محسن الجمال
لاشك أن أبناء المحافظات الجنوبية وقعوا في الفخ والهوة التي صنعها تحالف العدوان السعودي الأمريكي وانخدعوا بمواعيدهم البراقة التي انجروا ورآها بغية إيهامهم بحل القضية الجنوبية والإيعاز لهم بضرورة تحركهم ضد الجيش واللجان الشعبية الذين وصفوهم بالمحتلين وضرورة تحريرهم منهم وما إن لاح بريق الأموال الخليجية المدنسة زاغت إبصارهم في الدراهم الإماراتية والقطرية والريال السعودي واستثمر العدوان قضيتهم واستغلها إعلاميا إضافة إلى ماسبقها من تغذيتهم بشرايين الفكر الوهابي وتضليلهم بمقوله تنسب كذبا للرسول المصطفي .سيخرج جيش عدن أبين يحرر القدس ليكون في صدارة الجيش هذا عناصر القاعدة برعاية وإشراف أمريكي وتمويل سعودي خليجي.
ورغم حجم الألم الذي نشعر به تجاه إخوتنا في المحافظات الجنوبية ومعاناتهم من صلف الاستعمار السعودي الأمريكي الإماراتي القطري وخليط من شواذ العالم وسفاحوها ممن جثموا على صدر أرض الجنوب وأهلها وتحويلها إلى ساحة مفتوحة للصراعات الدامية تتزين كل يوم شوارعها بأشلاء أبنائها وتغرق في بحر الدم ونزيفه المتواصل بحجة التحرر الا انه وبحسب الواقع يحرر التحالف الشيطان أبناء الجنوب منها للدفع بها في محارق الموت يوميا.
فلا يكاد يوما يخلو إلا ونسمع عن انفجار سيارة مفخخة أو حزام ناسف أو انتحاري أو اغتيال في وسط النهار كلها في سبيل حصد العديد من أبناء المحافظات الجنوبية وقطف رؤؤس قادتها.
وعند تحرك الجيش واللجان الشعبية للقضاء ع أوكار القاعدة وقضى عليهم في المحافظات الجنوبية وتطهيرها حتي وصولهم الساحل الذهبي في مدة لا تزيد أسبوع لينعم أهل الجنوب بالأمن والاستقرار وكانت الإرادة للجيش واللجان أن يكونوا الدرع الواقي لهم باذلين الدم والني في سبيل ألا تمتهن كرامتهم وتستباح أعراضهم وتسفك دمائهم من قبل تحالف العدوان.
ولكن ماذا بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من المحافظات الجنوبية وترحيبهم بدخول قوات الغزو والاحتلال ورفع الرايات البيضاء لهم..هل تحققت كل تلك الوعود الفضفاضة والوهمية؟ وأين ذهبت..!
إنما عمل التحالف ع الآتي..
سرعة الإجهاض على القضية الجنوبية وفكفكتها ومن ثم تغييبها وذبحها من الوريد إلى الوريد ومن ثم باشرت قوى العدوان الى تغذية الأطراف في فصائل الحراك الجنوبي بالمال والسلاح لاستئصال الطرف الآخر يتجسد ذلك من خلال التصفيات الجسدية والإخفاء القسري السري والاغتيالات.
زج التحالف بشباب ابنا المحافظات الجنوبية بعد بيعهم بأثمان رخيصة إلي كل جبهة قتال ليكونوا حطبها ووقودها ومنها ماحصل لهم من مقابر جماعية في صحراء البقع ونجران وجيزان وهم يدافعوا عن العدو السعودي بعد فرار جيشه.
هيئ تحالف العدوان كل الساحات الجنوبية لأن تكون أرض خصبة للقاعدة وداعش وأرسلتهم الدفعة الأولى منهم من سوريا عبر طائرات قطرية سعودية تركية إماراتية بعد شن العدوان بخمسة أشهر ليستوطنوا ويشحذوا همم الجنوبيين في الاندفاع لقتال الجيش واللجان الشعبية بينما تنتهك أعراضهم وبيوتهم في غيابهم.
عمل العدوان على خلخلة التلاحم الداخلي واستهداف ابرز قادتهم بكل الأساليب الإجرامية الداعشية وحصدهم واحدا بعد آخر وان كانوا من ضمن المتقاعدين.
عمد العدوان إلى انتهاك أعراضهم واستباحتها بعد زرعه الخوف والرعب في جميع أبنائها وكممت أفواههم ومن يحاول الانتقاد يلقى حتفه ويكون مصيره إما السجون المخفية أو اغتياله في وسط النهار أمام مرأى الجميع.
والكثير والعديد مما يغيب عن الذهن استحضاره وسرده ورغم تواجد جيوش أكثر من 15 دولة ولم تقدر حتى تؤمن قصر المعا شيق.. فهل تحررتم ياأبناء المحافظات الجنوبية أم الواقع عكس ذلك والاتجاه بكم نحو التنكيل والموت والذبح.
لقد حرركم تحالف العدوان فعلا من العزة إلى الذلة ومن الكرامة إلى الاستعباد ومن التحرر الى العبودية والانقياد.
حرركم من إخوتكم من أبناء الجيش واللجان ودخلكم أسفال القاعدة وداعش والسنغال والبنغال والجنجويد وبلاك ووتر ومجرمي العالم..ورغم تألمنا عليكم لكن نذكركم بالمثل الشعبي اليمني..من رضي بشنقه رضينا بعلاقه.