رفقاً بسلمان
كتب / حمدي دوبلة
مهما بالغ الملك سلمان في ضخ أمواله وتوزيعها بسفاهةٍ وجنون على المرتزقة في مشارق الأرض ومغاربها فانً أحدا منهم لن يكون راضيا عنه وسيكيل له الكثير من اللعنات في نهاية المطاف ولن يرفق به احد أو يحمد له عطاياه ومننه.
المرتزقة أفرادا وكيانات ودولا وأنظمة وجدوا في الورطة السعودية في اليمن فرصة ذهبية لا تتاح في الزمن كثيرا لذلك فقد أطلقوا العنان لقدراتهم ومهاراتهم للحصول على اكبر قدر ممكن من هذا المال الذي وصل إلى كل مكان في العالم وعانقت خيراته الناس جميعا باستثناء الشعب السعودي الذي باشر في المقابل حياة جديدة شعارها التقشف والتخلي عن كثير من مظاهر الترف المعهود في بلد يقبع على بحور الذهب الأسود..
ولايترك هؤلاء المرتزقة مناسبة إلا وعبروا عن امتعاضهم من حجم العطاء السعودي الذي لايتناسق البتة كما يزعمون مع مايقدمون من خدمات جليلة للنظام السعودي وتسهيل تحقيق أمانيه في الانتصار الحاسم على اليمن وكسرارادة اليمنيين وإخضاعهم لرغباته ومطامع ونزوات أسياده في دول الاستكبار والطغيان العالمي وبالتالي يتطلعون دائما إلى المزيد والمزيد من هذه الخزائن المفتحة الأبواب.
راينا ورأى العالم كيف قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حجم ومستوى ما يحصل عليه من خزائن آل سعود وكأن مئات المليارات من الدولارات التي أتت من الرياض لاتساوي شيئا ولاتلبي الطموحات الأمريكية المتطلعة إلى الكثير والكثير إزاء خدمة الحماية التي توفرها لهذه الأسرة الفاسدة التي نفذت عدوانا وحشيا على اليمن ولاتزال منذ أكثر من 25شهرا تمعن قتلا وتدميرا في هذا الشعب العربي المسلم ومرافق حياته الأساسية ودفعت الأموال الطائلة في شراء الذمم والمواقف والولاءات حول العالم وتظن أن نجاحها في شراء الضمير الإنساني وتكميم الأفواه وحجب العيون عن مشاهدة المجازر والجرائم البشعة بحق الشعب اليمني سيطول كثيرا وان ما انفقت سلفا من المال الوفير سيجعل من هذا العالم “المرتزق” حليفا دائما وسيكون راضيا عنها وعن عطاياها إلى مالا نهاية وهو الوهم الذي لن يتحقق أبدا فالمرتزقة حول العالم وخاصة وللاسف الشديد المرتزقة من أبناء جلدتنا لايشبعون أبدا وبعد أن تنفد الخزائن من مكنوزاتها سيكيلون اللعنات بلا حساب لهؤلاء السفهاء وماينفقون.
ربما ظن سلمان ونجله ومعهما الأعوان من أفراد أسرة الحكم السعودي بان المال الذي يملكونه أما كان نتيجة لابداعاتهم ولأفضليتهم عن سائر الخلق وأعماهم الله عن حقيقة انه مال الله وإنهم مجرد خلائف عليه ولعلهم يفكرون الآن كما فكر في الأزمنة الغابرة أثرى أثرياء التاريخ قارون حين قال كماورد في القران الكريم”إنما اُتيته على علم عندي”فكان من أمره وعاقبته المهينة ما يعلمه الجميع وماتلك النهاية المخزية لقارون من هؤلاء المغفلين ببعيد.
نعم إن الله قادر على أن يطمس على أموالهم وينزع سلطانه وملكه عنهم في طرفة عين وان يجعلهم عبرة للعباد وصدق الله العظيم وهو يقول لنبيه الكريم عليه وآله أفضل الصلاة والسلام عن أثرياء ومنافقي ذلك الزمان”فلاتعجبك أموالهم ولااولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون