اليمنُ ذلكَ البلدُ الذي ينامُ على ثرواتٍ تجعلُ منهُ درةً للشرقِ دونَ منازعٍ إضافةً إلى موقعهِ الاستراتيجيِ و الذي يطلُ على مضيقِ بابِ المندبِ و الذي يعتبرُ أحدَ أهمِّ المعابرِ المائيةِ في العالمِ .. كلُّ ذلك يجعلُ منهُ جوهرةً فريدةً و كنزاً عظيماً…
اليمنُ … أرضُ خيرٍ و عطاءٍ… فاليمنيُ منذُ القدمِ يأكلُ مما يزرعُ و أرضُهُ تجودُ بالخيراتِ و قد سميَ باليمنِ السعيدِ لما اتسمتْ به أراضيهُ من الخضرةِ و تنوعِِ المنتوجاتِ الزراعيةِ على مر العصورِ… فهو بلدٌ يتميزُ بالمناخاتِ المتعددةِ و الأراضي المتنوعةِ الخصبةِ من سهولٍ و وديانٍ و قيعانٍ و مياهٍ جوفيةٍ و آبارٍ و عيونٍ و تنوعِ المناخِ الناتجِ عن تفاوتِ معدلاتِ الأمطارِ و درجاتِ الحرارةِ و الرطوبةِ و اختلافِ الأقاليمِ النباتيةِ.. كلُّ ذلكَ ساعدَ على تنوعِ الإنتاجِ الزراعيِ فيه و جعلَهُ بلداً زراعياً بامتيازٍ و عروسُ شبهِ الجزيرةِ العربيةِ… كانَ اليمنُ قديماً أرضاً مكتفيةً من خيراتِها حتى أنَّهُ قدمَ مساعداتٍ غذائيةٍ لبعضِ الدولِ في الحروبِ العالميةِ عندما اشتكَت من القحطِ و الجوعِ و المجاعاتِ كألمانيا و السعودية…
لأكثرِ من عامينِ أحكمَت قوى العدوانِ الخناقَ على الشعبِ اليمنيِ و فرضَت عليه حصاراً مطبقاً بهدفِ إركاعِه و إخضاعِه، و بهدفِ جعلِهِ يعودُ و يلجأُ إليها و يستسلمُ لها و لما ترمي به من الفتاتِ و التصدقِ عليهِ و بذلك يسهلُ استعبادُهُ و احتلالُ أرضِهِ و سلبُ ثرواتهِ …
كما أظهرَ اليمنيُّ قوتَهُ في التصدي لفلولِ الأعداءِ و سارت قوافلُ المجاهدينَ تذودُ عن حياضِ الوطنِ و تردعُ المتطاولينَ …ها هو اليمنيُ يقفُ واثقاً معتمداً على اللهِ و على نفسهِ… و هو يعلمُ أن لا حصارَ يمكنُ أن يضعفَهُ أو يهزمَهُ و بحوزتِهِ ذلك الكنزُ الثمينُ المتمثلُ في أرضهِ و التي سيعيدُ الخضرةَ إليها فيأكلُ من خيراتِها و يحققُ الاكتفاءَ الذاتيَ مدركاً أن قوتَهُ تكمنُ في امتلاكِهِ لقوتِهِ الضروريِ فلا خيرَ في أمةٍ تستجدي الصدقاتِ من الغيرِ و تكونُ مسلوبةَ الإرادةِ ضعيفةً لا تقوى حتى على الدفاعِ عن نفسِها…
ستتظافرُ الجهودُ الرسميةُ و الشعبيةُ و سيتوجهُ اليمنيُ لاستصلاحِ أراضيهِ و سيعتمدُ اليمنيُ على بارئِهِ و على نفسهِ و سيستغلُ موسمَ الأمطارِ و بركاتِ الرحمنِ و لن يذخرَ أيَّ جهدٍ في إعادةِ الاخضرارِ لوطنهِ و كسيهِ حللَ البهاءِ و بالتالي كسرُ الحصارِ و التغلبِ على الأوضاعِ الاقتصاديةِ الصعبةِ من فقرٍ و جوعٍ ….و هو بذلك أيضاً يقهرُ و يهزمُ دولَ العدوانِ …
فالجانبُ الزراعيُ يعتبرُ وجهاً من أوجهِ الصمودِ و ميداناً من ميادينِ المواجهةِ التي لا تقلُ أهميةً عن باقي ميادينِ القتالِ و يعتبرُ الاهتمامُ بهِ ضرورةً ملحةً و واجباً دينياً و مسؤوليةً مجتمعيةً يجبُ على الجميعِ تحملَها ..
سيحملُ اليمنيُ الفأسَ و البندقيةَ و سيواجهُ أعداءَهُ و سيبني جيشاً زراعياً يكسرُ بهِ الحصارَ و يخيبُ آمالَ العدوانِ في هزيمتِهِ و قهرهِ و إركاعِهِ… وفاءً لتضحياتِ الشهداءِ و عوناً و سنداً للمجاهدينِ في الميادينِ سيحققُ اليمنيُ الاكتفاءَ الذاتيَ و سيأكلُ مما يزرعُ و يلبسُ مما يصنعُ و سيحققُ المستحيلَ لأنه كما كانَ و كما هو عليهِ دائماً… صانعُ المعجزاتِ.