أفق نيوز
الخبر بلا حدود

المنافقون ..

193

د . أحمد الشامي

(1)

ليس كل المنافقين يظهر الإسلام ويبطن الكفر

لا تتصور بأن المنافق له قرون أو له لون مختلف عن لون البشر المنافق قد يكون شخص مثلك يصلي ويصوم ويحج قد تكون أنت وهو في حارة واحدة بل قد يكون معك في بيت واحد , بل قد يكون في مظهره أكثر منك تدينا, ولذلك غير صحيح ما يروج في كتب الوهابية أن كل المنافقين هم من يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر, يقول الشهيد القائد (لا تصدقوا أن المنافقين هم كلهم من يبطن الكفر ويظهر الإسلام. بل إن في المنافقين من ذكر الله عنهم بأنهم في واقعهم معترفون, مؤمنون كإيمان أي واحد منا بأن الله هو رب العالمين، وهو الإله وحده، وأن القرآن من عنده، وأن محمدا رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ألم يقل هو: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ}(التوبة: من الآية64) ألم يقل هكذا؟. يعلمون أن القرآن منزل من عند الله بل هم يخافون؛ لأنهم يعلمون أن الله عليم بذات الصدور, فهو يعلم ما يسرونه في أنفسهم فيخافون أن تتنزل سورة تفضحهم، أي هم مؤمنون بالقرآن أنه من عند الله، ومؤمنون بأن هذا الرجل هو رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، الذي يتنزل عليه القرآن، ومع هذا قال الله عنهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}(النساء: من الآية145).

(2)

خطورتهم تكمن في أنهم في أوساط المؤمنين

في الوقت الذي يشن فيه العدو السعودي والأمريكي عدوانه على اليمن, يشتغل المنافقون من حزب الإصلاح ومن الدواعش ومليشيات عبد ربه هادي بالإرجاف وإثارة الفوضى بل والقتال في الجنوب والشمال ضد أبناء الشعب اليمني إلى جانب عاصفة الحزم الأمريكية , وهكذا المنافقون يطعنون أبناء أمتهم من الخلف ويشتغلون من الداخل, يقول الشهيد القائد(تأتي حملة رهيبة في القرآن الكريم على المنافقين؛ لأنهم كانوا شديدي التأثير, وكثيري التأثير في أوساط المجتمع الذي فيه آيات الله وفيه رسوله، لدرجة أن الله قال عنهم: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}(المنافقون: من الآية4) لماذا احذرهم؟. هل لأنهم يشتغلون في أوساط الكافرين؟ أو أنهم كانوا يشتغلون في أوساط المؤمنين أنفسهم؟ في أوساط المسلمين فيجعلونهم يتخلفون عن رسول الله ولا يهتمون بمقام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولا يهتمون بما يصدر منه، ولا يخرجون للجهاد معه إلا متثاقلين، ويتعبونه جداً ويقلقونه جداً.

(3)

المنافقون في الدرك الأسفل من النار

يقول الشهيد القائد (وجدنا القرآن الكريم ينص على أن فئة هي محسوبة ضمن المسلمين هم سيكونون في الدرك الأسفل من النار، هم المنافقون, في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم أخبث عباد الله، لأنهم أسوأ البشر، لأنهم أرجس وألعن البشر جميعاً، قال الله عنهم لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله): {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}(المنافقون: من الآية4),المنافقون هم فئة تعمل في أوساط المسلمين تثبطهم عن نصر دين الله, تخوفهم, ترعبهم, ترجف قلوبهم, تشيع الشائعات التي تقلق نفوسهم, تشيع الشائعات التي ترعب قلوبهم. المنافقون في كتاب الله الكريم تحدث عنهم أسوأ مما تحدث عن اليهود، والنصارى، والمجوس، والكافرين، إذا كانت جهنم لها سبعة أبواب، ودركاتها متفاوتة في الشدة، فإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار).

(4)

فئة من المنافقين تتستر بشعارات دينية وإصلاحية

هناك صنف من المنافقين يتستر بشعارات دينية كاستخدام لفظة الجلالة وسيلة للصد عن سبيل الله وكادعاء الرغبة في الإصلاح كما في الشعار الذي يرفعه حزب الإصلاح المنافق وهي الآية القرآنية (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) رغم أن واقعهم يؤكد أنهم مفسدون فقد كفروا أبناء الجنوب في 94 م وسفكوا دمائهم ونهبوا أراضيهم , وقد كفروا أبناء المناطق الوسطى وسفكوا دمائهم في الحرب التي كانت تعرف بحرب الجبهة , وقد شاركوا في الحرب على أبناء صعدة وكفروهم , وقد سيطروا على السلطة في مرحلة معينة ومارسوا الإقصاء والنهب للثروات العامة , وقد رحبوا وأيدوا الغزو الخارجي لبلدهم ورحبوا بقرارات الحرب عليه وكبناء المساجد لجعلها منطلقا للمؤامرة على المسلمين وأداة بيد العدو , ومثل هذا الصنف موجود في هذه المرحلة , يكفي أن تدخل إلى مسجد من مساجد الدواعش والقاعدة والجماعات التكفيرية المرتبطة بحزب الإصلاح وتستمع إلى خطابهم الذي هو عبارة عن طعن في الداخل الإسلامي , فالعدو لديهم هم المسلمون ممن يختلفون معهم مذهبيا من (الشيعة والصوفية والروافض والحوثيين وحزب الله وإيران وغيرهم من المذاهب والأحزاب والدول ) ولن تستمع في خطابهم حديثا عن أمريكا وإسرائيل , بل عندما تسأل أحد دواعش الإصلاح عن من هو أشد الناس عداوة للمسلمين؟ لأجاب :الحوثيين وحزب الله وإيران والصوفيين وغيرهم ممن يسمونهم بالمبتدعين , وهم يقرؤون قول الله تعالى ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) ولا يمكن أن تسمع حديثا عن أمريكا وإسرائيل ولا غرابه فهم صنيعتهم يقول الله سبحانه وتعالى عن هذه الفئة من المنافقين الذين يتسترون بشعارات دينية وإصلاحية (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل), ويقول عنهم (اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله) وقال عنهم {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ}(التوبة: من الآية62) وقال عنهم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com