اليمن : بين عمّار و محمد
كتب / أشواق مهدي دومان
وحين نتكلّم عن العدوان تثور ثائرتهم كأنّ بهم مسّ من الشّيطان ؛ فمراعاة للنّسب والدّم والقرابة والجوار لاتتكلمي عن العدوان ؛ فنحن لا نتقبّل الحوافيش…
وفي بيت العزاء اصمتي عن السّياسة مراعاة لأهل الميت ، فتذكّري من آلمكِ وابكي واذرفي دموعكِ بصمت ومنها يتجمّل منكِ أهل الميت ظنا منهم بأنّ قلبكِ يبكي لبكائهم …
وحين تلتقين في جلسة ولاد (تفرطة والدة) لاتتفوّهي عن العدوان ؛ فالجو مناسب للفرحة بسلامة الوالدة التي كادت أن تموت بولادتها هذه ،و اقضمي القات كالشاة ولو كنتِ مدمنة شيشة فذلك أفضل ؛ فعلى الأقل كيّفي مع نكهة الفراولة مع التوت و(هجعينا ) من السّياسة..
وإن كنتِ في عرس فمراعاة لجو العرس تكلّمي بكم فستان زفاف العروس ، وكم ظلّ العريس يتردّد على أهل العروس ليخطبها وهي ترفض وأخيرا وافقت عليه ؛ فياليت يكون لبناتنا ولأخواتنا هكذا رجال يحبونهن …
وفي….ووفي…وفي…الخ
المهم : لا تتكلمي عن العدوان فكلامكِ عن العدوان يجرح مشاعرنا ؛ لأنكِ ستصلين للمرتزقة وستعرجين على الدّنبوع و ستتكلّمين عن الدواعش وتعز و المقاولة فيها وستجرحين كبرياء البعض فمن المتفرطات من يؤمن بـ:
قضايا الشّرق الأوسط ، وهي قضية
شخص وحّد قلوبنا فاتجهت نحو القبلة الفنية (بيروت) وهنا فقط تكلّمي ،و لن تنتزعي منّا أي شيئ فعمّار العزكي بكى وقال : أوقفوا الحرب ….
يا إلهي : ما أرقّ دموعه فكأنّ قول الشّاعر:
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت
وردا وعضّت على العنّاب بالبردِ
كأنّ شاعرنا العربي قالها في عمّار العزكي ، ذلك اليماني الذي اخترق قلوب الجماهير العريضة وخطف الأضواء ؛ ورفع راية واسم اليمن بعد أن كاد رجال الله في اليمن أن يسلّموا عدن وتعز وأبين ونهم وصنعاء و…و… إلى أحضان سلمان الحنونة وقلوب أبناء زايد الدافئة؛ والتي ربما سال دمعها على عمّار العزكي حين لم يفُز في (أرب أيدول) ؛لأنّهم يرجعون إلى اليمن في الأصل و” عُمر الدّم مايصير ماء”.
وكيف لا يبكون على يمني واحد لم يفُز في سباق أغنيّة جُمِع وحُشِد لها المليارات لتخدير الأمم ، عن قصف العدوان الصهيو أمريكي (لوطني ) بتواطؤ وتشارك مع بني سعو إمارات!! قصفوا كل شيئ في اليمن وماراعوا أم عمّار العزكي التي غنّى فيها :
أمي اليمن !!
فهل قصد العزكي (عمّار )أمّه التي قُصِف فيها سدّ مأرب أم دار الحجر أم مدينة شبام كوكبان أم أي يمن قصد ؟
وهل قصد العزكي عمّار البناء التاريخي والحجر أم البشر الذين يقصفهم العدوان ليلا ونهارا وعلى مدار السّاعة؟؟!!
ذلك العدوان الذي يشرف على أرب أيدول ؛ أم قصد (عمّار العزكي ) البناء الإلهي البشري لروح الانسان المحرم إزهاقها لأي سبب إلا أن تكون معتدية أو قاتلة النّفس المحرّمة؛ بينما ممولوأرب أيدول قصفوا الأم والأب والولد والبنت والأخ والأخت على مرأى ومسمع منك يا عمزكي(اختصارا لعمّار العزكي ) ولم تذرف دمعة واحدة ؛ بل خطفتك أضواء فساتين الأحلام وبقية حكم مباراتكم الصوتيّة وصرتم تراقصون أصواتهم على أشلاء أهل اليمن التي لا أعتقد أنّها نفس اليمن التي ادّعيت أنّها أمك.
