منطلقات ..
بقلم / علي احمد جاحز
في معركتنا التي نخوضها في مواجهة ابشع انواع العدوان والحصار ، نحن نواجه العالم ، ولا اعني العالم اي الشعوب وانما العالم الانظمة المستبدة الاستكبارية التي تمتص حقوق وثروات ومقدرات الشعوب وتصادر حرياتها ومصالحها ورؤيتها وطموحاتها لصالح لوبيات صهيونية تتحكم بل وتحكم العالم بكل الاشكال سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا .
—
وادراكنا لهذه الحقيقة تجعلنا نفهم ونعي جيدا منطلقات معركتنا وحيثياتها وماذا يتوجب علينا وماهو دورنا والى اي مدى يجب ان تكون جاهزيتنا وثباتنا وتحركنا على كل الاصعدة والمستويات ، ونضع دائما نصب اعيننا ان السيد القائد في بداية العدوان بدأ بالتوجيه بتشكيل جبهات المواجهة وتقسيمها الى جبهات عسكرية واعلامية واقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية ، وكل تلك الجبهات لابد ان تسندها جبهة هامة تحدث السيد القائد عن اهميتها في كل تناولاته لتلك الجبهات وهي جبهة الوعي .
—
الوعي بكل مايجري وبما تحتاجه كل مرحلة ، امر لاغنى عنه سواء كنت في جبهة عسكرية او جبهة اعلامية او جبهة اقتصادية او سياسية او ثقافية او اجتماعية ، ولعل الكثيرين يسيئون الى لوحة الصمود والتصدي التي نرسمها طوال فترة العدوان نظرا لقلة الوعي و سوء فهم الامور وتقديرها .
—
لاننكر ابدا اننا نواجه للاسف بعض الاشكالات والمعيقات والمثبطات والمحبطات احيانا ونشعر بان ثمة خللا هنا وخطأ هناك ونقصا هنا وقصورا هناك ، كل هذا نلمسه ونستشعره يوميا ، ولا ندري غالبا ماهو السبب وماهي المشكلة ، وفي حقيقة الامر كل تلك الاشياء السلبية التي تعتري المرحلة الخطرة التي نعيشها يقف خلفها غالبا قلة الوعي وغياب الوعي وانعدام الوعي .
—
اشكالات الوعي هي مراتب فقلة الوعي هي قصور في فهم المرحلة واستحقاقاتها والمسؤلية التي يجب ان يحملها الفرد سواء كان مسؤلا او مواطنا ، وفي هذه الحالة تكون التوعية والتذكير علاجا سريع الفاعلية لتقويم الاداء والموقف ، وهي اهون من غياب الوعي الذي يعد حالة من التيه تعتري الفرد او المسؤول او المعني بالتحرك وبالانجاز ولا موقف مسبق لديه من الامور التي يجب ان يعيها ويفهمها، وفي هذه الحالة يكون العلاج بالتوعية الشاملة والمستدامة والحثيثة فالذي يقف بعيدا عن الوعي بالاشياء يحتاج ان يوضع امامها ويصدم بها باي شكل لكي يتنبه لها ويستوعبها .
—
اما انعدام الوعي فهذه اشكالية قابعة داخل الفرد او المسؤول وصادرة من موقف مسبق تجاه الوعي بالامور وبالاستحقاقات وبما ينبغي ان يفهمه عن المرحلة التي يمر بها الوطن ، وانعدام الوعي يسبب انعدام المسؤلية وانعدام الاحساس بها ، والذي يقف في دائرة انعدام الوعي لايتقبل اي محاولة باتجاه توعيته حتى ولو وضع امام الامور التي يجب ان يعيها ويدركها لانه يحمل اصلا بداخله موقفا مسبقا تجاه القناعات تلك ولذا يتهرب منها .
—
من هذه المنطلقات عمدت الى ان اكتب في هذا العمود كل عدد ، وهدفي ان شاء الله ان تنتصر جبهة الوعي وتؤتي ثمارها في رفد بقية الجبهات بالتحرك الجاد والروحية العالية والاخلاص والرغبة والتفاني حتى نصل الى الهدف الاسمى وهو انتصار اليمن ومشروع التحرر والاستقلال والكرامة والعزة .