أفق نيوز
الخبر بلا حدود

عـرش الحكـم .. بين المــــاضي والحـــــاضر

200

معمر الشرجبي

تكمن أهمية التاريخ بأنه ذاكرة الأمم والشعوب التي تختزن ماضيها العريق لينقلها إلينا عبر العديد من الوسائل أهمها النقوش القديمه فهي السجل المسطور – الإرشيف الناطق – الشاهد الحي على الأحداث التاريخيه القديمة ، وقد أكد الفلاسفة بأن أي أمة لا تعرف تاريخها لا تحسن فهم حاضرها وصياغة مستقبلها ، ويقال بأن من لا يقرأ الماضي لن يفهم الحاضر ولن يستطيع التخطيط للمستقبل ، وقد أظهرت لنا النقوش اليمنية صدق هذه المقولات .. ففي أواخر القرن الميلادي الأول – مطلع القرن الميلادي الثاني عـمَّ الساحة اليمنية صراع سياسي كان من نتائجه نشوب الحروب مخلفة الدمار والخراب وهي نفس الأحداث التي تمر فيها اليمن بالضبط وكأنَّ التاريخ يعيد نفسه من جديد ولهذا نؤكد بأن من الأهمية أن ننظر للماضي نظرة فيها العظه والعبره لنستفيد منها في صنع الحاضر والتخطيط للمستقبل ..

عموماً بما أننا نعيش زمن الماضي – الحاضر فسوف نتناول اليوم موضوع يتحدث عن صراعات السياسيين اليمنيين قديماً في سبيل الوصول إلى السلطة والتربع على العرش ..

ومــا أشبـــه اليوم بالبارحـــه لقد مرَّت اليمن بأحداث سياسية عاصفة كان أبطالها ملوك سبأ وملوك قتبان وملوك حضرموت وملوك ذي ريدان كما هو حال الصراع اليمني في عصرنا الراهن ..

لكن قبل أن ندلف للموضوع وحتى يتعرف القارئ على الهيئات الحاكمة في اليمن القديم يتوجب أن نسلط الضوء سريعاً على شكل أنظمة الحكم في مختلف الفترات التاريخيه لليمن القديم والتي يمكن تقسيمها على وجه الإجمال إلى ثلاث فترات رئيسية الفترة القديمه ، الفتره الوسيطه ، الفتره الحديثه وهذه الفترات متداخلة مع بعضها بمعنى أنه لم يكن الإنتقال من فترة إلى أخرى نتيجة لتغيير مفاجئ بل كان نتيجة طبيعية للتطور التدريجي وإستقرار الأوضاع الداخلية مما خلق التقدم والازدهار وهو ما ظهر في الآثار والنقوش المنتشرة بكافة أنحاء اليمن والتي أعطتنا صورة واضحة عن نظام الحكم وهيئاته وعن أنظمة الحكم ، وهذه الفترات هي على النحو الآتي :

1- الفترة القديمة – عصر المكاربة :
كان نظام الحكم فيها نظام ثيوقراطي فالمكرب هو صاحب السلطة الدينية والدنيوية معاً بمعنى أنه كان حاكماً دينياً بصفته الكاهن الأكبر مثل بابا الفاتيكان حالياً وفي ذات الوقت كان هو الحاكم السياسي بصفته وريثاً للعرش الملكي

2 – الفترة الوسيطة – عصر الملوك :
بدأت هذه الفترة منتصف القرن السابع قبل الميلاد عندما أصبح نظام الحكم ملكياً أي أن الحاكم وريث العرش الملكي فرداً ضمن الأسرة الحاكمة ، ويعتبر المكرب ( كرب إل وتر ) أول من إتخذ لقب الملك واستغنى عن لقب مكرب ، وإستمر الحكام بعده بحمل لقب الملك ، وقد صاحب هذا التغيير تطور جزئي في المناصب والوظائف العليا فظهرت في النقوش ألفاظ تعبر عن مناصب دينية وإدارية وتنفيذية جديدة بمعنى أن المكرب تنازل عن بعض سلطاته ووظائفه ليقوم بها أشخاص آخرين مثل :
الرشو : الكاهن المختص بالشؤون الدينية للمعابد
العاقب : حاكم منطقة معينة يمثل نائب الملك فيها
المقتوي : قائد عسكري يقابله حالياً منصب رئيس هيئة الأركان
القيل : منصب قبلي مثل مفهوم الشيخ حالياً إلا أنه لاحقاً أصبح من كبار الشخصيات المشاركة بالحكم ويمكن القول بأن سبب مشاركة القيل في الحكم ضعف الملوك .

3 – الفترة الحديثة – عصر الأقيال والملوك :
في هذه الفترة أصبح للأقيال دوراً كبيراً في تنصيب الملوك بل كانت لهم اليد الطولى في تولي الملوك وعزلهم ، أيضاً في هذه الفترة الأقيال أصبحوا ملوكاً إما بالإتفاق والتراضي أو بالحرب وإنتزاع السلطة ، ويعتبر الباحثين هذه الفترة من أشد الفترات تعقيداً في تاريخ اليمن القديم نتيجة الإضطرابات والحروب والصراعات بين الحكام ..

الموضوع الذي نناقشه اليوم يندرج ضمن هذه الفترة ولذلك سوف نتوسع قليلاً في تعريف القارى الكريم عن بعض الظروف الملابسات التي عاشتها اليمن في ذلك العصر مستعرضين ما نقلته إلينا النقوش والكتب التاريخيه ، وفي البداية سوف نستعرض ما ذكره الهمداني عن كيفية تولي الأقيال للحكم يقول الهمداني :

أن قيام المُلك في قدماء حمير كان يتم عن إجماع رأي كهلان وفي الحديث عن رأي أقيال حمير فقط وأنهم إذا لم يرتضوا بخليفة للملك تراضوا لخيرهم وأدخلوا مكانه من يلحق بدرجة الأقيال فيتم الثمانين قيلا ولم يكن هذا في حمير إلا مرات يسيرة لأن الملك لم يكن يعدو آل الرائش إلا أن يتوفى الملك وأولاده صغارًا أو يكل فيفعل ذلك حتى يتدبر في سواه من آل الرائش ..

معنى هذا الكلام أن الأقيال يجتمعون عند تنصيب الملك وإذا لم يقتنع الأقيال به حاكماً يقومون بإختيار أفضل واحد بينهم لتولي الحكم ، هنا وعلى الرغم من الصورة الديمقراطية في الإختيار الشبيه بالإنتخاب إلا أن التدخل المباشر في عملية إنتقال السلطة ينعكس على استقرار الدولة إذا لم يتفق الأقيال أنفسهم على تولي الملك الجديد ..
وفي الحقيقة أن عملية إنتقال السلطة كانت مضطربة كونها لا تسري وفق قاعدة ثابته متفق عليها مثل النظام القانوني أو الدستور أوغير ذلك من المسميات ..

ولتوضيح المقصود من الإضطراب لنفترض وفاة أحد الملوك ووجود شخص من ورثة العرش تنطبق عليه شروط تولي الحكم مثل الكفاءة والجدارة و روح القيادة وووو
في الأوضاع العادية سيتم تزكيته من الأقيال لتولي المنصب وتسير الأمور بسلام
لكن إذا وجد واحد من الأقيال غير كفؤ ويطمح للحكم سيجعله يعقد إتفاقات سرية مع أقيال آخرين إما مقابل وعود بتولي مناصب أوغير ذلك بحيث يتم تزكيته لتولي المنصب ، ولو نجح بهذا فإنه يعرض الدولة لخطر كبير لأنه غير جدير بتولي المنصب وقيادة مؤسسات الدولة ومع غياب القواعد المنظمة سيكون من المؤكد ظهور أقيال آخرين منافسين يعارضون تولي ذلك القيل للحكم مما يولد النزاعات العصبية والقبلية بين المعارضين والمؤيدين ..
وهو ما حدث في الحقيقة حتى وصل الأمر لظهور أكثر من ملك بنفس الوقت فأعلن بعض الأقيال أنفسهم ملوكاً يحكمون المناطق والقبائل المؤيدة لهم ، ولعبت التحالفات القبلية دوراً في إذكاء النزاعات والحروب فالتحالفات أساساً تهدف للإستيلاء على مناطق الأقيال الآخرين بالقوة وبهذا اشتعلت الحروب بين أطراف النزاع ،
هذا وقد طالعتنا الكتب التاريخيه بأحداث ترتبط إرتباط وثيق بموضوع إتفاق وإختلاف الأقيال على تولي الحكم وأيـَّد ما ورد في تلك الكتب بعض النقوش التي أظهرت تلك التحالفات بشكل ( طريف وغريب )
من ذلك ما يذكره نشوان الحميري في الصفحات 56 و 57 من كتابه ملوك حمير وأقيال اليمن حيث يقول :
بعدما توفي ( شدد ) قام بعده ابنه ( وتَّـار ) الذي كان ولي عهده ، لكن لم تطل مدة وتَّـار ولم تثبت قدمه في الملك حتى نازعه عمومته ( بني الصوار ) في الأمر وقالوا نحن أقعد وإنما هو ملك أبينا ولن نتخاطى به إلى الأولاد دون الأباء فشحَّ في ذلك وشحَّوا وتداعوا إلى الحرب فلما رأت ذلك وجوه حمير خافوا الفرقة وحاذروا القطيعة فرأوا خلع وتَّـار وإخراج عمومته من الملك ، وفتلوا حبل الملك في يد ( بُـتع بن زيد ) فملك بُـتع وحسنت سيرته ورضي بذلك بنو الصوار وقربهم جميعاً وأدناهم وآثرهم فكان له الإسم ولهم الجسم …الخ
هذه الحادثة التي يرويها نشوان الحميري فيها نوع من الصحة طالعتنا به النقوش وبعضها الآخر فيه خلط
فبالنسبة للملك (شدد) عند نشوان الحميري ما هو إلا الملك الشرح يحضب (الأول) المذكور في عدة نقوش
أما الملك (وتَّـار) بالفعل هو المذكور في النقوش بإسم وتَّـار يهأمن يهرحب بن الشرح يحضب (الأول)
أما بخصوص بتع بن زيد فلم يكن هناك ملك بهذا الإسم ، وما ذكره نشوان فيه خلط بالترتيب والتسميات ..
والصحيح تاريخياً أن الملك ( سعد شمس أسرع ) وإبنه ( مرثد يهحمد ) هما من تولى الحكم بعد الملك وتَّـار يهأمن الذي يمكن القول بأنه تم خلعه ، ولكن حينها ظهر أكثر من طرف يرى بأنه الأحق بالحكم مما أدى إلى تغييرات في المواقف والتحالفات بين الأقيال الطامحين للعرش وهذا الموضوع يتأكد لنا إذا ما طالعنا نقش زيد عنان57

