أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الرحيل …

184

زينب الشهاري

_دعني أذرفُ دموعيَ قبل رحيلِكَ على من مرُّوا في صفحاتِ أيامكَ فاختيرَ لهم أنْ يظلُّوا عالقينَ فيها كذكرى و اختيرَ أن تسجلَ أنتَ تاريخَ ذهابِهم و تكونَ الشاهدَ على رحيلِهمُ الدائمِ….

_هذه سنةُ الحياةِ ، و الرحيلُ لا بدَّ مِنهُ.

_ كنتَ قاسياً لدرجةِ أننا تمنينَا أن تُلملِمَ ملفاتِكَ المليئةَ بحبرِ الموتِ سريعاً و أنْ تذهبَ غيرَ مأسوفٍ عليك فلم يكن لساعتِك سوى طعمِ العلقمِ…و كغيرك من السنواتِ ذاتِ الفصولِ الأربعةِ لم تُطلَّ علينا أنتَ سوى بفصلٍ واحدٍ من ألمٍ و حزنٍ….و ها هي أمطارُ الدمِ لا زالت في انهمارٍ..فمتى ستنقشعُ غيماتُكَ عنا….و ترحلُ دون تكرارٍ

_كان قدرُهم أن يظلوا حبيسي سجنيَ الأبديَ، ثم لماذا تلقينَ باللوم عليَّ؟! فأنا لست إلا كغيري و لكنهم من جعلُوا مني صفحةَ رثاءٍ و وجعٍ فأنا مظلومٌ مثلُكِ.

_سأكونُ منصفةً ،،، فلو شئتَ أنتَ لقلتَ (تُعيبونَني و العيبُ فيكُم بني البشر فما أنا إلا مرآةٌ تعكسُ فعلَكُم أنتم، ما أنا إلا كتابٌ يحملُ نقشَ كلماتِكُم عليه لأقوم بتخليدِها فقط)، أليسَ كذلك؟!

_ نَعم، صدقتِ،،

_ ستظلُّ أنتَ الشاهدَ الأولَ على بدايةِ انهيارِ و زوالِ الحمقى الآثمينَ من انتزَعُوا الأرواحَ الطاهرةَ من بينِ أسطرِ أيامِك بلا رحمةٍ ، و سيوثِّقُ القادمُ نهايتَهم القريبةَبعد رحيلِك.

_هناك من اختطفَتْهُم يدُ موتِ العابثينَ بغتةً و هناك من قدَّمُوا أنفسَهم عن طواعيةٍ فداءاً لتواصلُوا أنتم دربَ الجهادِ و النضالِ.

_لي رجاءٌ منك يا ٢٠١٦ قبلَ الرحيلِ..

_تفضلي…

_أخبِرِ الذينَ اختاروا أن يكونُوا جسراً نُكمِلُ طريقَ حياةِ الكرامةِ عبرَه بأنَنَا (سنظلُ على العهدِ سنظلُ على العهد سنظلُ على العهدِ)….

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com