“ترامب” يتعمد إهانة “ميركل” ويرفض مصافحتها.. ما هي أسباب هذه “العجرفة”؟ ولماذا هذا الابتزاز المالي لحكومتها؟ واذا كان هذا هو الحال مع المانيا القوية الحليفة فكيف سيكون مع دول الخليج العربية؟
200
Share
يمانيون -متابعات
من تابع المؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومضيفته المستشارة الألمانية انجيلا ميركل امام المدفئة الشهيرة في البيت الأبيض، وعلامات التوتر السائدة على وجهيهما التي ركزت عليها كاميرات التلفزة، يترسخ لديه انطباع اكيد بأن الابتزاز المالي هي الحرفة الأبرز التي يجيدها الرئيس الأمريكي، وربما لا يعرف غيرها، فهذا الرجل لا يتصرف كزعيم دولة عظمى تقول انها تتزعم “العالم الحر”، وانما كـ”بلطجي” او “فتوة”، يفرض “خواته” او “اتواته” على من يشاء من اقرانه، بل واقرب حلفاء بلاده.
ترامب، وبوقاحة منقطعة النظير، رفض كل نداءات الصحافيين، بل والسيدة ميركل نفسها التي لفتت نظره اليها، ورفض مصافحتها، بل رفض النظر اليها، وتجاهل وجودها كليا، في تعمد ظاهر لاهانتها.
من المفارقة ان شون سبنسر المتحدث باسمه الذي شارك رئيسه في موقفه المعادي للصحافة وأجهزة الاعلام التقليدية الكبرى، تحت ذريعة انها تكذب وتلوي عنق الحقيقة، مارس الكذب نفسه وبطريقة مكشوفة، عندما زعم ان الرئيس ترامب لم يسمع طلب المستشارة ميركل بالمصافحة امام الكاميرات، ونحن الذين سمعناها بوضوح، مثلما سمعنا قبلها صراخ الصحافيين بالشيء نفسه.
ترامب هاجم المانيا اثناء حملته الانتخابية، وكرر الهجوم على حسابه على “التويتر”، عندما طالبها بأن تدفع مزيدا من المال مقابل استفادتها من مظلة الحماية التي يوفرها لها حلف الأطلسي وواشنطن وبأثر رجعي.
فاذا كان الرئيس ترامب يخاطب المستشارة الألمانية لانها فتحت أبواب بلادها امام المهاجرين السوريين، بهذه الطريقة التي تنطوي على الكثير من العجرفة والابتزاز، فكيف سيكون الحال مع المسؤولين العرب الآخرين الذين يلتقيهم، وخاصة من دول الخليج العربي، والذين طالبهم بالشيء نفسه في اكثر من تصريح، وآخرها وصفهم بأنهم لا يملكون غير المال، ويدينون بوجودهم لبلاده؟
لا نملك أي إجابة على هذا السؤال، فالرئيس الأمريكي التقى مسؤولين عربين اثنين حتى الآن، وتحادث هاتفيا مع أربعة، اللقاء الأول كان عابرا وغير مخطط له مسبقا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وعلى هامش احد المؤتمرات التي شارك فيها الاثنان، والثاني مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، وبدعوة من الرئيس ترامب.
لا يوجد مال لدى الأردن لكي يبتزه الرئيس الأمريكي، بل ديون تزيد عن 37 مليار دولار مرشحة للارتفاع، ولكن الأمير محمد بن سلمان يملك بعضه على شكل استثمارات وودائع في البنوك والاقتصاد الأمريكي، ونعتقد ان تعهد الأمير السعودي بدفع 200 مليار دولار على شكل استثمارات في مشاريع البنى التحتية الامريكية على مدى اربع سنوات، هي احد ثمار تجارة الابتزاز التي يجيدها الرئيس ترامب، وليس من قبيل الصدفة ان يكون هذا المبلغ هو حجم الاستثمارات وسندات الخزانة الامريكية التي استثمرتها السعودية في أمريكا.
نحن الآن في انتظار التعرف على المبالغ التي سيطالب الرئيس الأمريكي دول خليجية أخرى مثل الامارات والكويت وقطر بدفعها وباثر رجعي مقابل حمايتها أمريكيا، بشكل مباشر او غير مباشر، مستخدما الخطر الإيراني وتضخيمه كطعم اولي في هذا المضمار، وهي قطعا ستكون مفاجئة في ضخامتها.