القرارات الاخيرة التي اتخذها الفار “عبد ربه منصور هادي” بشأن اليمن في المحافظات الجنوبية كلفت التحالف العربي الغربي كلفة باهضة بالاضافة الى كشف نواياهم بما يخص الحرب, حيث أن العدوان الذي شنه التحالف بقيادة الرياض لم يأت لإعادة الشرعية ولمصلحة اليمن، بل جاء لحسابات شخصية واسرية وحزبية للحفاظ على عروشهم التي بنيت على اراقة الدماء.
بات ناقوس الخطر يدق في التحالف, فالخلافات (ظاهرية أم حقيقية) تهددهم بصورة غير معنية وحقيقة، كما ان للشعب اليمني سواء في الجنوب او في الشمال، اصبح الامر مكشوفاً وباتوا لا يثقون بالقرارات والوعودات التي تصدر من الرياض.
ارتفعت وتيرة الخلافات في الصحف والاعلام وتغيرت اللهجات بين السياسيين والعسكريين بين اتباع الامارات والسعودية في الجنوب بسبب القرارات الأخيرة التي اطاحت بأهم رجال الإمارات في اليمن وهما “عيدروس الزبيدي” و”هاني بن بريك”.
ان الامارات تبحث عن دورها الاقتصادي في اليمن اكثر من الدور السياسي، حيث أن الامارات تهتم بجنوب اليمن اكثر من بقية الجبهات نظراً الى اهميتها الاستراتيجية في الحسابات الإماراتيّة، الإقليمية والدوليّة، كونها البوابة الأساسيّة لمضيق باب المندب الاستراتيجي الذي تبني واشنطن اليوم بالقرب منه قواعد عسكرية.
وكما يرى المراقبون، ان هذه القرارات ربما ستدخل الايادي الروسية الى اليمن، من خلال الزيارة التي أجراها مؤخراً الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان”، ولي عهد أبوظبي إلى الكرملين.
ان الامارات اصبحت تختلف عن سابقها تماما، خصوصاً بعد ان احست بالخطر في القطاع الاقتصادي بعد ثورة 21 سبتمبر في اليمن، وافقت على اجراء عمليات عسكرية تحت مسمى “عاصفة الحزم”، لكن لم تعرف وتدرك كم هي تداعيات وخسائر وكلفة هذه العمليات، وما مدى عمق هذه اللعبة.
اما اليوم و بعد مرور اكثر من 25 شهراً من بدء العدوان يبدو ان الامارات ابدت الرغبة بصورة منفردة باللعب في الساحة الجنوبيّة، واقترحت تنصيب رئيس الوزراء اليمني السابق “محمد باسندوة”، بدل هادي الذي يضرب المصالح الإماراتيّة دون اي اهتمام.
وفي الختام، ان الساحة الجنوبية قد تتغير فيها ساحة الحرب، خصوصاً بعد ان غيرت السعودية مسار الحرب من الحدود الى الجنوب لوضع موطئ قدم لها في عدن والسواحل الجنوبية بعدن كشف لها ان الامارات تذبح السعودية بقطنة التجارة والاستحواذ على الموارد الاقتصادية والحيوية واقصاء كل من هو موالي للنظام السعودي.