من أنا؟!.. أنا روح أحرقتموها كمداً و قلب كويتموه قهراً و عيون سقيتموها دماً …من أنا؟! أنا ألف آه ترددت على أذان صماء و ألف صرخة رسمت على وجوه شاهدتها عيون عمياء و ألف كلمةٍ في قاموس ذبح قرأتها أفواه خرساء…
من أنا؟! أنا عبرة تتجدد و وجع يتكرر…أنا دموع و دم….أنا هديتكم للإنسان في العام الجديد … العالم الذي زين أشجاره نجوما و مصابيح و أطفأ الأنوار في سمانا و أشعل أرضنا ناراً.
من أنا؟! …أنا قصة أم خبا ضيا روحها،، و ذاقت غصات الوجع و طعنات سكاكين الألم… لكنها رغم كل هذا تجملت بجبال الصبر و تجلدت بعظيم السلوان ….و جعلت عزاها و تأسيها في أبنائها في ميادين الكرامة…من يثأرون لعبراتها الحرى و لأطفالها الذين انتزعتهم يد الإجرام من بين أحضانها فأصبح فؤادها فارغاً فملأوه بآيات الانتصار فأثلجوا صدرها و انتقموا لمصابها و ثأروا لفلذات كبدها.
أنا أمٌ دفعت بأبنائها و زينت خطاهم في دروب الجهاد بالدعوات و رفدتهم من فيض عطائها بالحلي و قوت أبدانهم بما صنعت يديها مع عظيم المحبة من معجنات.
من أنا؟! أنا الأرض التي أعلت صروح العلا و شيدت حصون الثبات و بنت سدود الصمود و أنجبت أسود العرين….
من أنا؟! أنا التي لم تخشَ بطشكم و لم تخفها صواريخكم و لم ترعبها طائراتكم.
أنا التي واجهتكم بقوة الإيمان و الحق و إرادة الحرية و الانتصار… أنا أمٌ سلبتموها خمساً من أبنائها لكنكم لم تدركوا أنني أم لجميع الصامدين، أم لجميع المجاهدين، أم لكل حر أبي، فهل ستركعون أبنائي، هل ستغلبونهم، هل ستستعبدونهم؟!!!! هيهات منا الذلة لكم… و أبعد من عين الشمس ما يتهيأ لعقولكم المريضة من أوهام و ترهات و خيالات.
من أنا؟! أنا كل أم لن تستلم أو تستكين و ستظل المعين الأول و الرافد الذي لن ينضب لميادين الجهاد، أنا الأم التي ستظل دعواتها عليكم شواظ من نار تحرقكم…أبنائي اليوم يذيقونكم الويلات و غداً سيرفعون رايات الانتصارات على قصوركم التي ستمتلىء بجثثكم العفنة…و ستهزمون.
فمن أنا؟!
أنا أم ليست كأي أم في الدنيا لأنني و باختصار
(الأم اليمانية)