بن سلمان يأمر بصرف 200 ألف ريال سعودي لكل المشائخ الموالين للتحالف، ومجلس المتلاحم القبلي يدعو الى إعلان ( قوائم العار ) لمن اختاروا طريق العمالة ضد شعبهم ووطنهم
202
Share
رشيد الحداد
بينما تستمر غارات تحالف العدوان على اليمن، والاشتباكات في المحاور الحدودية والداخلية، تسعى السعودية إلى إعادة ترتيب تحالفاتها، خاصةً مع زعماء وأبناء القبائل اليمنية، التي باتت اليوم تتصدر الواجهة، بعدما كانت مجرد «ورقة ضغط» أخفقت الرياض في استغلالها.
وكشف اللقاء الأخير بين ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وعدد «متواضع» من زعماء القبائل اليمنية الموالية لـ«التحالف»، التي عادت واجتمعت مع الفار هادي، أمس، حجم المأزق الذي تعيشه السعودية، ليس في عدوانها على البلاد فقط، بل أيضاً في علاقاتها مع القبائل «الحليفة لها»، والأخيرة، وفق المصادر، لم تتردد في التعبير عن «استيائها» من المملكة.
هذه «الاستراتيجية» الجديدة والمتأخرة (كسب ولاء القبائل)، التي تأتي بعد إخفاق «التحالف» ومعه حكومة هادي والأحزاب الموالية له في تحقيق أي تقدّم على الأرض، أظهرت جهل الرياض بالدور التاريخي والمحوري والرئيسي للقبائل في حسم الصراعات.
وفق الخبراء، تعاملت الرياض مع القبيلة اليمنية كورقة ضغط على النظام السياسي، في حين أنها «نظام منفصل مواز للدولة، تحكمه قوانين خاصة تنظّم كل مجريات الحياة، ومن ضمنها الحروب والصراعات… ويمتلك من السلاح الخفيف والمتوسط ما يفوق سلاح الدولة إلى جانب الجيش واللجان الشعبية».
وفضح الحضور القبلي «المتواضع» لشخصيات يقول المحللون إنها «غير مؤثرة ولا سلطة حقيقية لها»، وكذلك غياب شخصيات قبلية قديمة أو أي شخصيات جديدة، إخفاق الرياض في اختراق الصفوف القبلية، وغياب إلمامها بخصوصياتها وبطبيعة تكوينها وعملها.
الجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من القبائل اليمنية تعرضت للاستهداف المنهجي من طائرات العدوان في عدد من المحافظات، خلال العامين الماضيين، وذلك بعد رفضهم الإغراءات السعودية، خاصةً المالية.
كذلك، حاولت السعودية اختراق العاصمة عبر جذب قبائل طوق صنعاء أو ترهيبها، وإحداث انشقاق جديد في أوساط قبائل حاشد وحجة والحديدة وصنعاء، وذلك في محاولة لتعزيز عوامل حسم المعركة في جبهات أخرى، مثل مأرب وحجة والحديدة والبيضاء وتعز، التي كان للقبائل المناهضة للعدوان دور في إعاقة التقدم فيها.
اللقاء، الذي تحوّل إلى مادة دسمة للتهكم وللسخرية، لم يكن فشله خافياً على أحد، ولا سيما ابن سلمان، الذي تؤكد المصادر أنه «دعا إلى عقد سلسلة لقاءات مع زعماء القبائل، الذين رغم مساندتهم للعدوان، لم يحضروا الاجتماع الأول لأسباب غامضة». ووفق المصادر، فإن وليّ وليّ العهد أمر بصرف 200 ألف ريال سعودي لكل زعيم (أكثر من 50 ألف دولار أميركي) حضر الاجتماع، إضافة إلى التكفّل بنفقات الإقامة حتى انتهاء الاجتماعات المتوقع استمرارها خلال الأيام المقبلة.
وفي أول ردّ فعل لـ«مجلس التلاحم الشعبي القبلي» على الاجتماع، ثمّن المجلس في بيان له، «الدور البارز لقبائل اليمن في مواجهة قوى العدوان»، فيما دعا إلى إعلان «قوائم العار لمن اختاروا طريق العمالة ضد شعبهم ووطنهم… ولم يستفيدوا من قرار العفو العام الذي أعلنه المجلس السياسي الأعلى أواخر العام الماضي».