http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…

هذا النقش يتحدث فيه القيل مرثد الجرافي قائلاً : أنه أهدى إلمقه تمثال ذهبي حمداً لأنه نجاه في المعارك التي رافق فيها سيده الملك سعد شمس أسرع وإبنه مرثد ملوك سبأ وذي ريدان في أرض ردمان ضد ملك قتبان نبط وملك حضرموت يدع إل وقبائل مضحي وردمان ، وفي نهاية النقش يقدم مرثد الجرافي الشكر لعدد من الأقيال منهم يريم الهمداني ويردع السأراني وشرح عثتر البتعي والريام السخيمي كما سجل شكره لقبائل فيشان والجرافي وغيرهم ..

النقش يتحدث عن خوض الملك سعد شمس حرباً مع حضرموت وقتبان وسبب هذه الحرب دعم ملوك قتبان وحضرموت وتحالفهم مع الملك ذمار علي يهبر بن ياسر يهصدق الحميري ضد أقيال سبأ المتناحرين فحينها كان الحميريين تحت قيادة الملك ذمار علي يحاربون من أجل الحكم فتحالف ذمار علي مع حضرموت وقتبان ليقوي موقفه السياسي والحربي ضد حكم أقيال سبأ الغير متفقين أساساً على من يتولى الحكم منهم ..
مع العلم بأن الإختلاف بين أقيال سبأ ظهر جلياً وواضحاً عندما تولى الحكم الملك وهب إل يحوز الهمداني خلفاً للملك سعد شمس أسرع المنتمي إلى ذي جرة ، وهما لم يكونا من الأسرة الملكية التقليدية بل كانا أقيالاً على قبائلهم ..
صحيح أننا لا نعرف ظروف تولي الملك وهب إل يحوز للحكم ، لكن ربما تم خلع سعد شمس كما خُلِع وتَّـار يهأمن من قبل وتم إسناد المنصب للملك وهب إل يحوز ، وبالطبع هذا يعني عودة سعد شمس لدرجته قيل ذي جرة ، لكنه لم يكن مقتنع بترك العرش فبحث له عن حليف يعود من خلاله للحكم أو كما يقال يضمن له موقعاً متقدماً في العهد الجديد ..
في خضم هذا الوضع المضطرب تشاء الأقدار أن يخوض الملك وهب إل يحوز بعد تسلمه للحكم حرباً ضد الملك ذمار علي يهبر الحميري ، ويبدو أن ذلك الوضع الغير مستقر في سبأ جعل الملك ذمار علي ينتهز الفرصة محاولاً فرض سيطرته بالحرب على أقيال سبأ كما حدث سابقاً في الحرب التي خاضها الملك سعد شمس أسرع ضد حلفاء ذمار علي يهبر .. عموماً حادثة عزل سعد شمس كانت سبباً في تغير موقفه 360 درجة ؟!
فها هو القائد سعد تالب يتحدث في النقش جلازر 1228 قائلاً أنه أهدى تألب ريام تمثال ذهبي حمداً على سلامته من المعارك التي رافق فيها سيده الملك وهب إل يحوز ملك سبأ عندما حارب ذمار علي الريداني و سعد شمس ومرثد وقبائل ذي ريدان والقبائل التابعة لسعد شمس ومرثد ويشكر الآلهة على سلامته في الحروب كما يشكر قبائل مخطران وبني سخيم وخولان التي رافقت الملك وهب إل يحوز في تلك الحروب …الخ
الآن بات من الواضح أنه عند نشوب المعارك بين وهب إل وذمار علي وقـف سعد شمس قيل ذي جرة بجانب ذمـار علي عدوه القديـم وحليفه الجديد ضد الملك وهب إل يحوز الهمداني ، وبإعتقادي أنه لا يوجد سبب منطقي لتغير موقفه سوى موضوع الخلع من الحكم وتنصيب الملك وهب إل يحوز .
بصورة عامة مثل هذه الأحداث تؤكد بأن عملية إنتقال السلطة بين الأقيال أنفسهم كانت مضطربة فعندما لا يحصل القيل على مراده يعلن التمرد على الملك الجديد وينضم لطرف آخر حتى لو كان عدوه السابق والهدف النكاية بمن سلب منه الحكم ولهذا إصطدم ملوك سبأ مع الأقيال السبئيين ، وكان حتمياً ظهور شخص مستفيد من ذلك الصراع
وهو الملك ذمار علي يهبر الحميري فدخوله على خط الصراع بين أقيال وملوك سبأ جعله يستفيد في بسط نفوذه وسيطرته على مناطق لم تكن تحت سيطرته من قبل مثل مناطق ذي جرة التابعة لسعد شمس ، أيضاً صاحب ذلك توسع في نطاق التحالفات لتشمل ممالك أخرى مثل حضرموت وقتبان مما أدى إلى إتساع رقعة الحرب لتشمل كافة الأطراف وكان هذا سبباً في تدمير الوطن الذي أصبح عرضة للأهواء ومطية لمن يتغلب على الحكم ..
