رقية الصفي الشامي
الصبر صفةً لا غنى عنها للإنسان عندما يسير فيها إلى هُدى اللَّه ، صفةً يستخدمها الإنسان في كُل شيء وفي كُل وقت ، خاصةً في الجهاد في سبيل اللَّه ..
فـ على من يُريد الجهاد أن يتصف بـ صفة الصبر لأنها صفةً تساعده على أن تستمر نفسة بالذهاب إلى طريقَ التضحيةِ ؛ فإن لم يتحلَّ بالصبر ويقوم بمعالجة نفسة على تحمِّلِ الأذى والمشاق فلن ينال ما يريد ..
فـ من صبر على الأذى الذي ينهالُ عليهَ مِن الناس مهما كانت نتائجها فـ إنها لن تؤدي إلى الخسران ، لذلك على المجاهد الصبر بِـ كُل ما لديه مِن قدرة وقوة للتحملَّ ..
وكَذلك على المجاهدَين الذي في الميادين ؛ أنهُ عند رؤية من يُحِبُنهُم مضرَّجينَ بدمائِهم ، أو قد تعب مِن الجراحُ أو وقعوا بعضهم في الأسر ، فـ ما عليهم إلا حالة الصبرَ وإكمال مسيرة الجهاد القرآنية كـ ما بدأوا بِها بل وأكثر انطلاقاً مِن قبل ، وعليهم أن يرفعوا رايةِ الحق كـ ما هي قضيتهم …
وقد قال اللَّه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ، وهذه تدل على أن العتاد والعدة ليس لها دخل في النصر فـ النصر لا يكون بـ غير الصبر وبـ غير الثقة باللَّه تعالى ..
فقد قرن اللَّه عزوجل في مُحكم كتابة ، الصبر بـ الرباط في سبيل اللَّه ، فـ على الصابر المداومة في مكان الْعبادة والثبات مهما كانت النتائج التي تنهال عليه مِن كُل صوب ؛ فـ نحنُ نعلم أن الحياة مِن جميع نواحيها صراعٌ بين الحق والباطل ، وسـ يفوزُ في هذا الصراعِ الأطولُ نفساً والأكثرُ تحمُّلاً .. والغلبةُ والنصرُ ستظل حليفٌة للمؤمنين ما داموا صابرين طوال حياتهِم ..
فـ أي فئةٍ سـ ستقوم بـ إختيار طريقَ الابتلاء فـ ستندم ، ولن تدومَ رابطتُها ، ولن تتماسكَ بنيتُها ومُرادها ؛ ما لم تتواصَ بالحقِّ وتتواصَ بالصبرِ ؛ لأن النصرُ لا يكونَ بـ غير صبرٍ ..
فـ يا أيها المجاهدين الصبر الصبر ، فـ الجهاد يحتاج إلی صبر ومرابطة .. وأن الصبر هي قضية مهمة يحتاج لها المجاهد في مواجهة العدو ؛ وكذلك الأمة لن تستطيع أن ترتقي إلى أي مِن الأهداف النبيلة ، إلا بالتربية القائمة على الثقافة القرآنية ..