* لا بديل لليمنيين عن تفعيل خيارات الدفاع عن أنفسهم .. وليس من هذه الخيارات السماح للمزيد من فساد محصول الحبوب من داخله .. ودائمًا الخيار الأفضل المأمون هو الخيار المسنود على حسابات المكسب والخسارة على المستوى المرحلي القصير والاستراتيجي الطويل على السواء .. وإذا لم يكن هذا هو الوقت لاستيعاب هذه الحقيقة ولو متأخراً فمتى تكون ساعة الصفر .. ساعة العودة إلى سيرة اليمن الأولى؟
* وعندما تقع البلاد تحت نير عدو بهذا الثراء السفيه، الملفوف بأحقاد الجاهلية الأولى وإسقاط الفهم المتخلف لمعنى ضرب الزوجة على شعب بأكمله .. عندما تنمو أدوات الارتهان للخارج كالفطر ويصل نفاق القريب والبعيد أقصى درجاته دونما حق ، أو عدل ، أو انسانية بالنظر إلى شعب يُقتل وبلد يدمر وتتم المجازر بعيداً عن أي حضور محترم للإعلام العالمي وأدعياء حقوق الإنسان ، فلا مفر من استدعاء الموروث التاريخي والشعبي والقصص القرآني .
* ولا استغناء عن استدعاء نظرية يوسف الاقتصادية ونظرية علي ولد زايد في الزراعة ،ونظرية جدنا الشاعر الذي قال ” ما حك جلدك مثل ظفرك ” .. خلاص اتضح كل شيء وصار حميدان وكلنا حميدان في الميدان .. ميدان الاستهانة بالأرواح والأعمار والأرزاق ولا أخزاق مناسبة للإطلالة على عالم الفرجة .. وخذوا في الحسبان واجب أخذ عواقب المعراصة والبرجماتية ولو من السعودية وإيران.
* في قضية فرجة القريب والبعيد على عدوان أهلك الحرث والنسل ولم يراع في يمني إلاً ولا ذمة لم يدر بخلدنا أن يتم تعزيز القتل والتدمير بالتجويع لشعب عزيز ، كريم ، وأصيل .. فهل من سبيل وحكمة لأن ننصلح في الداخل أولاً قبل استجداء مواقف الآخرين ؟
* ليس من بديل يؤكد الانصلاح والتصحيح غير تمثّل القدوة التي ضاعت في متواليات مص الدماء والأرزاق بواسطة الشاهق والداهق وتكاثر من لا يخافون الله وسط غياب سلطتي الأخلاق والقانون ، وحماقات عدوان فاجر استباح السماء والماء واليابسة، وحاول تبرير عدوانه بقبح خلفيات مصطنعة بدأت بالنيل من إيران والانتصار لعبده هادي.. وها هو يواصل العدوان بالعويل تحت ستار الكعبة .
* صحيح أن سؤالاً محرجاً للعدوان كسؤال .. كيف لحزم العاصفة والأمل بدمويتهما أن ينتهي بالتباكي على مقدسات هي محل محبة وتقديس وحنين كل اليمنيين .. لكن أين مصلحة الشعب أمام حرب مفتوحة لا يحكمها ضابط أو عقل أو عدالة إنسانية ؟ وأول هام في مواسم قتل اليمنيين وتدمير بلادهم وسط حالة من شراء كل الذمم دونما استثناء حتى لذمة شيخ الأزهر نفسه فهو المسارعة لاتخاذ زاوية جديدة للرؤية ليس بينها هذا الجشع إلى النهب الذي اسقط فكرة ” القدوة ” وصادر الأحلام في ” غدوة ” .