نزهة إلى الشمال..
بقلم / محمد الصفي الشامي
لست كاتباً محترفاً ، ولا أُجيد كتابة قطعة إنشائية أدبية بحذلقة وبأسلوب ينم عن مهارة وبراعة ، ويراودني الشك أن ما أود البوح به سيكتمل ويتهيكل ويصبح حقاً متجسداً و ذو كيان ، إلا أنني أظن أن بوسعي المحاولة ، فأمامي الوقت الكافي لذلك .
لا يمكنني شرح الأمر وإيضاح تفاصيله لكم بدقة ، لكن بوسعكم التحرك برفقتي في رحلة نحو أقصى الشمال ، ولتطمئن قلوبكم ، لن يتمكن أحد من رصدنا ، فلم يعد حرس حدود العدو متواجدين على امتداد الشريط الحدودي ، فقد تراجعوا عشرات الكيلو مترات ، إلا أنه يلزم عليكم اخذ بندقياتكم ، كوننا مقبلون على مغامرة بعد أن نتجاوز الأسلاك الشائكة ونقطع مسافة طويلة صوب أرضي العدو السعودي .
أنت أيها الحداثي يا من تقرأ بربطة عنقك الصغيرة ، وتصفيفة شعرك الغبية ، قد يكلفك الأمر حياتك للمجيء معنا ، ستواجه الصعوبات وتعاني كثيراً ، فنحن في خضم معركة حامية الوطيس ، ويمكنك من الآن أن تعود أدراجك ، وتختبئ تحت جناح الظلام .
هيا تحركوا بإمكاننا الآن المضيء قدما إلى الأمام ، وأنا على ثقة أن هذا سيكلف العدو مبلغاُ هائلاً من المال ، وتكون أشبه باللكمة التي لم يتوقعها ، وتلقيه أرضاً ، والخوف الذي رأيناه في عيون صغارنا ، نستطيع أن نراه في أعين جنودهم .
سيكون في استقبالنا هناك الشعث الحفاة بملامحهم القروية ، الذين استيقظوا صباح ذات يوم ووجدوا ذلك الزي العسكري لم يناسبهم ، وارتدوا أثوابهم اليمنية البسيطة التي لاتقبل الكي ، ولكن ضربة واحدة منهم أقوى بكثير من جميع تهديدات البيت الأبيض .
على كل حال ، هل تشعرون بالبهجة بعد أن أدركتم أن النظام السعودي أقحم نفسه في مغامرة باهظة الثمن ، وحربا ليس أهلا لخوض غمارها ، وأن ضربة قوية واحدة فقط أوقعته أرضا ، وأسقطت جميع تلك المواقع العسكرية من الخريطة .
أيها الجندي السعودي ، هنا يسكن الخوف ، كن مستعدا في أي وقت ، فأنتم مكشوفون كما طير في طاولة بلياردو ، وقد يصل إليك الدور في قائمة صائد الجرذان ، ويأخذ رأسك من بعد 1000 ياردة بقناصته ، ويرسلك إلى خانة الوفيات لتظهر صورتك في صحيفة الغد .
العداوة مع اليمن خطيرة جدا ، ويلزم على من تجرأ على ذلك أن يحصد العقاب ، وهذه هي النتيجة التي لم يحسب العدو السعودي حسابها ، أجل.. أنها الحقيقة المطلقة .
لقد سُحق العدو.. سأعود بعد برهة..!