الأرملة السوداء الداعشية.. رأس شيخ وهابي مقابل كأس خمر وحسناء سماوية!
يمانيون -متابعات
تتحول التنظيمات التكفيرية شيئاً فشيئاً إلى أرملة سوداء تلسع ذكرها بعد إنهاء ما تريده منه، هذا هو الحال بالنسبة لتنظيم “داعش” صاحب الراية السوداء ووعود الليالي الحمر في السماء.
لقد بات المقاتل الـ”داعش”ي الآن بين خيارين إما رفض أمر الخليفة بقتل علماء الوهابية والسلفية كونهم أعداءً للتنظيم، وبين الانصياع لأوامره من أجل الفوز بحورية وقدح من الخمر ورشفة من العسل.
فقد بث تنظيم “داعش” إصداراً مرئياً بعنوان “فقاتلوا أئمة الكفر” دعا فيه عناصره إلى اغتيال أبرز من يُسمون بعلماء الأمة الإسلامية، باعتبارهم شركاء في الحرب الصليبية ضد التنظيم، وتابع التنظيم على لسان أحد عناصره خلال الفيديو بالقول: “إننا الآن ننادي أولئك الذين حاولوا الهجرة إلى دار الإسلام ولم يستطيعوا، نقول لهم حيث أنتم، اقتلوهم حيث ثقفتموهم، داعياً عناصره في جميع دول العالم إلى قتل العلماء، قائلاً: إنهم “حمير آذوا المجاهدين”، مضيفاً: “إن شرهم لا ينتهي إلا بقتلهم”، وختم الفيديو بالقول: “اقتلوهم واكفونا شرهم، ولا تأخذكم بهم شفقة، فإنهم جنود أوفياء لدى التحالف الصليبي”.
ومن أبرز الأسماء التي ذكرها التنظيم في إصداره إما بالاسم، أو بنشر صورهم: (عبد العزيز آل الشيخ، محمد العريفي، عائض القرني، سعد البريك، صالح المغامسي، سعد الشري، ناصر العمر، عبد العزيز الفوزان، علي المالكي) إضافة إلى (يوسف القرضاوي، نبيل العوضي، أحمد الطيب، علي جمعة، محمد بديع، محمد حسان، عمر عبد الكافي، محمد راتب النابلسي، أمجد قورشة، عدنان العرعور، علي الجفري، محمد المنجد).
الغريب في الأمر أن كل من سبقت أسماؤهم هم من منظري أفكار ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب اللذين يقدسهما التنظيم ويعتبرهما مجددين للدين بحسب اعتقاده.
أسماء أهم مشايخ الوهابية كعبد العزيز آل الشيخ وعائض القرني وعبد العزيز الفوزان على لائحة “داعش” السوداء قد يُفهم منها أن هؤلاء باتوا يشقون الصف الوهابي السلفي على اعتبار أن نظام الرياض الذين يدعون إليه كولي للأمر يحاول تسويق نفسه كعدو للإرهاب ولـ”داعش”، والأخير من وجهة نظره أن يكون عالم وهابي يؤلب ضده هذا من شأنه إحداث فتنة بين قطعان الإرث التكفيري، إذ يخشى “داعش” حدوث حالات انشقاق بين عناصره بسبب دعوات علماء الوهابية والسلفية مما حدا به لإصدار أمر باغتيال أي عالم أو شيخ ينتقد أو يهاجم التنظيم، وبما أن ابن تيمية صاحب أشهر فتوى قالت بأن عدداً من المكونات الإسلامية أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى، فإن أتباع البغدادي الآن باتوا يرون مشايخ الوهابية والسلفية أخطر على “داعش” من علماء المسلمين المعتدلين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم، وهو بالتحديد ما يريد النظام السعودي إيهام الرأي العام به أيضاً.
أما فيما يخص يوسف القرضاوي وعدنان العرعور فقد يكون إدراج اسميهما خدمةً كبيرةً للرجلين، حتى يقفان على منابر الإعلام الديني ويسوقان نفسيهما كعالمين مهددين بسبب أفكارهما التنويرية الرافضة للإرهاب، وهذا أيضاً سيحد تهماً موجهةً إليهما بإثارة الفتن والنعرات الطائفية في البلدان العربية والإسلامية بحسب ما يطمحان.
حول يوسف القرضاوي الذي بات ورقة لعب محروقة، فإن التنظيم يرى فيه المنظر الأول أو المرشد الروحي لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين المنتشر في الكثير من دول العالم، هذا التنظيم قد لا يختلف مذهبياً وعقائدياً عن الوهابية والسلفية لكن الأكيد أن تاريخهما السياسي حافل بالعداء، بالتالي فإن التخلص من منظر الإخوان الأول هو هدف يسعى التنظيم لتحقيقه ليس لأن الإخوان المسلمين يحملون مشروعاً تنويرياً بل لأنهم تنظيم سطع نجمه مع تنامي قوة تركيا وهو منافس لـ”داعش” كفصيل سياسي وعسكري ذو صبغة دينية، و”داعش” لا يريد أي منافس له حتى من أبناء المذهب ذاته.
الآن بات “أخوة النكاح وجهاد الأعضاء التناسلية” من عناصر “داعش” في حيرة، هل سيسمعون أمر الخليفة باستهداف هؤلاء، أم أن بعضهم سيتأثر ويرفض أوامر التنظيم معلناً عن بداية انشقاق كبير، قسم آخر من الداعشيين سيرى في الأمر وكأنه باب جديد يُفتح لدخول الماخور السماوي المليء بأقداح الخمر وحسناوات السماء، فتنفيذ كل أمر من الخليفة هو بمثابة تنفيذ لمشيئة الله وموجب لدخول تلك الجنة الحمراء، حتى ذلك الحين ما علينا سوى الانتظار.
* علي مخلوف – شام تايمز