محمد الحاكم
تأملت بعمق مضمون بلاغك يا دكتور عادل الشجاع , المسومة تحت عنوان ” بلاغ الى النائب العام ضد عبدالملك الحوثي ” , عندها أرتئت نفسي لزاماً عليها حين الإنتهاء من قرائتي لها , أن أبعث أليك هذه الرسالة , و التي سأتطرق بالحديث قليلاً عن مكنونها , و ما شملته من حيثيات ومسببات لطالما تمنيت أن تكون ذات طابع منطقي و قانوني تمكنك من تحقيق مبتغاك , إنطلاقاً من مبداء ( وضع حد لكل من يعرض حياة المجتمع للخطر أو يدفع به نحو العنصرية الممزقة للنسيج الإجتماعي و النسيج الوطني ) .
عموماً أقول بأنه حينما يقف المتأمل القريب العارف عن طبيعة و حياة و مهنية العمل والمستوى التعليمي , و المنهجية الفكرية التي تحملها , ويقارنها مع مضمون هذا البلاغ , يجد نفسه ضمن حلقة كثيرة الثقوب و التعرج نتيجة التناقضات التي تعيشها مع نفسك و مع المحيط المجتمعي بكل أطيافه الذي يحيط بك , فعلى الرغم من الدرجة العلمية التي تحملها و المستوى الفكري الذي يمكن أن نصفه بالمتقدم و المتطور تباعاً , إلا أن ذلك لم يشفع لك بالقول ضدك بأنك ما تزال تعيش في تناقض وعدم إنسجام مع الواقع الذي فرضته المتغيرات المجتمعية في طابعها الثوري , و التي أتت و نتجت كردة فعل مضادة لكبح جماح غالبية الفئات السلطوية وما حملته من طبائع الإستبداد و الإرتهان و الإنتهازية لمقدرات و خيرات هذا الوطن , الراغبة على الدوام إفقاد هذا الشعب لذة العيش بحرية و عزة و كرامة و نعيم خيرات أرضه , كما أنك لم يستوعب الى حد الأن حجم و طبيعة التضحيات التي قدمها و ما زال يقدمها هذا المجتمع من شهداء و جرحى من خيرة أبناءه و رجالاته , عند تصديهم لآلة قوى العدوان المدمرة لكل ما حمله هذا الوطن , بهدف وقف نزيف الدم التي تعرض له الطفل قبل الكبير , و المرأة قبل الرجل , و الشجر قبل الحجر , و الكرامة قبل الحرية , وغير ذلك من مقومات العيش و العزة و الإباء .
عزيزي الدكتور عادل الشجاع .. لطالما سعدت كثيراً حينما أتوقف مستمعاً أو قارئاً أو مشاهداً لما تقدمه من رؤى فكرية سياسية أو ثقافية أو إجتماعية أو غيرها من تلك الأفكار و المبادئ , على معتقد بأن ما تقدمه من تلك الرؤى نابعاً عن رؤية وطنية حقيقية تؤدي الى توحيد الصفوف , و تنمية القدرات الإنسانية الهائلة المكبوتة في بواطن الصدور , تؤدي مئالآتها الى إيجاد صورة ممكنه و حقيقية مثلى في كيفية إستغلال كل مقدرات و خيرات هذه الارض لصاحب الأرض لا لغيرة , لكنني ما رأيته منك مؤخراً حسب ما جاء في مضمون بلاغك الى النائب العام تحت ذلك الزعم , مكنتني من إستدراك نفسي قبل أن تقع في محظور ” العجب ” الزائف , و التحول نحو تعديل الصورة التي بدأت ترتسم ملامحها في مخيلتي نحوك في طابعها الأمثل , ليس عن إجحاف أو تنقيص أو تعصب شخصي مقصود من ذاتي و بدون سبب , و إنما نابعاً عن حقيقة أردت أنت أن تصنعها لنفسك قبل أن يطلبها غيرك .
عزيزي الدكتور …. يؤسفني القول بأن ما جاء في مضمون بلاغك , قد حمل طابع التعمد و القصد في التهمة اللامبرره , المستندة على تبريرات الغير منطقية نحو شخص السيد القائد , لما لأنها حملت في طياتها الكثير من الإجحاف و الظلم و العدوان , و الزور و البهتان , كما أنها حملت الكثير و الكثير من معاني الإضلال و التضليل , و التفكيك و التمزيق , لنسيج المجتمع الواحد , متجاوزاً بفعلك هذا حدود الأخلاق السياسية و المهنية التي تفرضها عليك طبيعة مكانة عملك داخل حزبك السياسي , إذ أنك تجاوزت و تعديت قواعد الإلتزام و الإحترام لمبادئ وقدسية و قيم و أسس المنظمة لطبيعة العلاقة الهرمية التي تشكل حزبك السياسي العريق , مخالفاً في ذات الوقت منهجية حزبك الذي أرتبط في ضل هذه الظروف بالكثير من الإتفاقات التي شكلت رباطاً وثيقاً فيما بينه و بين بقية الأحزاب و التنظيمات و المكونات السياسية الو طنية المناهضة لقوى العدوان , و التي ألزمت نفسها وجوب توحيد الصف الداخلي و عدم الإنشقاق نتيجة المهاترات التي ليس لها معنى مهما كانت الأسباب الداعية أليها , مع الإهتمام في دراسة و كيفية إيجاد السبل الممكنة في مواجهة قوى العدوان و الإرتزاق , مع تقدير صادق لكل معاني التضحيات و الدماء التي يقدمها خالص أبناء هذا الشعب .
عزيزي الدكتور …. لقد شكلت ببلاغك هذا صورة مشرقة لقوى العدوان لطالما أرتئ تحقيقها و الإستفادة منها في أضرم و تأجيج نارها الهادفت الى توسيع هوة الخلاف البينية التي قد تحدث هنا و هناك بين الأطراف الوطنية , وعلى هذا فأنك قد أكدت للمجتمع اليمني مدى الجرم الذي أقترفه فكرك المظلم دون أن تدري ,فكنت بهذا التصرف ظالماً لنفسك كونك وضعتها في خانة الإرتزاق و العمالة دون أن تدري , و نسفت من خلاله تاريخك العلمي و السياسي الذي لطالما حاولت أن تنشد في تحقيقه بغية اللوصول الى عليا الرقي و التقدم الفكري .
في الأخير ….. أعلم أيها الدكتور بأن فسائف فكرك السطحية , و مزعوم تهمك لن تغير من مسار السفينة التي ركبها العظماء الوطنيين من رجالات حزبك و رجالات كل الأحزاب و التنظيمات و المكونات السياسية الأخرى و على رأسها قيادة و كوادر كيان ” أنصار الله ” , الذين أكدوا جمعياً صدق عزائمهم في تحقيق الإنتصار , و إجتثاث كل رموز العمالة و الإرتهان و الإرتزاق , غير آبهين لكل الأصوات النشاز التي تصدح هنا و هناك , و أعلم بأن إرادة الله غالبة و أن النصر كان حقاً عليه , فلا تقف أمام تلك الإرادة حتى لا تضع نفسك تحت أقدامها ….. و لك مني خالص التحية .