ترامب وغوتيرتس، وفشل المجتمع الدولي في اليمن!
كتب / علي السراجي
خلال مرحلة الانتخابات الامريكية كان الجميع في العالم يعتقدون ان الرئيس الامريكي ترامب سيكون مختلفا عن غيره وانه سيدشن عهد أمريكي جديد يطفي كل الحروب التى تم إشعالها في المنطقة ومنها حرب اليمن، خاصه بعد ما أظهره في حديثة عن سبب الحرب على اليمن بإشارته الى “محاولة السعوية السيطرة على النفط اليمني”، والتى اعتبرها السذج من اليمنيين في الداخل مؤشر أمريكي مختلف تجاه اليمن والعدوان على اليمن.
كما ان من يتذكر تلك الأخبار التى تحدثت عن الأمين العام للأمم المتحدة وغوتيرتس قبل تولية منصبه وعن تصريحاته عن العداله وحقوق الانسان وايقاف الحروب والصراعات بالتأكيد انه كان سيصدق ان هذا الأمين يختلف عن سابقة بان كمون الذي قتله التعبير عن القلق طوال عامين من العدوان على اليمن.
وفي الحقيقة ان استبشار الكثير بتلك التصريحات التى بدت وكأن الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي يدشنون مرحلة جديدة فيها من العدل والانصاف ما يكفي لمعالجة ذلك الفشل الامريكي بصورة خاصه والدولي بصورة عامة وبالذات في المنطقة ، كانت ردود متسرعة وسطحية وبالذات من قبل بعض اليمنيين فالحالة التفاؤلية التى ظهرت كانت مجرد احلام وأوهام لا تتوافق مع حقيقة هذه الدول والحكومات والمؤسسات الدولية والشخصيات التى يتم اختيارها للعب ادوار محدودة وتنفيذ سياسات دولية تتمثل بالحروب والفتن والصراعات والاستهداف للأوطان والمجتمعات فما تحدث به ترامب وغوتيرتس لم يختلف عن حديث اوباما وبنكمون فهم جميعا وجها لعمله واحده.
حيث كشفت مجلة “ذا ويك” الأمريكية في تقرير بعنوان: “الرئيس ترامب: داعية حرب بلا رحمة” ، عن دعم أمريكي للتصعيد العسكري الأخير في السواحل الغربية لليمن، والاستهداف المستمر لميناء الحديدة ، واعتبرت المجلّة أن الرئيس “ترامب” لم يبادر فقط إلى الحفاظ على النهج الذي كان معمولاً به في عهد باراك أوباما، لجهة “دعم الحرب السعودية الكارثية في اليمن”، بل ذهبت أبعد من ذلك في إظهار “كل إشارة دعم وتأييد في اتجاه المزيد من التصعيد” هناك ، مشيرة إلى ما تناقلته بعض التقارير حول “السماح للسعوديين بضرب ميناء الحديدة، أحد الممرات القليلة المتبقية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أكثر مناطق البلاد فقرا وعوزا”.
ومن خلال ما نشرتة صحيفة ديرشغيل الألمانية ان الغرب يتغاضى عن الموت الصامت لليمنين لكي يبيع الأسلحة للسعودية ، وما نشرتة صحيفة الغادرين البريطانية ان الحصار يعيد اليمنيين مئات السنوات الى الوراء وان اطفال مصابيين بالسرطان يعانون الم الاحتضار وان الآباء أصبحوا يتوقعون فقد ابناءهم في اي لحظة نتيجة للغارات او المرض واشارت الى حصار مطار صنعاء وموت الأمراض لعدم قدرتهم على المغادرة الى الخارج ، تتضح حالة الاستغلال الدولي للحرب على اليمن لتحقيق أرباح خاصه عبر بيع صفقات الأسلحة وتقديم الخدمات الاستشارية العسكرية والدعم اللوجستي من قبل الدول كالولايات المتحدة الامريكية وتقديم الامم المتحدة الغطاء الدولي للعدوان ،
فهذه الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية رغم معرفتها بحقيقة العدوان ووحشيته الا ان كل ما يهمها هو تحقيق أرباح وعائدات ، لدرجة ان السباق والتنافس بينها اصبح محموم فكل طرف يريد تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب وبعد ذلك سيقوم بالتصريح او بنشر مقال في صحيفة يعبر عن أسفه لاستغلال بلادة للحرب على اليمن او مشاركتها فيها ويدعو لتقديم مساعدات إنسانية لليمنيين المتضررين من العدوان السعودي والذي سيُصبِح سعودي او خليجي فقط بعد انتهائهم من امتصاص اموالها.
ولهذا سيستمر التجاهل والصمت من قبل المجتمع الدولي لذلك الصوت الشعبي المحاصر والمعزول دبلوماسيا وسياسيا ، وبالتالي اجد ان هذه الحقيقة درس لكل أولئك الذين اعتقدوا للحظة واحدة ان غير صمودهم وتضحيات الجيش واللجان الشعبيه للدفاع عن الوطن يمكنها ان توقف الحرب على اليمن ،