“صاروخ الرياض”… ضربة استراتيجية ورصيد إضافي لليمنيين في حرب الإرادة مع العدو
يمانيون.. العملية النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية ليل الأحد تنطوي على مؤشرات عدة في حساب المواجهة بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة والعدوان السعودي الأميركي من جهة أخرى لتضيف رصيداً إضافياً لليمنيين في حرب الإرادة والإبداع.
فالصاروخ الباليستي الذي سقط على هدف عسكري سعودي، في مدينة الرياض هذه المرة، وأصاب هدفه بدقة حسب ما ذكر البيان الثاني للقوة الصاروخية، منذ بيانها الأول عن صاروخ بركان-1 البالستي المطور محليا ليصل إلى مدى يتجاوز 800 كلم.
وإضافة الى عنصر المفاجأة بعد وقت ليس بقصير على غياب هذا النوع من الصواريخ ضد أبعد هدف يتم ضربه في العمق السعودي ليعطي ميزة قوة إضافية تكمن في هذا التوقيت الحساس للضربة، حيث يرتفع السعار الأميركي الإسرائيلي السعودي ويرفع من وتيرة التهديدات في الإقليم في ظل مؤشرات عن استعداد أميركي للإنخراط بشكل مباشر في العدوان على اليمن. لذا يبرز عنصر الجرأة في إتخاذ قرار استراتيجي من قبل القيادة اليمنية في تسديد هذه الضربة بمعزل عن أجواء التهويل والوعيد التي تشيعها إدارة دونالد ترامب في العالم. وهو أمر تم احتسابه بدقة من قبل صانع القرار اليمني ليوجه الرسائل لمن يعنيه الأمر.
في الترتيب الثاني تتراصف المؤشرات عن امتلاك القوة الصاروخية اليمنية عناصر مؤثرة لم تفصح عنها حتى الآن، فأتت عملية “صاروخ الرياض” لتكشف عن مديات جديدة للصواريخ البالستية التي لا يزال الجيش اليمني واللجان الشعبية يحتفظون بها رغم اقتراب العدوان من إنهاء عامه الثاني، وهذا عنصر قوة له دلالات عميقة وهامة.
ويشكّل بنك الأهداف مؤشراً خطيراً لقيادة الحرب التي باتت تدرك أنّ بحوزة القوة الصاروخية اليمنية معرفة دقيقة بخرائط انتشار القواعد والمنشآت العسكرية السعودية في مساحات واسعة وبعيدة في العمق الأمني السعودي.
أما في الجانب النفسي فإن عبارة التجربة الصاروخية التي وردت في بيان القوة الصاروخية اليمنية تنطوي على تفسيرات عدة أقلّها، أن الأهداف العسكرية السعودية هي ساحة تجارب للصواريخ اليمنية التي لا تطلق هباء حتى في معرض التجربة. أما وقد نجحت التجربة فإن التفسير التالي هو أن على هذا العدو أنّ يتحسب لأفعال مماثلة وربما غير مماثلة في المستقبل.
يبقى ان هذه العملية اليمنية تعتبر الضربة النوعية الثالثة خلال شهر، حيث تأتي بعد نحو أسبوع من ضربة البارجة السعودية المسماة “المدينة” قبالة السواحل اليمنية، وتأتي بعد شهر من إحباط عشرات الزحوفات على ساحل المخا وافشال محاولات هستيرية قام بها العدوان براً وجواً وبحرا للسيطرة على مساحة لا تتجاوز الخمسة كيلومترات مربعة في مدينة المخا ومرفئها، رغم استخدامه القنابل الفوسفورية والعنقودية وعمليات الانزال المظلي التي قام بها ومنيت جميعها بالفشل ما أحدث صدمة لدى قيادة العدوان بعد هذا الفشل، تلتها صدمة ضرب البارجة السعودية ثم الان ضرب هذا الهدف العسكري في مدينة الرياض مع ما يعنيه ذلك من ان اي منطقة لم تعد بعيدة عن قدرات الشعب اليمني في سياق رده المشروع على ما يتعرض له من عدوان وحشي.
عبد الحسين شبيب / العهد