هكذا نستنتج بأن إشتعال الحروب كان نتيجة حتمية للفشل في إحتواء النزاعات الداخلية ، والمتأمل للتاريخ يدرك بأن وضـــع اليمن في ذلك الزمن هو ذات الوضـع الذي تمرَّ بـه اليمن حاليــاً من صراعات وحروب نعيش أحداثها على الواقــع (فالتاريـــخ يعيـد نفســـه من جديد وشر البلية ما يضحك) لكن الإختلاف يكمن بأننا لا نعلم كيف ستكون نهايتها أما أحداث الماضي وكيف كانت نهاية تلك الحروب فنقلتها إلينا النقوش ..
موضوعنا اليوم ما وثقه النقش CIH 315 الذي يمكن وصفــه بوثيقة تاريخيه تعلن عما يمكن تسميته ( توقيع معاهدة – صلح – هدنة لأيقاف تلك الحرب ) كان بطل الهدنة القيل يريم أيمن الهمداني المذكور في نقش زيد عنان 57 المشار إليه سابقاً .. حينها يريم أيمن الهمداني شغل منصب (المبعوث القبلي لحل الأزمة اليمنية في ذلك الزمن) ومهندس الاتفاقية التي لم تنهي الحروب تماماً لكنها شكلت بارقة أمـل تؤكد بأن المشاكل بين الأخوة هم من يتولى حلها بأنفسهم وليس مبعوثي مجلس الأمن الدولي أو غيرهم ،
وهنا ننوه لموضوع سوف نتحدث عنه لاحقاً عن الاطراف التي استفادت من الهدنة حيث إستفاد منها يريم أيمن الهمداني وذمار علي الحميري فالهدنة أتاحت وصول يريم أيمن لحكم سبأ وكذلك الحال كان مع ذمار علي الحميري حيث جنى مكسب كبير تمثل بوصول الحميريين لحكم سبأ ودخولهم مأرب عاصمة سبأ حكاماً لأول مرة في التاريخ ..
عموماً .. حتى لا نستبق الأحداث سوف نطالع أولاً نص النقش الذي تحدث عن الحروب والهدنة وشرح محتواه ومن ثم لنا وقفة لتوضيح ما الذي حدث بعد ذلك ..
=============================
نص النقش CIH 315
1- ي ر م / أ ي م ن / و ب ر ج / ي هـ ر ح ب [ب ن ي / أ و س ل ت / ر ف ش ن / ب ن / هـ ]
2- م د ن / أ ق و ل / ش ع ب ن / س م ع ي / ث ل ث ن / ح ش د م / [ هـ ق ن ي و / ش ي ]
3- م هـ م و / ت ا ل ب / ر ي م م / ب ع ل / ت ر ع ت / س ث ت ن / ا ص ل م ن /
4- ي و م / هـ و ش ع هـ م و / ش ي م هـ م و / ت ا ل ب / ر ي م م / ب ع ل / ت ر ع
5- ت / ب هـ س ل م ن / و ض م د / و أ ت م / ي ر م / أ ي م ن / ب ن / هـ م د ن /
6- ب ي ن / أ م ل ك / س ب أ / و ذ ر ي د ن / و ح ض ر م و ت / و ق ت ب ن /
7- و أ خ م س هـ م و / و أ ش ع ب هـ م و / ب ض ر / ش ت أ / و ك و ن / ب ك ل /
8- أ ر ض ن / ب ي ن / ك ل / أ م ل ك ن / و أ خ م س هـ م و / و ت ق ن ع / ي ر م / أ
9- ي م ن / ب ن / هـ م د ن / أ م ر أ هـ و / أ م ل ك ن / س ب أ / و ب ن ي / ذ ر
10- ي د ن / و س أ ر / أ م ل ك ن / ل هـ و ت / س ل م ن / و هـ س ل م / و أ ت
11- م / ي ر م / ب ي ن / أ م ل ك ن / و أ خ م س ن / ب م ل أ / و م ع د / و و ش
12- ع ن / ش ي م هـ م و / ت أ ل ب / ر ي م م / و هـ ث ب و / ي ر م / أ ي م ن /
13- و ب ر ج / ي هـ ر ح ب / ب ن ي / أ و س ل ت / ر ف ش ن / ب ن / هـ م د ن
14- ت أ م ن م / ل خ ي ل / و م ق م / ش ي م هـ م و / ت أ ل ب / ر ي م م /
15- ب ع ل / ت ر ع ت / ب ذ ت / هـ و ش ع هـ م و / ب هـ و ت / س ل م ن / ب خ ر ف
16- ث و ب ن / ب ن / س ع د م / ب ن / ي هـ سَ ح م / و ب ذ ت / ص د ق
17- هـ م و / ك ل / أ م ل أ / س ت م ل أ / ب ع م هـ و / و ل
18- ذ ت / ي ز أ ن / ص د ق هـ م و / أ م ل ا هـ م و / و ل / س ع د هـ م
19- و / ح ظ ي / و ر ض و / أ م ر أ هـ م و / أ م ل ك ن / س ب أ / و ل / و
20- ز أ / ت أ ل ب / ب ر ي ن / أ أ ذ ن هـ م و / و م ق ي م ت هـ
21- م و / و ل / ث ب ر / و و ض ع / و ض ر ع ن / ت أ ل ب / ر ي م م /
