الخلاف بين السعودية والكويت: العدوان على الشعب اليمني أفلس الأنظمة الخليجية!
يمانيون – متابعات :
خرج الخلاف بين السعودية والكويت ليُعيد النقاش حول مستقبل الحرب على اليمن. حربٌ باتت روتينة الأسلوب بعيدة أن أي أُفقٍ يحلم به الشعب اليمني. فيما جاء الخلاف الحالي بين السعودية والكويت، ليطرح العديد من التساؤلات حول الحرب القائمة والأسباب التي تدفع الرياض للإستمرار، في ظل وضعٍ صعب تعيشه على الصعيدين المالي والسياسي. فما هو الخلاف وما هي أسبابه؟ ولماذا لجأت السعودية للكويت؟ وهل باتت الحرب على اليمن فاتورة الإفلاس والإنهيار السعودي؟
ما هو الخلاف الناشب وما هي أسبابه؟
كشف مصدر يمني وثيق الإطلاع عن خلاف حاد بين السعودية والكويت، وذلك بسبب إصرار الملك السعودي سلمان على أن تقاسمه الكويت فاتورة العدوان على اليمن. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن النظام السعودي أرسل إلى أمير الكويت رسالة يطالبه فيها بسداد ما تقرر عليه من فاتورة العدوان على اليمن. موضحاً أن المبلغ الذي طلبه الملك السعودي من الكويت هو عشرة مليارات دولار كفاتورة مبدئية تم فرضها على الكويت من قيمة التكلفة الإجمالية للعدوان المستمر على الشعب اليمني منذ قرابة العامين. من جهته رفض أمير الكويت دفع أي شيء مما تضمنته الفاتورة وأعلن رفضه القاطع لكل ما دوّنه النظام السعودي فيها. وهو الأمر الذي زاد المشكلة بين الطرفين خصوصاً أن ملك السعودية هاتف أمر الكويت دون الوصول الى أي نتيجة. فيما أشار المصدر الى أن الجانب الكويتي برَّر موقفه بأنه كان منذ البداية يرفض شن العدوان على اليمن!
هل لجأت السعودية للكويت؟
تداولت وسائل الإعلام الحديث عن الخلاف الحاصل بين الكويت والسعودية. فيما خرجت الى العلن عدة فضائح مدوية، نٌشير لأبرزها في التالي:
أولاً: تناقل الإعلام وثائق سرية تتحدث عن وجود امتعاض سعودي من الطلبات المالية الصادرة من قبل “علي محسن الأحمر”. الأمر الذي أظهر الطرف السعودي ضعيفاً نتيجة قيام نائب القوات البرية السعودية “فهد بن تركي”، وبعد تلقيه طلباً مالياً من الأول بالرد بأن السعودية لم تُقصِّر وهي تنتظر حصولها على مبلغ 10 مليارات دولار مساعدة للملكة في حربها على اليمن. فيما تضمَّن الطلب السعودي إعترافاً بالظروف الصعبة والقاسية التي تمر بها السعودية.
ثانياً: من ضمن ما تحدثتىعنه الوثائق السرية هو الوضع والواقع الصعب الذي يعيشه عبد ربه منصور هادي في عدن، وعدم قدرته على الحركة. فيما تحدثت الوثيقة عن نشوب خلاف بين الفار هادي وقائد قوات السعودية في عدن العقيد “أبو صقر” والذي قامت بلاده بإنشاء مبنى لقواتها في عدن. فيما يعود سبب الخلاف الى رفض العقيد السعودي طلب هادي زيارة المبنى الذي بات شبه قاعدة عسكرية سعودية.
يبدو واضحاً وجود مشكلات تتخطى كونها ظرفية بين الأطراف التي تُدير الساحة اليمنية والتي تُعتبر حليفة للرياض.
الحرب على اليمن: فاتورة ستُنهي الأنظمة الخليجية!
يمكن ومن خلال ما تقدم من معلومات ذكر التالي:
أولاً: بدأت تظهر الى العلن حالة التضعضع الذي تعيشه العلاقة بين الأطراف الغارقة في الحرب على اليمن. حيث أن الخلاف الحالي السعودي الكويتي ليس الأول لكنه في الحقيقة يدل على العديد من المؤشرات إن لجهة طبيعة الخلاف أو نتائجه.
ثانياً: يُطرح سؤال كبير حول أسباب التعنت الخليجي لا سيما السعودي والهادف لتأمين استمرار الحرب على اليمن. فعلى الرغم من أن أياً من أهداف الحرب لم يتحقق، تمضي السعودية في حربها والتي باتت روتينية الأسلوب لا تحمل أي جديد. كل ذلك يحصل في ظل عجزٍ مالي واضح تعيشه الرياض وحلفاؤها.
ثالثاً: يبدو واضحاً ومن خلال الخلافات الحاصلة بين التابعين للسعودية على الأرض اليمنية، أن أوضاع هذه الأطراف قد تنفجر فيما بينها في أي لحظة، نتيجة غياب المشروع الحقيقي وعيشهم في خيال الإنجازات وبُعدهم عن الواقع الحقيقي والسياسي للشعب اليمني.
رابعاً: من خلال كل ما تقدم، نجد أن السعودية ذاهبة الى مأزق كبير على الصعيدين السياسي والمالي. حيث تعيش الرياض حالة من الإنفصام عن الواقع. وهو ما سيجعل ضريبة الحرب على اليمن، زوال النظام السعودي والسياسة السعودية في المنطقة.
خامساً: يحتاج ما يجري لوقفة عربية تُدافع عن حقوق اليمنيين المسلوبة. حيث بات الشعب اليمني رهن التجاذب السياسي والمالي بين السعودية وحلفائها. فيما يدفع الشعب ضريبة ذلك من دمائه ومستقبله.
إذن شكَّلت الحرب على اليمن بكل تفاصيلها نموذجاً للتعاطي المُذل من قِبل أنطمة الدول العربية مع مستقبل شعوب المنطقة. وها هو الشعب اليمني الذي يُذبح كل يوم، يعيش تجاذباتٍ بين السعودية وحلفائها حول كيفية تمويل الحرب لتأمين استمرارها. على الرغم من أن الجميع بات يرى، أن الحرب على اليمن ستُشكِّل نهاية السعودية مالياً وسياسياً.