هكذا تحدث شاعر اليمن الكبير معاذ الجنيد عندما زار منطقة ميدي … تلك الجبهة الضارية التي تشهد صراع الحق مع الباطل وصراع الأبطال مع الأنذال وتشهد بطولات تأريخيه تخطّها أياد فتية تعشق اليمن وتصنع المعجزات بصمت العظماء..
في شمال غرب محافظة حجة تطل مديرية ميدي الواقعة على البحر الأحمر الذي تبلغ مساحتها 95 60. كم مربع ،،
وهناك تدور فيها أعنف المعارك منذ بدأ العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ،، وتكمن أهميتها في كونها متاخمة للمياه الدولية لمملكة الشر السعودية وتقع في ممر حيوي على ساحل البحر الأحمر.. .
هناك في أرض المعجزات يتم التصدي من قبل الجيش واللجان الشعبية لأقوى الزحوفات وأشرسها وأشدها ضراوة على أرض المواجهة …أنا إن قلت إنها أعنف جبهة مفتوحة فأنا لا أبالغ فهي بالفعل أقوى من جبهة نهم رغم شدتها وأقوى من جبهة صرواح ومن جبهة نجران والربوعة وغيرها من جبهات النار ….
ميدي المديرية والميناء ذو الموقع الجغرافي الهام والذي نالت نصيب الأسد من التحشيد والتسليح من قبل العدوان ومرتزقته الذي يسعى من خلال الزحف المتواصل المسنود بغطاء جوي بشكل هستيري للسيطرة عليها وأنى له ذلك.
جثث ملقاة….ومواجهات وتصدي في حرب دائرة وصلت لحد المواجهة بالبنادق ولعل الغلبة كانت مرسومه على جباه أصحاب الأرض وعشاق اليمن وكان النصر حليفهم يتسطر في كل معركة ولم يكن للعدوان نصيب منها إلا الهلاك أوالتراجع …تلك العقول الخائنة والتي وصلت لأقصى مراحل الفجور ونكران حب الوطن عندما تساند المحتل وتقلب الحقائق وتلعب بالألفاظ في وسائل الإعلام العدو لا لشيء وإنما لشعورها بالهزيمة والإذلال.
صحراء ميدي أبت إلا أن تبتلع الغزاة والمحتلين ففي كل معركة شرسة كان الموت هو من يتلقف أذناب العدوان ..
كيف لا وأبطال الجيش واللجان الشعبية يسطرون بأحرف من ذهب أسطورة الفداء تكاد تكون بطولاتهم ضرباً من الخيال في زمن الواقع وملاحم عملاقة تعجز الكلمات عن وصفها وتجف الأقلام عن إدراك كنه عظمتها فكانوا بحق هم صناع أمجاد ستخلد في عمق التاريخ.