22- ب ع ل / ت ر ع ت / ك ل / ض ر هـ م و / و ش ن أ هـ م و / ب ت أ ل ب
23- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ر ي م م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…
——————————————
محتوى النقش – شرح المفردات :
يرم أيمن وبرج يهرحب بني أوسلت رفشن بن همدن : يريم أيمن و بارج يهرحب أبناء أوسلة رفشان الهمداني
أقول شعبن سمعي : أقيال قبائل سمعي وهي قبيلة مشهورة كانت في فترة قديمة تشكل مملكة مستقله ضمن إتحاد ممالك سبأ وقد ورد في النقش CIH 37 أسماء بعض ملوكها
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…
منهم الملك سمه إسماعيل والملك سمه أفق والملك يهعان ذبيان وهو صاحب النقش الذي يعود تاريخه تقريباً إلى القرن 4 أو 3 قبل الميلاد ..
ثلثن حشدم : ثلثين حاشد ، المقصود هنا بأن قبائل سمعي تشكل ثلثي قبائل حاشد كما وصفها النقش Ir 18 بصيغة ثلثن ذي هجرن بمعنى أن قبيلة سمعي تشكل ثُلثي إتحاد الأقيال في المدن والأرياف
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…
بالطبع نفهم من هذا أن للأقيال سلطات بحسب حجم قبائلهم مما جعلهم ينظرون بأنهم شركاء في الحكم كما نفهم أسباب الصراعات بين الأقيال والملوك كل فينة وأخرى ..
هقنيو شيمهمو تألب ريمم بعل ترعت سثتن أصلمن : أهدوا إلههم الحامي تألب ريام رب معبد ترعة ستة تماثيل .
يوم هوشعهمو شيمهمو تألب ريمم بهسلمن وضمد : يوم أعانهم إلههم الحامي تألب ريام لهذا السلم والصلح ، لفظ ضمد بمعنى تضميد الجراح ومنه يكون المقصود الصلح
وأتم يرم أيمن بن همدن بين أملك سبأ وذ ريدن وحضرموت وقتبن وأخمسهمو وأشعبهمو : و وفق يريم أيمن الهمداني بين ملوك سبأ وملوك ذي ريدان وملوك حضرموت وملوك قتبان وجيوشهم وقبائلهم
بضر شتأ وكون بكل أرضن بين كل بين أملكن وأخمسهمو وأشعبهمو : بالحرب التي اشتعلت وكانت بكل الأراضي بين كل الملوك وجيوشهم وقبائلهم .. هذا ومن الواضح جداً بأن العبارات السابقة تشير بأن الحروب شملت كل الأرض اليمنية فلم تستثني أحداً من الممالك أو القبائل أو المواطنين والجميع اكتوى بنارها وسعيرها !
وتقنع يرم أيمن بن همدان : وأرضى – أقنع يريم أيمن الهمداني
أمراهمو أملكن سبأ وبني ذ ريدن وسأر أملكن : جلالة ملوك سبأ وملوك بني ذي ريدان وسائر الملوك
لهوت سلمن وهسلم : لهذا السلم والصلح والهدنة
وأتم يريم بين أملكن وأخمسن : وأتم يريم أيمن الصلح بين الملوك والجيوش
بملآ ومعد ووشعن شيمهو تألب ريمم : بفضل وإنعام وتوفيق إلههم الحامي تألب ريام
وهثبو يرم أيمن وبرج يهرحب بني أوسلت رفشن بن همدن : ويعود الفضل في توفيق يريم أيمن وبارج يهرحب أبناء أوسلة رفشان الهمداني
تأمنم لخيل ومقم شيمهمو تألب ريمم : لإنعام وقوة ومقام إلههم الحامي تألب ريام
بذت هوشعهمو بهوت سلمن : عندما أعانهم ووفقهم بهذا السلم
بخرف ثوبن بن سعدم بن يهسحم : في سنة ثوبان بن سعد اليهسحمي
وبذت صدقهمو كل أملا ستملأ بعمهو : وبما صدقهم بكل الفضل والإنعام لهم
ولذت يزأن صدقهمو أملاهمو : وبما إستمر بإنعامه وفضله
ولسعدهمو وحظي ورضو أمراهمو أملكن سبأ : وليسعدهم بالحظوة ورضى سادتهم جلالة ملوك سبأ
ولوزأ تألب برين أاذنهمو ومقيمتهمو : وليستمر تألب بمنحهم الصحة والقوة والمقام العالي
ولثبر ووضع وضرعن تألب ريمم بعل ترعت : وليدمر ويضع ويذل تألب ريام رب معبد ترعة
كل ضرهمو وشنأهمو بتألب ريمم : كل أعدائهم وشانئيهم والحاقدين عليهم بحق تألب ريام
——————————————
المفهوم العام للنقش :
