عينُ اليمن
زينب الشهاري
أيُّها العالمُ ،، هاكَ عيني و لا تَنسى أنْ تضَعَها على طاولةِ اجتماعاتِكَ في حضرةِ مدعييِّ الإنسانية…. هذهِ العينُ التي رأتْ صاروخاً دمَّرَ بيتَ صاحبَتِها و قتلَ جميعَ أهلِها…
هذهِ العينُ التي وثَّقَتْ انهيارَكُمُ السحيقَ في قعرِ الوحشيةِ و شهِدَتْ تَمَرُّغَكُم في وحلِ العمالةِ و المصلحة.
ها هيَ عينِيَ اليومَ أُقَدِّمُها هديةَ تكريمٍ تليقُ بحضرَتِكَ الموقرةِ يا حقوقَ الإنسان… فعلِّقها على بِذلَتِك كوسامِ شرفٍ منَّا أطفالُ اليمنِ،،،
أقدمُ لك أيَّها العالمُ عينَاً اختزَلَت ملايينَ الصورِ لوطنٍ ما زالتِ الأرواحُ ترتقي في سمَاه و تعطرُ جنبَاتِه و تُخلِّدُ انتصاراتِه على آلةِ قتلِك،،،
هاكَ عينيَ التي رأتْ موتَ أبي و أمي و أختي و أخي و التي لا تزالُ ألوانُ علمِ أرضِها الزاهيةُ تزيُّنُها ككحلٍ و ما زال سَنا أرواحُ المارقينَ الى العلياءِ تشُّعُّ فيها ضياءاً ،،،
ألِأنَّك أعمى البصيرةَ حكمتَ عليَّ أيُّها العالمُ أن أفقِدَ عيني؟! ….و هل لأنك أنتَ نفسَكَ طمستَ عيناً فلم تعدْ تملكُ سوى عينٍ واحدةٍ لا ترى سوى الظلم؟!َ.. تؤيدُهُ و تصفِق و تبتهجُ بِه!! فسَلَبتَ مني عيني بعد أن سلَبتَني بيتِي و أهلِي..
عيني هيَ عينُ الطفولةِ التي سالتْ أدمُعُهَا على خدِ وطنٍ فرَسمَت عليه أخاديدَ من ألمٍ و حزن،،،
و هي عينٌ ترى نصراً يقيناً و مجداً قادماً ليمنِ الصمودِ كما ترى دماراً و هواناً و خِزياً و هزيمةً لمن اقتلَعَها.