تساؤلات حول “مُحاولة اغتيال” العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز!
177
Share
خالد الجيوسي – كاتب وصحافي فلسطيني
فجأةً، تكشف السلطات الماليزية، عن إحباط مُخطّط لاغتيال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك أثناء زيارته لكوالالمبور، وفي التفاصيل بحسب قائد الشرطة الماليزية أن الخُطّة “الفاشلة” كان وراءها سبعة أشخاص، وللمُصادفة أن بينهم أربعة يمنيين، ألقت السلطات القبض عليهم في فبراير، وهُناك “اشتباه” بحسب قائد الشرطة خالد أبو بكر، بأنّهم على صِلة بتنظيم “الدولة الإسلامية”، وخطّطوا لتنفيذ هجوم ضد “خادم الحرمين”، لكنّهم و”للمُصادفة” تم القبض عليهم قبل أن يتمكّنوا من ارتكاب أي جريمة!
الإعلام المحلّي السعودي وفروعه العربية، ومواقع التواصل الاجتماعية “تويتر” تحديداً في المملكة النفطية، ضجّت بخبر محاولة الاغتيال بالطبع، وبات الجميع في اليومين الماضيين يُكرّرون دعواتهم للمليك، ولا حديث لهم إلا عن ذلك المُخطّط الذي استهدف العاهل السعودي، والذي بدوره وفق النشطاء، يقود حرب ضد الإرهابيين والحوثيين، وبالتالي لا بُد أن يتم استهدافه.
نحن هنا في مقالنا “الرأي الأسبوعي”، لا يُمكننا بالطبع أن نَمر مرور الكرام على هذا الاستهداف “الغامض”، والذي مضى على “خير” ولله الحمد، ولنا فيه عدّة تساؤلات “مشروعة”، وذلك ضمن تلك التصريحات التي صرّح بها قائد شرطة ماليزيا، والمُعطيات التي تُرافق المعنويات السياسية السعودية على الأرض في معاركها المُباشرة، وغير المُباشرة مع الخُصوم.
نسأل بدايةً، هل جاءت رواية هذا الاغتيال أو المُحاولة لتنفيذه بالأحرى، لتُغطّي أو تشغل المُواطنين السعوديين أولاً، والعالم ثانياً عن كميّة الإسراف الفاحش والبذخ المَهول، الذي رصدته كل وسائل الإعلام، ورافق وفد الملك سلمان خلال جولته، خاصّة أن الحكومة السعودية تفرض سياسات تقشّفيّة على مُواطنيها هذه الأيام، وتطلب منهم شد الأحزمة، وهذا البذخ، واللامُبالاة الصارخة من قبل القيادة ستُؤجّج ضدها بطبيعة الحال “الجبهة الداخلية” الآمنة حتى الآن، ونحن هنا نتساءل لا نُؤكّد، لكن يبدو فيما يبدو أن ثمار الإعلان عن ذلك الاستهداف قد أعطى أُكله نوعاً ما.
وسم “هاشتاق”، اغتيال الملك سلمان الذي يُواصل إلى كتابة هذه السطور، تربّعه على قائمة الأكثر تفاعلاً، يُعطي ربّما إجابة على تساؤلنا في السطور العُلوية عن ارتباط البذخ بالإعلان عن الاغتيال ربّما، فالجميع ها هناك مشغولٌ بالفاجعة التي كانت ستحل على رأس العربية السعودية، لو تم استهداف العاهل السعودي، حتى بعض الصحف العربية، والعالمية “ابتلعت” الطُّعم”، فلا حديث على صفحاتها عن “بذخ” وفد خادم الحرمين الشريفين “الصادم” بعد رواية الاغتيال!
تساؤلٌ آخر، يدور في أذهاننا، عن تصادف تواجد أربعة يمنيين بين “المقبوض عليهم” بينهم طالب وطبّاخ، يقيمون منذ خمس سنوات في ماليزيا، وكان يقتصر “إجرامهم” كما قالت مصادر في الشرطة الماليزية على “تزوير الجوازات” والمُخدّرات، لكن وقبل وصول الملك السعودي، جاءت المعلومات الاستخبارية التي تكشف تحوّل نوعية نواياهم “الإجرامية”، لدرجة التفكير والعمل على استهداف الملك السعودي، وتشاء الأقدار أن يتم القبض عليهم أثناء عملية لمُحاربة الإرهاب!
نسأل أيضاً، ولا نعلم إن كانت خُطّة الاستهداف هذه، بالفعل لها علاقة “بعاصفة الحزم”، وجاءت لو وقعت انتقاماً كرد على “العدوان السعودي” على أهل اليمن، ونقول هذا لأن هؤلاء لا ينتمون فقط إلى “الدولة الإسلامية”، فبحسب استنتاج بعض أقلام الصحافة السعودية أن هؤلاء اليمنيين تحديداً، ينتمون إلى جماعة “أنصار الله” الحوثيين، وهم قد يكونوا قد تلقّوا تعليماتهم من اليمن، على عكس الأنباء، التي قالت أنهم تلقّوا تعليماتهم من سورية، بدلالة ارتباطهم “بتنظيم الدولة”، وعليه وفق الأقلام، تلك دلالة على وجوب استمرار “حزم العاصفة” بشكل أقوى ضد الحوثيين، والإرهابيين معاً.
صمت “حسابات أنصار الدولة الإسلامية” البارزة على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” عن تلك المُحاولة، وعدم حديثها عن مُعادلة “الفشل والخير” المُعتادة في أدبياتها “التويترية”، وأن الله سيُعوّضهم بعملية “اغتيال” أخرى خيراً منها، هذا يضع أيضاً علامات استفهام، ويَطرح تساؤلات، حول اعتياد سُلطات الدول منذ تنامي ظاهرة “تنظيم الدولة”، إلى نسب مسؤولية كل المُخطّطات والعمليات التي وقعت، ولم تقع إلى التنظيم لغايات مصالح الدول، وحقيقة وجود مُخطّط الاغتيال من عدمه في حالتنا هذه، فمُحاولة اغتيال الملك تلك، تم نسبها أيضاً “شُبهةً” للتنظيم!
خِتاماً، نحن هنا لا نُشكّك بإمكانية تعرّض العاهل السعودي الملك سلمان لمُحاولة اغتيال، فهو بالنهاية يخوض حُروباً كان بِغنىً عنها، وبالتالي صَنعت له أعداء كُثر، قد يكون لهم مصالح في اغتياله، لكننا نطرح تساؤلات “مشروعة” كما قلنا حول دلالة توقيت إعلان تعرّضه لمُحاولة اغتيال، والمصالح المُترتّبة على ذلك.
وكما نعلم، ويعلم الجميع أن العربية السعودية، لا تتّبع سياسة الشفافية والمُصارحة، في الكشف عن أمور أقل حساسية من هذه المُحاولة، فكيف بمُحاولة اغتيال مليكها، فهي لن تسمح للخُصوم والأعداء، بالتشفّي والشماتة فيها، قد تكون الأمور خرجت عن سيطرتها، خاصّة أن كل الخيوط والتصريحات بيد السلطات الماليزية، لكن لا بُد كذلك أن يكون هناك تنسيق مُسبق حول إعلان مُحاولة الاغتيال بين السعودية وماليزيا، ومصالح الأخيرة الاقتصادية، فوق كل اعتبار بالتأكيد.