مما ورد في شرح المفردات سوف نعمل على إعادة صياغة النصوص مع بعض التقديم والتأخير وبما لا يخرج المعنى عما هو مقصود منه وبحيث يكون مفهوم النقش على النحو الآتي :
يريم أيمن وبارج يهرحب أبناء أوسلة رفشان الهمداني أقيال قبائل سمعي ثلثي قبائل حاشد أهدوا إلههم الحامي تألب ريام رب معبد ترعة ستة تماثيل حمداً وشكراً يوم أعانهم تألب في تحقيق السلام والصلح عندما إستطاع يريم أيمن الهمداني التوفيق بين ملوك سبأ وملوك ذي ريدان وملوك حضرموت وملوك قتبان وجيوشهم وقبائلهم لإيقاف وإنهاء الحرب التي اشتعلت بكل الأراضي بين كل الملوك وجيوشهم وقبائلهم ، حيث إستطاع يريم أيمن الهمداني أن يرضي ويقنع جلالة ملوك سبأ وملوك بني ذي ريدان وسائر الملوك بهذا السلم والصلح والهدنة وقد أتم يريم أيمن الصلح بين الملوك والجيوش بفضل إنعام وتوفيق تألب ريام صاحب الفضل والإنعام والقوة والمقام العالي إلههم الحامي تألب ريام الذي أعان ووفق يريم أيمن وبارج يهرحب أبناء أوسلة رفشان الهمداني لهذا السلام وتوقيع الصلح المؤرخ في سنة ثوبان بن سعد اليهسحمي وللآلهة الحمد على هذا الفضل والإنعام ولتستمر بإنعامها وفضلها بإسعادهم في حيازتهم على الحظوة والرضى عند سادتهم ملوك سبأ وليستمر تألب بمنحهم الصحة والقوة والمقام العالي وليدمر ويضع ويذل تألب ريام رب معبد ترعة كل أعدائهم الحاقدين عليهم بجاه تألب ريام ..
——————————————
بالعودة إلى موضوعنا الرئيسي وحتى نستكمل صورة الأحداث جاء في النقش بأن القيل يريم أيمن تمكن من إيقاف الحرب وتوقيع الملوك للصلح والهدنة .. لكننا لا نعلم ما الذي حدث بعد ذلك لتشتعل الحروب من جديد فهناك ثغرة لم تغطيها النقوش المكتشفه ، وقد سبق التنويه بأن الصلح إستفاد منه يريم أيمن الهمداني وذمار علي الحميري
بالنسبة للملك ذمار علي الحميري هذا الصلح أتاح له مكسب كبير حيث تمكن من تولي سدة الحكم في سبأ ووصل إلى مأرب عاصمة سبأ التاريخيه ليتسلم العرش لأول مرة في تاريخ الصراع الحميري السبئي وهو ما أشار له المرحوم مطهر الإرياني في تعليقه على النقش Ir 6
طبعاً هذه الخطوة جعلت الحميريين يقفون على أعتاب مرحلة تاريخيه جديدة إستمر بالسعي لتحقيقها الملوك الحميريين بعد وفاة الملك ذمار علي يهبر حتى جاء الملك شمر يهرعش الذي إستطاع إنهاء الصراع تماماً موحداً كامل التراب اليمني تحت راية الإمبراطورية الحميرية نهاية القرن الثالث الميلادي ..
أما بالنسبة للقيل يريم أيمن فمن الواضح أن الدور البارز الذي لعبه في تحقيق الهدنة جعل منه شخصية بارزة تحظى بإحترام ملوك وأقيال سبأ فأصبح ضمن دائرة صناع القرار بل أنه إشترك في حكم سبأ مع الملك كرب إل وتر يهنعم وبشكل لا نعلم كيفية حدوثه إلا أن نقش زيد عنان 5 ورد فيه معلومات مؤكدة عن مشاركته في الحكم
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…
أصحاب هذا النقش هم راثد ثوان أزاد وهوف عثتر يهشع ووهب أوام وسعد ثوان بني جدن يتحدثون فيه بأنهم أهدوا إلمقه تمثال حمداً وشكراً على الأفضال والنعم التي منحهم إياها إلمقه في الحملات العسكرية التي شاركوا فيها بأمر حكامهم ملوك سبأ كما يحمدون إلمقه لما حفظهم ويطلبون منحهم الرضى والحظوة عند سادتهم أيمن يريم وأخيه كرب إل وتر ملوك سبأ … الخ
