أن يكون طرفا سياسيا وطنيا في معركة داخلية إعلامية أو سياسية فذلك ما يبحث عنه العدوان، ويُسخر جهدا كبيرا إعلاميا وسياسيا من فوق الطاولة ومن تحتها للوصول إلى تحقيقه، وعلى الرغم من فشله الذريع في تحقيق هذا الحلم وتجسيد هذا المشروع واقعا فقد لجأ إلى فبركة أخبار وتقارير وروايات لإيهام الداخل والخارج والراي العام أن صراعا وتباينا كبيرا بين القوى الوطنية في صنعاء.
هذه الفبركة والادعاءات المتواصلة وإفراد مساحات في كل وسائله الإعلامية وفتح الهواء لسيل من الأكاذيب الباطلة جسدت كلها الرغبة في إحداث انقسام داخلي بين القوى الوطنية بأي ثمن، لكنها في نهاية المطاف فشلت في إقناع الداخل والخارج بحصول ذلك، فمحطات عديدة كشفت أن الجبهة الداخلية موحدة ومستمرة في مواجهة العدوان وأدواته.
الأصوات النشاز التي تغرد خارج السرب كانت هي الأخرى مادة إعلامية يتناولها إعلام العدوان وباستمرار لإظهار أن ثمة انقساما حادا، أمر يفرض على القوى السياسية توضيح علاقتها بهذه الأصوات النشاز وفضح دورها في خدمة العدوان تحت مبررات وشعارات مفبركة ومكررة بما لا ينسجم مع مبادئ وروح التوافق الوطني وتلاحم الجبهة الداخلية.
وعلاوة على أن هذه الأصوات تخدم العدوان بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فإن استخدام شعارات وعناوين مشابهة لتلك التي يستخدمها العدوان تكشف تواطئ هذه الأصوات بطريقة منظمة مع حملات التشويه للقوى الوطنية سعيا وراء جرها إلى الانشغال بالداخل وبما يخدم سياسية العدوان الفتنوية.
وعلى الرغم من أن رهان العدوان على استخدام هذه الأصوات سيبوء بالفشل وستبقى الجبهة الداخلية متوحدة وتحمل هما مشتركا وعلى مسار التوافق الوطني مستندا على اتفاقيات مشتركة، فإن تعرية هذه الأصوات بصورة رسمية باتت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى.