أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ثغراليمن و ثغر لبنان *

196

أشواق مهدي دومان

الكلام عن الثّغر يوحي بأبرز، وأجمل مافيه وهي الأسنان ؛ وكم تغزّل الشّعراء بالثّغر الدّري ،أو الياقوتي ، وكم وصفوا الشّفاه تارة يستحسنون القرمزيّة، وقديمهم يستحسن اللمياء…

وبذلك السّحر يضيفون لما جعله الله لنا أداة بيان ويؤكد رسولنا الأعظم بأنّه من مضغتين في الجسد إن صلحتا صلح الجسد كلّّه وإن فسدتا فسد الجسد كلّه ؛ وهما القلب واللسان ،وبهذا اللسان تكتمل مكونات الثّغر ؛ وهو (أي: اللسان ) يعجز عن الكلام عن واجهة اليمن الحسناء؛ باعتبار الثّغر هو واجهة الوجه الجميلة إن كانت نظيفة طاهرة،كما أنّ الوجه هو واجهة الانسان ،وهو محك الحكم على الإنسان بالجمال( الشّكلي )أو القبح ؛ لتسمّى عدن : ثغر اليمن الباسم، وفي الثّغر لسان هو وسيلة الاتصال والتواصل بين بني البشر على اختلاف لغاتهم وأجناسهم ..

عدن : تلك التي كانت تستقبل من الزّوار من يستمتع بجمال جوّها، وفي أهلها من سعة الصدر ما يستقطب ويستميل معظم من زارها ؛ لتتحول (الآن ومنذ عامين ) إلى مزار لزوّار مقيمين غصباً، وعدواناً، وبمبرر وتسميةالشّرعيّة،شرعوا وحلّلوا احتلالها ؛ فقد توافد للثّغر اليماني الباسم من مسوخ، ومنحرفي الكون ومتخصصي الجريمة ،وخريجي غوانتانامو وغيرها من سجون الاستكبار المعنون بالتحالف ما نستطيع تسميته بالمخضريّة(على تسمية أهل عدن للبخور والدّهن المطّيب) ؛ ولكنّها مخضرية نتنة عفنة نشرت الجراثيم وأحالت ذلك الثّغر الذي تمتع طوال فترة حريته واستقلاله ووحدته بصفاء ونقاء ولمعان وبياض القلوب وجمال التّعامل إلى دمار ؛ ليقرر العدوان أن كفى ابتسامة، وكفى رحابة صدر ،وكفى حرية، وكفى عزة وكرامة ؛ وباسم الشّرعيّة يستقدمون الغزاة الطّامعين وينزعون روح الشّمال من الجنوب باسم الحقد على المحتلّين الشّماليين ؛ وتزرع الفتن ويحلّ الظلام وتخيم الرّهبة والرّعب فهناك أكثر من طبيب أسنان ؛ يتنافسون على احتلال الثّغر الباسم ، وكلّهم يريد أن يستعرض عضلاته ويأخذ شهادته العليا في تمزيقها…

و في عدن كلّ له مقص وإبر و سكاكين وخيوط وأداة لنزع أسنان الثّغر الباسم ، وكلّ له مدرسته التي تعلّم فيها كيف يميت أعصاب تلك الأسنان (ليسهل خلعها تماما أو حشوها بفكر دخيل على طبيعتها الحقيقية ؛ الأصيلة)…

في عدن : اجتمعوا ليختلفوا في الأسلوب و الطريقة ببشاعة كلّ أسلوب ؛ فذاك تكفيري ،يفجّر وذاك دنبوعي يغتال ،وذاك بدوي يسحل، وذاك تابع لبني سعود ،وذاك لبني نهيّان و تلك تابعة لأمريكا والأخرى لبريطانيا وتلك ،وذاك ، وتلك ،وذاك إلى مالانهاية ، والنتيجة واحدة وهي القضاء وانتزاع روح الثّغر الباسم ؛ ليبقى الثغر خاليا إلا من عضلة لسان تقطع لو صرخت بمالا يتناسب مع مرتزقة الرّياض ، وإلا من شفاه تُشق لو أومأت أو صدر منها حركة تغيظ مرتزقة أبوظبي ؛ فكلّ تشارك في نزع أسنان ثغر اليمن من جانجويد إلى سنغال إلى بلاك ووتر إلى ….إلى ….وحدّث ولا حرج….

وتحوّل الثغر الباسم إلى ثغر عجوز وقد قُطِع لسانه، وشُقّت شفتاه ،فكرامة مداسة وحق منزوع من أهله ، وكبرياء يلتهمه المحتل المسخ من جميع الجينات ، فصدقت تلك المسلسلات الكرتونيّة المسخيّة التمهيدية لواقع ملموس( الرّسوم المتحرّكة )؛ فجمعهم الممسوخ ورجالهم كراتين تسير بالريمونت ، ويحترقون بلفحة رجل من رجال الله ، ليجعلوا من عدن أرضا تشتعل فيها النّار الحمراء فتنا وتنازعات وتشتتا واحتلالا ؛وكأنّ قيامتها قد قامت ، وقد حصل حين داس أوّل جندي أمريكي إسرائيلي أرض الباسمة ؛ وحينها زأر أسدٌ حيدريٌ من مرّان بأنّ:
أمريكا خطر وهي الشّيطان الأكبر ؛ فأظهروا كشفكم لنياتها وحاربوها نفسيّا ومعنويّا ؛لتتقهقر في ذاتها وتحاول العودة من حيث جاءت ، بشعار يعريها ويكشف سوء نيتها بمسخها المجرم….

نعم : صرختَ سيّدي الشّهيد القائد / حسين بن بدر الدّين الحوثي وكنت أول من صرخ ووجّه حربته في نحر المحتل والشّيطان الأكبر أمريكا ؛ فقلت بلسانك الفصيح ، اليماني، المؤمن بماجاءفي القرآن بأنّ اليهود ومن والاهم لَهم أشدّ عداوة للمؤمنين…

صرخت فارتجت عقولهم من صرختك، وكنتَ شوكة في نحورهم ، وسهاما طعن موضع حقدهم وأضغانهم على كلّ ماهو محمديّ النّهج والسّيرة ؛ ولا عجب فهم أصحاب السّبت وهم أحفاد القردة والخنازير..
صرخت يا حسين وكانت صرختك من عقل وفكر حالف القرآن فقلت :

الـــمـــوت لأمــــريـــكا
الـــمـــوت لإســـرائيـــل

فحاولوا تكميمك بحروب بالوكالة ، قادتها السعوديّة وعملاؤها ؛ ليرهبوك ؛ ليسكتوك ، لينزعوا هبات منحك الله إياها من قوّة واستبصار و عزيمة ؛ فلم تستسلم إلى أن افتديتَ قيمك ونهجك القرآني بروحك وأرخصت دمك….
والآن : سيّدي الشّهيد هانحن قد صرخنا وسنصرخ وإن تحالفوا علينا كما تحالفوا عليك سابقا، بفارق أنّكَ كنتَ كالسّيف فردا تجابه وتقاتل ؛ ولكنّنا نقاتل اليوم وقد اجتمعت قلوبنا وتوحّدنا واجتمعت سيوفنا على قلب رجال الله من جيش ولجان شعبيّة وأبناء قبائل ووجهوها في نحر الغزاة الطّامعين ، وهم يردّدون صرخة الشّموخ والعِزّة والكبرياء الذي وهبه الله لــ: أولي قوّة وأولي بأسٍ شديد ،

فلايفرح المحتل كثيرا فقد هُزم بجمعه وعتاده وعدته ، وانهزم في كلّ جبهات القتال ، برجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، وسيعيدون البسمة لثغر اليمن وسينتزعونها من بين أيادي الأخطبوط السعو صهيوإماراتيكي ، وتعود جنوب اليمن لحضن اليمانيين أحفاد عمّار بن ياسروسعد بن معاذ و أويس القرني ،

ستعود جنوب اليمن كما عادت جنوب لبنان لحضن لبنان بمقاومة حقيقية للمحتل ؛ وليس بمسمى مقاومة مسخية أراد بها العدوان خلط الأوراق فسمّى أدعياءه ومرتزقته وعملاءه مقاومة..

فلفظ مقاومة لايكون إلا ضد من يتطفّل على الجسد الواحد ؛ واليمن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا واااااااحدة ، ومن أراد توزيعها على أسياده فلينتظر إلى أن يتحوّل ماء البحر إلى زبادي ،ولينتظر إلى أن يتم صناعة بلاط وتبلّط بحور الأرض ؛ لأنّ مثل ذاك المسخ الدّنبوعي ومن معه يعيشون ضربا من الوهم والخيال رسمه لهم ممثلو أمريكا وقدموا لهم سينياريو ليس على أرض الايمان والحكمة سيتم تصوير فيلمهم وإنّما هو ضرب من خيال الأكشن الذي لا تنتجة إلا هوليود ..

ستعود جنوب اليمن كجنوب لبنان حين يتّحد أهلها قبل كلّ النّاس ويفقهون ويدرسون خطوات رجال الله في اليمن ورجال الله في لبنان(حزب الله ) خطوة خطوة ؛ ليتأسّوا بهم ؛ حين أعاد سيّد المقاومة اللبنانية ، سماحة الأسد : حسن نصر الله جنوب لبنان وحرّرها من إسرائيل وأمريكا بعزيمة فولاذيّة..

وهناك في ضاحية لبنان يصح أن نسميها ثغر لبنان الباسم ؛ لصلاح الأسنان وانتظامها كالبنيان المرصوص في رجال مقاومة حزب الله الأشدّاء على الكفّار الرّحماء بينهم…

نعم جند حزب الله هم الغالبون في وطن الشّام وكأنّهم بركة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كما أنّ رجال الله في اليمن هم بركة أهل اليمن الذين لم يخِب توسّم الرسول الأعظم فيهم حين قال : ” اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا” …

ومن ثغر لبنان الباسم بقيادة نصر الله إلى ثغر اليمن الباسم بقيادة قائد المسيرة القرآنية ، السّيّد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي تنطلق صرخة الحق ؛ وعلى نهج الحسين وحروف الحسين (عليه وجده وآله السّلام ) سيقف

رجال الله مردّدين :
هــيــهــات مـنـّا الــذّلــة….
وبامتداد لصرخة السّيد الشّهيد حسين الحوثي ؛ من يمننا إلى شامنا سينطلق جيش المدد القرآني لحرب كونيّة يصرع فيها الباطل وينتصر الحق وموعدنا الصبح ؛ أليس الصّبح بقريب؟؟”

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com