النقش يذكر بكل صراحة أن أيمن يريم أصبح شريكاً في الحكم مع كرب إل وتر يهنعم بن الملك وهب إل يحوز الذي تحدثنا عنه سابقاً ، وقد إستطاع الملك يريم أيمن بطريقة أو بأخرى الإنفراد بالحكم ومن ثم توريث العرش لإبنه علهان نهفان والذي بدوره ورثه لأبنائه حيو عثتر يضع و شاعر أوتر .. و يبدو أن فترة حكم يريم أيمن لم تكن طويلة فالنقوش التي تعود إلى عهده قليله .. لكن بعد أن تولى الحكم إبنه علهان نهفان أظهرت النقوش بأن وضع اليمن لم يستقر حيث إستمرت الحروب في عهده مما جعله يسعى للتحالف مع عدة أطراف ليضمن الحماية والقوة لدرجة أن الملك علهان نهفان قام بتزويج إبنته ( ملاك ) على الملك يدع أب غيلان ملك حضرموت والهدف من المصاهره عدم تحالف ملوك حضرموت مع الحميريين ، أيضاً قام بعقد إتفاقية دفاع مشترك مع ملك أكسوم جدروة الذي حكم تقريباً ما بين 200 – 220 م وهذه كانت من أفدح الأخطاء التي ارتكبها الملك علهان ونقلها إلينا النقش CIH 308 ..
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…
فصاحب هذا النقش هو الملك علهان يتحدث فيه قائلاً بأنه أهدى 30 تمثال للإله تألب ريام كما قام بترميم معبد إلمقه حمداً للآلهة على إنعامها وتوفيقها بعقد معاهدة تحالف مع جدورة ملك أكسوم حيث تقضي الإتفاقية بين الطرفين التعاون أيام السلم والحرب وأن الإعتداء على أحد الطرفين هو بمثابة إعتداء على الطرفين معاً ومحاربة كل عدو يريد شراً بأحدهما كما يذكر بالنقش التحالف مع ملك حضرموت والحروب ضد بني ذي ريدان وغير ذلك من الأحداث ..
هنا وجب الإشارة بأن الحميريين – ملوك سبأ وذي ريدان كانوا حينها في حروب مستمرة مع ملوك سبأ حتى أن سيطرتهم إمتدت إلى أراضي ومناطق في عمق مملكة سبأ فوصلوا إلى جنوب العاصمة صنعاء حالياً وعندما لم يلمس علهان نهفان أي دعم في تلك الحرب من زوج إبنته وصهره الملك يدع أب غيلان الذي ربما كان يرى بأنها شأن داخلي في سبأ ، يبدو بأن علهان خاف من سقوط العرش بيد الحميريين (اليمنيين) فسارع للإرتماء بأحضان (الأحباش) حتى انه أهدى للآلهة 30 تمثال دفعة واحدة فرحاً وسروراً بوضع اليمن تحت الهيمنة الخارجية !!!
هذا التصرف الأحمق منح الأحباش فرصة على طبق ذهبي للتدخل في شؤون اليمن الداخلية وكانت بداية الحروب بين اليمنيين والأحباش بعد موت علهان مباشرة واستمرت الحروب المتقطعة طوال ما يقارب 300 عام كانت نهايتها وقوع اليمن تحت الحكم الحبشي لمرتين ..
مع العلم بأن الإتفاقية مع الأحباش تم نسفها على يد الملك شاعر أوتر بن علهان نهفان كما جاء في النقش Ir 12
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…
الذي تحدث فيه القائد وافي أذرح قائلاً أنه أهدى إلمقه تمثالين ذهبين حمداً وشكراً على صدور قرار سيده الملك شاعر أوتر القاضي بتعيينه قائداً للقوات المرابطة في حدود حاشد أثناء الحرب مع الأحباش ومن معهم من قبائل السواهر وخولان ، ويذكر وافي أذرح بأنه أقام التحصينات العسكرية على طول حدود حاشد كما يتحدث عن صدور قرار يقضي بتوليه منصب قيادة فرقة خاصة من الجيش لمحاربة الأحباش ويذكر المعارك والقتلى والأسرى … الخ
أيضاً التحالف الذي أقامه الملك علهان مع ملك حضرموت إنتهى بحرب شنها الملك شاعر أوتر ضد العزليط ملك حضرموت وهذه الحادثة نقلها لنا النقش Ir 13
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…
الذي يتحدث فيه القائد فارع الكوكباني قائلاً بأنه أهدى إلمقه تماثيل ذهبية من غنائم المعارك في شبوة وقدمها حمداً على سلامته في الحروب التي شنها سيده الملك شاعر أوتر على العزليط ملك حضرموت وتحدث عن معارك دارت رحاها في الغيل وأرض قتبان ضد قبائل ردمان وأوسان ويشكر الآلهة على الثقة التي نالها عندما صدر قراراً بتعيينه قائداً لحراسة قصر شقر الذي تقيم فيه سيدته ( ملاك أحلك ) أخت الملك شاعر أوتر واستمر في حراسة الحصن 15 يوم ويذكر عودته بالسلامة مع سيده شاعر أوتر ويشكر الآلهة على سلامته في كل المعارك والحروب …الخ
