رأي اليوم اللندنية : هل يعود سيف الاسلام القذافي للحكم في ليبيا؟.. وهل يجد الدعم من ترامب؟ وما هو موقف قادة الميليشيات الذين يسيطرون على العاصمة؟
186
Share
يمانيون -متابعات
يترحم الكثير من الليبيين، وبعد ست سنوات على “الثورة”، على نظام العقيد معمر القذافي، بعد الحال المتدهور الذي تعيشه بلادهم حاليا، حيث الفوضى والفساد، واعمال القتل، والنهب العلنية، وتغول الميليشيات العسكرية، وانعدام شبه كامل للأمن.
جميع المبادرات التي وقفت خلفها الدول الغربية، خاصة بريطانيا وفرنسا وامريكا، الداعمة الرئيسية لتدخل طائرات حلف الناتو في ليبيا، انتهت بالفشل واخرها حكومة الوفاق الوطني التي انبثقت عن اتفاق الصخيرات، وباتت ليبيا مفتتة فعليا وتوجد فيها ثلاث حكومات وعشرات الميليشيات.
مجلة “فورين بوليسي” الامريكية المعروفة فاجأت جميع المراقبين عندما طالبت في عددها الاخير الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب بالاعتماد على سيف الاسلام القذافي كمنقذ محتمل لليبيا، ومن غير المستبعد ان يأخذ بهذه النصيحة وهو الذي سبق واعلن معارضته سياسة باراك اوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون في ليبيا، وقال ترامب ان ليبيا كانت في وضع افضل في زمن الرئيس الليبي الراحل.
المطالبة بعودة سيف الاسلام القذافي تأتي من منطلق اليأس من الوضع الحالي، والحنين الى الوضع السابق، حيث ترك الزعيم القذافي للشعب الليبي ارصدة من العملات الصعبة والذهب في حدود 200 مليار دولار تعرضت للسرقة والنهب من قبل “الثوار” الذين تولوا الحكم بعد مقتله، وبات نصف الشعب الليبي مشرد في دول الجوار، تونس ومصر، بينما بقي ثلاثة ملايين آخرين في البلاد تحت خط الفقر وعلى حافة الجوع.
وينظر الكثير من الليبيين الى سيف الاسلام على انه رجل اصلاحي، افرج عن معظم السجناء السياسيين ايام حكم والده، وفتح حوارات معهم، ودعا بعضهم للعودة الى ليبيا، ولبى هؤلاء هذه الدعوة، وتعهد بإصلاحات سياسية واسعة من بينها اطلاق الحريات ووضع دستور جديد للبلاد يؤسس لمرحلة ديمقراطية، ولكن جميع هؤلاء المعارضين، والاسلاميين منهم خاصة، انقلبوا عليه وطعنوه في الظهر عندما ثاروا ضده وحكم والده، وتعاونوا مع حلف الناتو لتغيير النظام.
آخر المعلومات اكدت ان السيدة صفية القذافي والدة سيف الاسلام عادت الى ليبيا قبل اسبوعين، وزارت ابنها الذي يتمتع بحرية شبه كاملة في منطقة الزنتان، وعرضت عليه العودة معها الى سلطنة عمان والعيش مع العائلة هناك، ولكنه رفض هذا العرض وعادت الى مسقط خالية الوفاض، مما يؤكد انه ما زال يعتقد ان له دور في حكم ليبيا في المستقبل القريب.
شخصيات ليبية موالية لنظام العقيد القذافي قالت ان دائرة التأييد لهذا النظام باتت تتسع، وهناك قبائل ليبية كبرى اعلنت تأييدها لعودة النظام السابق بزعامة سيف الاسلام من بينها، زرفلة، المقارحة، رشفانة، ترهونة، القذاذفة، الامازيغ، التبو والطوارق.
الانطباع العام لدى هذه القبائل، ومواطنين كثر في قبائل اخرى، ان سيف الاسلام يمكن ان يكون قادرا على اعادة توحيد القبائل، وانهاء الفوضى الدموية الحالية، وتشكيل بديل مقبول محليا ودوليا لبناء ليبيا جديدة مستقرة وموحدة.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن قبول لوردات الحرب في ليبيا للعودة الى الماضي الذي ثاروا من اجل اسقاطه، وطرحوا انفسهم كبديل افضل، وخسارتهم لنفوذهم بالتالي؟
الامر المؤكد ان هؤلاء لن يتنازلوا عن الحكم بسهولة الا في ظل تدخل خارجي آخر لاعادة عقارب الساعة الى الوراء، او حدوث تحالف بين هذه القبائل والجنرال خليفة حفتر، والوصول الى صيغة حكم مشترك بين الاخير وسيف الاسلام القذافي.
في ليبيا الحالية لا شيء مستبعد على الاطلاق، فأي شيء افضل من الوضع الراهن الذي لم يعد يطاق، وتتفق القوى العظمى، اي امريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا على حتمية تغييره، لان هذه الفوضى بدأت تنعكس سلبا على امنها ومصالحها الاقتصادية.