واشنطن أنهت الصراع بشأن محافظ عدن بتأييد قرارات الفار وضمان نفوذ الإمارات “تقرير”
يمانيون../
حســمت الإدارة الأمريكية الخــلاف المتصاعد بني قطبي العــدوان عــلى اليمــن (النظامين الســعودي والإماراتي) بمنحهــا أمس محافــظ عدن الجديد عبــد العزيز المفلحي المعــني من الفــار هــادي خلفــا للمحافظ المقــال عيدروس الزبيدي شــهادة اســتلام المنصــب، في لقاء جمــع المحافظ المعــني والســفير الأمريكي لــدى اليمــن المقيــم في الرياض ماثيــو تويلر في العاصمة الســعودية، فيما التزمت الرياض وأبو ظبي الصمت حيال الموقــف الأمريكي وشرعت بجهود تهدئة أمنية في محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية التــي كانــت مسرحــا لموجــة اضطرابــات أحدثتها قــرارات ســعودية أصدرها الفار هادي وأطاحــت بمراكز نفوذ قوات الغزو الإماراتية في محافظة عدن.
اللقــاء الذي جمع أمس الســفير الأمريكــي ماثيو تويلر ومحافظ عدن المعني من الفار هادي في الرياض انطوى على رســالة أمريكية حاســمة موجهــة إلى النظامين الســعودي والإماراتــي وأتباعهــم في المحافظــات الجنوبيــة بدعــم واشــنطن للتعيين الجديد الذي أطاح برجل الإمارات الأول قائد مليشــيا الحزام الأمني هاني بــن بريك ومعه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي.
وبــدت تداعيات الرســالة الأمريكية سريعــا في الترتيبات التي شرع بها تحالف العدوان الســعودي الإماراتي في عدن والمحافظــات الجنوبية، كما بدت بأســوأ صورها في الإعلام الخاضع لإدارة المرتزقة في الســعودية ولا ســيما في النسخة المزيفة من وكالة ســبأ التــي يديرها النظام الســعودي من الريــاض، والتي بثت أنباء لقاء تويلــر والمفلحي وتأكيدات السفير دعم الإدارة الأمريكية لما سماه ” الشرعية والقرارات والتوجهــات التــي تتخذهــا” في إشــارة إلى قــرارات الفــار المحكــوم بالإعــدام عبد ربه هــادي، فضلا عــن تأكيده عزم واشــنطن رفع مســتوى التأييــد بفتح مكتب لســفارتها في اليمن بمحافظة عدن خلال الأيام القليلة المقبلة.
أمــا المحافظ المعني من الفار هادي فقــد قدم خلال لقائه الســفير الأمريكي وبحسب النســخة المزيفة من وكالة سبأ التي تبث من الرياض، عرضا لبرنامج عمله في الفترة القادمة والتحديات التي تواجهها السلطة المحلية، وقضي الأمر.
لكن مصادر دبلوماســية وسياســية كشــفت النقاب عن دهاليز هذه الخطوة وقالــت إن الاعتراف الأمريكي بقرارات الفار هادي جاء اســتنادا إلى تفاهمات أدارها السفير تويلر مــع النظامين الســعودي والإماراتــي بعد مخــاوف أبدتها واشــنطن من تداعيات قد تؤثر على الموقف الدولي المناهض لمخطط واشــنطن ودول العــدوان احتلال مينــاء الحديدة مــن جهة ومخــاوف مــن تداعيــات داخليــة في المحافظات الجنوبيــة قــد تفقد الفار هــادي وحكومة عمــلاء الرياض ذرائــع التأييــد الشــعبي كمــا ســتفقد تحالــف العــدوان الســعودي ورقة التأييد الحاصــل في المحافظات الجنوبية وسط مخاوف من أن يقود كُلّ ذلك إلى اشتعال صراع داخلي بني الكيانات المدعومة من الإمارات والســعودية في محافظة عــدن والمحافظــات الجنوبية بصــورة عامة تطيــح بذرائع العدوان كليا.
وحسب الثورة فأفادت المصــادر ذاتهــا أن واشــنطن نصحــت النظامين الســعودي والإماراتي باحتواء الخــلاف، وتحجيم المطالب التــي رفعهــا أبنــاء المحافظــات الجنوبيــة خــلال اليومين الماضيين ولا ســيما التــي رفعــت في التظاهــرات وكذلــك البيانات الداعمة لبقاء المحافــظ المقال عيدروس الزبيدي وشــددت على حض الكيانــات التابعة لها إعــلان دعم قرار الفار هادي بتعيني المفلحي محافظاً لعدن، في مقابل تقديم النظام الســعودي تنازلات في الإبقــاء على نفوذ قوات الغزو الإماراتيــة في المحافظــات الجنوبية الســاحلية وفي المقدمة عدن.
وحيــال التقاريــر المتواترة التي تحدثت عن انســحابات جماعيــة لمجندي مرتزقة العدوان الســعودي الإماراتي من الجبهات الســاحلية اســتجابة لدعوات مؤيدي المسؤولين المقالين في عدن قالت المصادر أن واشــنطن شــددت كذلك عــلى ضرورة التهدئة والعمل على إعــادة الأمور إلى نصابها وضمــان اســتمرار الرياض وأبــو ظبــي في مهماتهما بدعم خطة احتلال ميناء الحديدة ومواصلة تقديم الدعم لكتائب المرتزقة في جبهات العدوان الداخلية والشروع بتنفيذ برامج لحشــد المجندين المرتزقة مــن أبناء المحافظــات الجنوبية والدفع بهم لمعركة الساحل الغربي.
في غضــون ذلك حيــا ملتقى أبــني للتصالح و التســامح والتضامن جماهير الجنوب المنتفضة في عدن وغيرها داعيا إياهــا إلى توخي الحــذر من مخططــات المحتــل الإماراتي والســعودي في اســتخدام الــدم الجنوبــي لمصلحتها وبما يخدم أسيادهم الأمريكيني والصهاينة.
وخاطــب الملتقــى جماهير الشــعب في الجنــوب المحتل بالقــول إن ” مــن كان عميــلا للخــارج لا يمكــن أن يتمثــل طموحاتكــم في التحرير والاســتقلال، لذلــك ندعو الشرفاء المناضلين إلى تعزيــز قيم التصالــح والتســامح والالتفاف حــول قيــادات الحــراك التحــرري الجنوبــي والحــذر من مليشيات الاحتلال (المقاومة).
ودعــا البيــان مــن ســماهم ” قيــادة الحــراك الجنوبــي الحقيقية ” إلى تســلم دورها القيادي في تحرير الجنوب من دنس الاحتلال الخليجي ومليشياته التكفيرية.