فاسمح لي ياعزكي أقول لك ولمن بكى لبكائك: دموعكم وقحة وعيونكم أوقح ؛ فهي لم تبكِ اليمن التي أوصى بها وبأهلها سيّد البشريّةو التي تقع في قلب كلّ غيور ومدافع عنها في جبهات البطولة مقدّما روحه ومرخصا دمه لأجلها ؛
وتقع في قلب ذلك اليماني : محمد خالد الذّهباني وهو شاب في عمرك _ياعمار العزكي _لكنه لم يبكِ وإنّما صرخ في وسط بلاد الاستكبار : أمريكا والتي تحاربنا جهارا نهارا ..
و مرّر على ذاكرة المجتمعين مشهدا وصورا تكشف زيف حرية وإنسانية تلك الزعامات اللاإنسانية..
عرض عليهم مقطعا للأشلاء المتناثرة في وطنه فضجّ شباب سعو إماراتي وحاولوا إنزاله من على منصّة التقديم ليعاود الصعود ويستمر في الكلام عن وطنه الجريح الذبيح الذي يُقتل بصمت واستهانة واستهزاء واستخفاف بدمه وروحه ..
ذلك الشّاب لم يخف من اعتقال أو سجن أوغيره ؛ فالسجن لا يقبع خلف القضبان بل السجن يقبع في ملذات الحياة والمادة وطلب الشهرة التي لهثت وراءها _عمزكي _فلم تطل منها لا عنب اليمن ولا بلح الشام …
_ محمد خالد الذهباني: عاش الحريّة في روحه وقلبه وضميره الحي؛ بينما مات ضميرك وتمّ شراؤك ولم تبكِ إلا قهرا على شهرة ومال و دنيا هاجرت إليها ونسيت الهجرة إلى الله ورسوله عن طريق جهاد الكلمة وأعظم جهاد لها هو قول الحق أمام عالم جائر …
صَمَتَ_ ياعمزكي _وتحجّرت دمعاتك إلا في نهاية المطاف دموعا ذاتية لم تبكِ أمك اليمن لأنها لم تكن حاضرة في وجدانك كما كانت حاضرة في وجدان محمد خالد الذهباني ..
بكيت على فناء فكانت دموعك وقحة حين اختزلت اليمن في حلقة( أرب أيدول ) في أغنية لم تتجاوز اللحظات ؛ بينما لليمن حكاية مدتها عامان وهي تجاهد وتناضل من أجل الحريّة والاستقلال ..
فهنيئا _عمزكي_ على وطنيتك ومن بكى لبكائك ..
ولا تبتئس ؛ فحاول العام المقبل فماضاع حق وراءه مطالب، وخلال العام تدرّب ليس على كيف تحمل بندقيتك لتدافع عن أمك اليمن وتنتزعها من البلاك ووتر والجانجويد و…الخ.
تدرّب على كيف ترضي الفنّانة أحلام،و نانسي عجرم وكاظم السّاهر..
ولا تهتم لليمن ولا تتكلّم عنها فهي موجوعة بصمت ولا تقبل بأن يرقص ويتراقص ولدها في أحضان العهر الماسوني ،وهي تذبح بسكاكين أمريكا وإسرائيل وبمساندة أيادي العمالة والنفاق والارتزاق ممن ينتمون لداعش والمغاولة والتي يغار عليهم كلّ ديّوث ؛ يصدق فيه وفيهم قول زهير بن أبي سُلمى :
ولا أدري ولستُ أخالُ أدري
أقوم آل داعش أم نساء
مع اعتذاري للشاعر العملاق زهيربن أبي سُلمى في وضعي كلمة : داعش بدلا من حِصن ، فعلى مدى تاريخ الرجولة لم يكن للرجال مسوخ في الكون كمسوخ تصنعه وتشرف على تربيته الماسونية العالمية كداعش ؛
وكذا أعتذر لبنات جنسي من النّساء بأنّنا أشرف من كل رجل ديوث ينضم في صفّ العدوان سواء بمرتزق خارجي باسم شرعية دنبوع الدّنابيع أو مرتهن في الدّاخل باسم مغاول ودعشوشي ؛ أقصد داعشي ولكنّ الجو الفني أثّر بي ..
والسّلام