“التأريخ يعيد نفسه”.. عرابدةُ قريش تحاصِرُ رسول الله بداية بعثته.. وأحفادُهم يحاصرون أنصارَه اليوم.!
190
Share
محسن علي الجمال
تطلُّ علينا وعلى الأُمّتين العربية والاسلامية بعد أيامٍ قليلةٍ ذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1438هـ على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم والشعب اليمني يسطر أروع الملاحم البطولية والفدائية أمام تمادي وصلَف العدوان السعودي الأمريكي الذي شارف عامُه الثاني على الانتهاء ويقدم للعالم أجمع أُنموذجاً فريداً يُعيدُ به من جديد تأريخ أجدادهم الذين قهروا امبراطوريات عظمى سعت لاحتلال اليمن عبر الحقب والأزمنة الغابرة وها هم أبناء شعبنا اليمني اليوم يقدم صورة مشرفة ويصنعون بثقتهم بالله وبعدالة قضيتهم ومظلوميتهم ووعيهم صموداً أسطورياً أذهل به العالم رغم كل الحصار الخانق والجائر الذي فرضته مملكة قرن الشيطان وتحالفها الشيطاني على أبناء الشعب اليمني في ظل صمت أممي وعالمي ودولي مخزٍ ومفضوح المخزي العالمي والذي سيظل وصمة عار في جبينهم وتأريخ صفحاتهم السوداء القاتمة بعد أن باعوا ضمائرَهم في سوق النخاسة من دول “البترودولار” بثمن بخس ودراهم معدودة.
الإسلام بعظمته الذي جاء به سيد البشرية في حقيقته يربي رجالاً يواجهون المستكبرين والطغاة أياً كانت قوتهم وعدتهم وعتادهم وهو ما يجسده أبناء الشعب اليمني اليوم وهم ويقدمون يومياً قوافل من الشهداء في سبيل الله ضد جحافل أدعياء الإسلام وفي كافة جبهات العز والشرف دفاعاً عن الدين وذوداً عن حِياضِ العرض والشرف والوطن امتثالا وتأسيا وتحركا بنفس المنهجية التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه واله في مقارعته لجبابرة الروم وقيصر وكسرى آنذاك والتي كانت تمثِّـلُ نفس قوى الاستكبار لهذا العصر أمريكا وإسرائيل حتى انبلج نورُ الاسلام بعد تضحيات جسيمة وصبر مرير قدمها رسول الله واله الكرام حتى رفرفت راية الاسلام خفاقة وعالية.. فرسول الله يريد منا أن نكون أعزاء كما كان عزيزاً.
لقد أثبت أبناءُ الشعب اليمني في صموده للعدوان السعودي الامريكي الصهيوني وجسّد رسالة الإسلام والقيم والأخلاق النبوية المحمدية وهم يواجهون ويقارعون حرباً كونية شنها فراعنة وجبابرة العصر وعبَدة الشيطان بإشراف أمريكي صهيوني وتنفيذ أيادي عربية آثمة توغلت وأمعنت في استهداف الشعب اليمني وقصفه وجاره وتجويعه بهدف تركيعه وتفتيته والاستيلاء على ثرواته وارتكابهم بحقه أبشع جرائم على مستوى التأريخ يصاحبها أسطولٌ إعلامي هائل وأبواق اعلامية كثيرة لقوى العدوان استخدمتها واشترت ضمائرها بأثمان بخس ودراهم معدودة لبث الاشاعات والارجاف في أوساط الشعب لكنها سريعا ماتمنى بالفشل الذريع وتتحطم وتنهار أمام وعي وصمود شعبنا الذي يدرك مخاطر الاحتلال الذي لم يجلب لأي شعب سوى الذل والهوان وكما هو حاصل اليوم في عدد من الشعوب العربية والاسلامية.
التأريخ يعيد نفسه.. فكما تحالف الاحزاب على رسول الله للقضاء عليه في المدينة المنورة وضرب الرسالة الالهية في مهدها وحاصروه في شعب أبى طالب لسنوات ها هم أحفاد عرابدة قريش اليوم يستجلبون مرتزقة العالم ومن كافة الدول ليحاصروا ويقاتلوا من جديد أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم أبناء الأوس والخزرج من أبناء الشعب اليمني الذين كثرا ما أثنى عليهم الرسول محمد وعلى مواقفهم التي سطرها التأريخ سابقا وسيسطرها التأريخ حالياً في انصع صفحاته وهم ينهضون بالإسلام المحمدي بعد أن جثم أدعياء الإسلام عليه من علماء السوء الذين هم خنجر مسموم في خاصرة الامة إرضاء للشيطان الاكبر امريكا والغدة السرطانية “إسرائيل” وحرفوا الدين القويم بغية إبعاد الأمة عن الحق وعن شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كقدوة للعالم أجمع وقدموا للمجتمعات الفكر الوهابي المتطرف الذي يذبح ويقتل ويصلب باسم الاسلام، مما جعلهم ينفرون عن الدين وعن تأريخ الاسلام بل وعن شخصية وآثار والاقتداء والتأسي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ما أشبه الليلة بالبارحة فالكفر كله برز اليوم للإيمان كله ويمن الايمان والحكمة التي وصفهم الرسول صلوت الله عليه وآله بهذه العبارة يجعل في هذا العصر من مناسبة إحياء فعاليات مولد النبي المصطفى استلهاماً للدروس والعبر وَيوما مجيدا رغم كل الجراح الدامية والنازفة وَالتحديات والاخطار التي تحدق به فارتباطنا بالرحمة المهداة هو ما يتوجب على الجميع من أبناء شعبنا اليمني مواصلة التحرك الجاد والمسؤول في التصدي للغزاة والمعتدين وتحرير كل شبر منه من دنس الغزاة والمحتلين.
فالشعبُ اليمني العظيم بانتمائه لرسول الله رغم قلة امكاناته ورغم الظروف الحرجة التي يمر بها في وجوه الطواغيت ويقارعهم ويلحق بهم شر الهزائم على مدى عامين بعد محاولة العدوان خلخلة المجتمع اليمني من الداخل أفشل كل المخططات الاجرامية لقوى الاستكبار العالمي الذي لطالما حاول العدوان على حصولها الا ان صمود الشعب وجهاده وكفاحه جعله يتحدى العدوان ويتجاوز ما مضى بصبر وتحمل وبخطوات عمليه جعلته يتجاوز الظلم والدمار والقتل والحصار ويشمر عن ساعديه لصنع مستقبل قوي يفرض نفسه من وسط الركام ولم تزد الشعب الاحداث الا قوة وثبات وعزم على التغيير طالما ونحن نؤمن بقضينا العادلة ولقد أثبت الشعب اليمني أنه معجزة هذا القرن ال21 “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا.