أفق نيوز
الخبر بلا حدود

فورين بوليسي: وكالة تجسس أميركية ضخمة أكثر خطورة من سابقاتها

163

يمانيون |
قد يصيب هذا الخبرالصادم أعداداً لا حصر لها من الأميركيين بالذهول، عندما يعلمون ما كشف عنه المقاول السابق في وكالة الأمن القومي NSA، ومؤسس موقع ويكيليكس إدوارد سنودن، ملخص الفكرة أنه قد يكون هناك وكالة أخرى –هي أكثر قوة وضخامة وتطفلاً على حياة الأميركيين من سابقتها- ما يجعلك تطلق صرخة رعب.

ذكرت نقارير الفورين بوليسي أن وكالة الاستخبارات الأميركية القومية الجيو –فضائية NGA، وهي وكالة تجسس يلفها الغموض شكلها الرئيس السابق باراك أوباما وامضى وقتاً طويلاً وعصيباً في تشغيل دماغه وتدوير الموضوع في رأسه عام 2009 لكنه عدِل عن الفكرة باعتباره رئيس مولع بحرب الطائرات بدون طيار “درونز” ووجد طريقة لشن حروب بدون الحاجة للذهاب إلى الكونغرس للحصول على التفويض اللازم. أما الآن وبعد قدوم الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض فقد أصبحت NGA أكثر صلة، الآن، من المتوقع أن يستكشف ترامب مليارات الدولارات لشبكة الرصد هذه.

مثل وكالة الاستخبارات المركزية ال CIA)) ووكالة الأمن القومي (NSA) فإن وكالة الاستخبارات القومية الجيو –فضائية (NGA) هي وكالة استخبارات، لكنها تستخدم كمؤسسة دعم قتالي وتعمل في إطار وزارة الدفاع الأميركية (DOD) ومقرها أكبر من مقر ال CIA وكلفة المبنى الذي أسس لها 1،4 مليار دولار انتهى بناؤه عام 2011، وفي عام 2016 اشترت وكالة NGA 99 هكتاراُ إضافياً في سانت لويس لبناء هياكل إضافية كلفت دافعي الضرائب الأميركيين 1،75 مليار دولار إضافي.

متمتعة بالميزانية الإضافية التي أغدقها أوباما عليها، أصبحت ال NGA واحدة من أكثر وكالات الاستخبارات غموضاً لأنها تعتمد على عمل الطائرات بدون طيار. باعتبارها هيئة حكومية لديها مهمة واحدة فقط –تحليل الصور وأشرطة الفيديو الملتقطة من قبل الطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط –وكالة NGA جبارة في قوتها، فلماذا لم نسمع عنها من قبل؟

وكالة الظل التي ترى كل شيء

قبل بداية عهد ترامب كانت NGA تستهدف فقط الشرق الأوسط أو كل ما تلتقطه أقمار التجسس حول الكرة الأرضية، كما يعلم معظمنا فإن الوكالة تمتنع عن التقاط الصور أو توجيه كاميراتها الفائقة الدقة نحو الأراضي الأميركية، ربما قد يكون هذا السبب وحده الذي جعلها قادرة على البقاء بعيداً عن الفضائح بنسبة أكبر. لكن في عهد ترامب تبدو الأمور أسوأ بكثير –كما لو أن التجسس على أعداد لا حصر لها من الناس في الخارج لم يكن كافياً. في الآونة الأخيرة، على سبيل االمثال، منح ترامب ال CIA القدرة على شن الحروب السرية للطائرات بدون طيار والحصول على معلومات مهمة بالنسبة لهذه العمليات ببساطة عبر السماح للوكالة بتنفيذ المهام بدون الحصول أولاً على تفويض من وزارة الدفاع.

الآن، ربما يتحول ترامب إلى ال NGA ، على أمل تعزيز “الأمن الوطني” من خلال تحويل كل أعين المراقبة نحو الأراضي الأميركية، وبينما يأمل الرئيس في الحصول على المزيد من الأموال للدفاع، فإن العديد يتوقعون أن يبدا استخدام الطائرات بدون طيار في الداخل الأميركي، لا سيما انه كان قد اقترح دعم وكالات مثل الأمن القومي على أساس رغبته في استهداف “الإرهابيين”. ما من شيء يشي بأنه يريد تخفيض مستوى رقابة الدولة، والبيت الأبيض كان قد عبر عن رغبته في تجديد قوى التجسس التي شهدتها حقبة أوباما –حتى بينما الرئيس يخوض معركة مع النقاد الذين ينكرون مزاعمه بتعرض محادثاته للتنصت في ذلك الوقت كان الرعايا الأجانب تحت المراقبة في عام 2016.

في آذار من عام 2016 تم الكشف عن تقرير صادر عن البنتاغون كان قد حجب جزئياً في الماضي، كشف التقرير أن الطائرات بدون طيار استُخدمت على الصعيد المحلي في 20 مناسبة أو أقل بين الأعوام 2006 و2015 على الرغم من أن بعض هذه العمليات شاركت في معظمها في كوارث طبيعية، تدريب الحرس الوطني، والبحث ومهام الإنقاذ، وكشفت مادة مقتبسة من قانون سلاح الجو كتبها م.ك. زولدي أن التكنولوجيا المصممة للتجسس على أهداف في الخارج يمكن استخدامها قريباً ضد المواطنين الأميركيين، “بينما تقترب الأمة من الحد من هذه الحروب” يشرح التقرير، أصبحت الأصول متاحة لدعم القيادة القتالية أو الوكالات الأميركية، حيث الشهية لاستخدامها في البيئة المحلية لجمع الصور المحمولة جواً تنمو باضطراد”. حتى عام 2015، كانت الرقابة حرة لدرجة أن القدرات المتوفرة في كل من نظام الطائرات بدون طيار لوزارة الدفاع لم تكن خاضعة للرقابة وللتدقيق من قبل أي وكالة، بدون قوانين تحدد القواعد التي يجب أن تتبعها الوكالات الحكومية الفيدرالية، فإن الخبراء الدوليون يجدون صعوبة في التتبع، لكن هل سيكون من الأفضل لو كان هناك أي وكالة أو فرع من نفس الحكومة للإشراف على ما تقوم به الحكومة نفسها؟ الجواب باختصار هو لا.

للـ NGA سابقة، وترامب يريد استكشافها

مع تنامي المخاوف من أن ترامب سيجدد ال NGA فإن القصص المحلية بدأت بالظهور عن استخدام أقسام الشرطة للطائرات بدون طيار للتجسس على السكان المحليين. بعض الأمثلة الواسعة الانتشار تتحدث عن مشاركة الشرطة في بالتيمور وكومبتون، حيث نشرت أقسام الشرطة تكنولوجيا الرصد الجوي دون إصدار أمر أو التماس تفويض من المشرعين المحليين أو مشرعي الدولة.

مع هذه السابقة، ربما يشعل الرئيس معركة جديدة في جهوده المتواصلة لخوض حرب وهمية ضد عدو من المستحيل استهدافه، بعد كل شيء، ترامب ليس غريباً عن الفضائح ومن المرجح أن لا يشعر بالإرهاق إذا ما قرر تحويل الكاميرات الفائقة الدقة نحو مواطنيه.

ما قد يساعد في وضع حد لخطط ترامب ربما يكون بالضبط ما حدث مع محاولات جورج دبليو بوش وضع أقمار تجسس محلية. عام 2007 وضعت إدارة بوش للأمن القومي وكالة عُرفت باسم المكتب الوطني للتطبيقات بهدف إنشاء قمراً صناعياً للتجسس مباشرة في أميركا، لكن الشكر يعود للكونغرس الذي صعد الأمر وقطع التمويل عن الوكالة.

لكن بما أن الأميركيين نادراً ما يظهرون أي اهتمام لانتهاكات الخصوصية أو حتى حقوق الإنسان حتى الأساسية سواء كان ذلك داخل أميركا أو خارجها، فإنه من السهل رؤية كيف يمكن لوكالة التجسس الضخمة والواسعة النطاق ا في نهاية المطاف الحصول على مطلق الحرية لتفعل ما تشاء، وترامب يدرك بأن لديه القدرة لأمرها لتفعل ما يريد. بعد كل شيء من الذي سيضغط على الكونغرس لوقف ترامب؟

الجمل- بقلم: Tyler Durden- ترجمة:وصال صالح / بانوراما الشرق الأوسط

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com