هنا وعلى الرغم من أن الملك شاعر أوتر كان مشاركاً مع والده في الحكم والإتفاقية مع الأحباش تم توقيعها عندما كان هو ولياً للعهد إلا أنه ادرك خطأ والده أو ربما كان أكثر وطنية من والده فبمجرد توليه للحكم شن حروباً شاملة على الأحباش وشن حروب أخرى في سبيل إستقرار اليمن والتي شهدت بالفعل فترة من الإستقرار ..
والحقيقة المؤلمة تفرض علينا الإعتراف بأن الإستقواء بالخارج لعنة تطاردنا منذ الزمن القديم إلى العصـر الحديث وأهم الأسباب التي أدت لذلك الإختلاف بين الأقيال قديماً و الإختلاف بين السياسيين حديثاً على تولي الحكم وكل سعير الحروب لم يكتوي به الأقيال أو السياسيين لوحدهم بل إكتوى به أهل اليمن جميعاً .. ففي الماضي استمرت تلك الحروب لسنوات أهلكت الحرث والنسل حتى سقطت اليمن تحت الحكم الحبشي منتصف القرن الرابع الميلادي ولم يكن الخلاص منهم إلا بظهور حكام أقوياء إستطاعوا لم شمل اليمنيين وتوحيد صفوفهم فطردوا الأحباش لكن لم يمضي قرنين من الزمن حتى عادت اللعنة لتطاردنا من جديد والسبب إختلاف الحكام فوقعت اليمن تحت الحكم الحبشي للمرة الثانية منتصف القرن السادس الميلادي وحينها سارع الملك سيف بن ذي يزن طالباً تدخل الفرس لطرد الأحباش وتحقق ذلك بالفعل لكن هذا التدخل أوقع اليمن تحت الإحتلال الفارسي أي أنه لم يفعل شيء لتحرير اليمن سوى أنه إستبدل الحكم الحبشي بالحكم الفارسي فقط !!!
ولم يخلِّص اليمنيين من تلك الأوضاع إلا ظهور الإسلام الذي أعاد توحيد أهل اليمن تحت رايته فأصبحت اليمن 3 مخاليف – أقاليم هي : مخلاف صنعاء ومخلاف الجند ومخلاف حضرموت واستمر هذا الوضع المستقر نسبياً قرابة 70 عام تنفس فيها أهل اليمن الصُعَدَاء لكن بزوغ الخلاف بين (أقطاب قريش) أولاً الخلاف بين بني أمية والزبير بن العوام وثانياً الخلاف بين العباسيين والعلويين أدى لإنعكاس الوضع على اليمن مباشرة فبدأت الحروب بالظهور ثانية وقد عانى أهل اليمن مثل غيرهم في العالم الإسلامي بسبب الخلافات بين بني أمية والزبير ومن ثم العباسيين وأبناء عمومتهم العلويين .. ولم تعرف اليمن الإستقرار بعدها إذ ظهرت الدويلات المذهبية والطائفيه إبتدأ من دولة بني زياد ودولة بني يعفر ودولة الزيديين والقرامطة والصليحيين وبني زريع وبني أيوب وغيرها من الدويلات التي أعادت الحروب إلى الواجهة حتى بزغ نجم الدولة الرسولية التي شهدت اليمن في عهدها إستقرار نسبي لكن بعد زوالها عاد الشتات والصراع واستمرت تلك الأوضاع المأساوية إلى عصرنا الحالي وما بين هذا وذاك الكثير والكثير من الأحداث التي يطول حولها الحديث .
في الختام نتسائل :
يـــا ترى هل سيعيد التاريخ نفســه ليكون إنتهاء الحروب الحالية على يد أبنــاء اليمن ؟
وهل سوف تستمر الحروب وإلى متى سنظل في حروب ودمـــــاء وخراب ودمار ؟
وتساؤلات أخرى كثيرة لا نمتلك الإجابات عنها فسبحانه وتعالى وحده علام الغيوب
لكننا نعلم بأن أهمية التاريخ بما يتركه لنا من عبـر الماضي حتى لا تتكرر في الحاضر والمستقبل ..
أخيراً أود التنويه بأن التدخلات الخارجية كانت نتيجة حتمية للإختلاف بين الحكام وللخارج حساباته ومصالحه التي يعمل لتنفيذها ، وطالما والمشكله داخليه فلا بد أن يكون الحل من الداخل ولا يمكن أن ياتي من الخارج مهما كان ..
طبعاً البعض قد يستوعب هذا الكلام والبعض قد لا يستوعبه وسوف يحاول إسقاطه وفق رأيه الشخصي لكن حتماً بأن هناك من عرف القصد من هذا الموضوع ، ولذلك أترك التعقيب والإضافة للجميع ..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com