالات، أجد نفسي اليوم مطالباً بتوضيح بعض الحقائق التي يجهلها بعض البسطاء من الناس حول هذا الأمر .
في الواقع لقد ظل البنك المركزي بإتفاق كل الأطراف بعيداً عن الصراع و لا علاقة له بما يجري و ظل يصرف المرتبات لكل موظفي أجهزة الدولة المدنية و العسكرية دون إستثناء حتى جاء قرار هادي الغير شرعي بنقل البنك إلى عدن .
البنك المركزي و كما هو معروف عنه يعتبر مؤسسة إشرافية و توجيهية للنظام المصرفي للدولة و ليس مؤسسة إستثمارية أو خدمية تدر الإيرادات او الخدمات مقابل الإستثمارات او الخدمات المقدمة، لذلك فهو يعيد صرف و توزيع ما يصل إليه من الموسسات الإيرادية و الخدمية للدولة على عدة بنود أساسية وفقاً للقانون إقتصرت جميعها منذ بداية العدوان على البند الاول فقط (مرتبات و أجور) .
نظراً لإستهداف العدوان للمؤسسات الإيرادية الكبرى في إطار حربٍ قذرة تستهدف الجانب المعيشي للمواطن اليمني إما بالقصف كما حصل مع المؤانئ و المطارات والمصانع و غيرها أو بالسطو و الإستيلاء على العوائد النفطية و الغازية في مأرب وشبوة وحضرموت و عدم توريدها إلى البنك المركزي، فقد إستنفد البنك مخزونه من النقد المحلي في عملية صرف المرتبات للاشهر الماضية .
جاء قرار هادي بنقل البنك إلى عدن ليقطع بعض العائدات النفطية التي كانت لا تزال تورد إلى البنك المركزي في صنعاء .
ليس صحيحاً ما قاله هادي مبرراً قرار نقل البنك ان الحوثيين قد إستنزفوا من البنك ما قيمته مليار و ثمانمائة مليون دولار لتمويل العمليات الحربية بشهادة محافظ البنك المركزي نفسه محمد بن همام الذي نفى صرف البنك لأي مال خارج نطاق البند الأول .
بنقل البنك إلى عدن و إنتقال كل الموارد السيادية إليه، فإن كل مرتبات و أجور موظفي الدولة قد أصبحت ملقاة على عاتقه و عاتق حكومة هادي .
بدلاً من ان يفي هادي بإلتزاماته أمام البنك الدولي و يقوم بصرف مرتبات الناس، فقد إستغل الأمر لصالح العدوان و حربهم القذرة على الشعب اليمني و قصر صرف المرتبات في بعض المناطق الخاضعة لسلطته الصورية .
إستشعاراً منهم بمعاناة المواطنين فإن السلطات في صنعاء لازالت تبحث عن طريقة لإيجاد حل لصرف مرتبات الناس بعد تعرض البنك المركزي في صنعاء لمؤامرةٍ دنيئة من قبل قوى العدوان أخرجته عن الخدمة .
أفضت الجهود الوطنية الى بعض الحلول و التي ستظهر بوادرها على الارض بحسب علمي خلال الأسبوع القادم بالبدء بصرف مرتبات الجيش .
في الختام أدعو كل المواطنين إلى التحلي بالصبر مقدراً معاناتهم الكبيرة جراء المؤامرة العدوانية التي إستهدفت حياة كل مواطن المعيشية و إلى عدم الإنجرار وراء الشائعات التي تهدف إلى كل ما من شانه إحداث القلاقل و الفوضى و الذي لن ينتج عنها سوى تأزيم الوضع أكثر و ذلك لغرض الفَتّ من عضد الجبهة الوطنية و الشعبية الصامدة و محيياً في الوقت نفسه صمود شعبنا اليمني العظيم و الذي يدرك حقيقة المؤامرة و أبعادها المختلفة .
عاشت اليمن موحدةً و عصيةً على قوى العدوان و عاش الشعب اليمني العظيم و لا نامت أعين الجبناء…