إجراءات شاملة لمحاصرة وباء الكوليرا في العاصمة صنعاء والمحافظات “تقرير
يمانيون – تقرير :
أعلنــت وزارة الصحة العامة والســكان في حكومة الإنقاذ الوطني حال الطوارئ الصحية في العاصمة صنعاء جراء الانتشــار الوبائي لمــرض الكولــيرا مؤكدة أن العاصمــة صنعاء صــارت عاصمة منكوبة صحيــا وبيئيــا جراء انتشــار الوباء الــذي يحصــد أرواح المواطنني فيما دعــت منظمة” أطباء بلا حــدود” المنظمات الدوليــة إلى زيادة المساعدات الإنسانية للحد من انتشار الكوليرا معربة عن خشيتها مــن عدم تكمن النظــام الصحي في اليمن التعامــل مع تفشي المرض في ظــل التدهور الذي يعانيه في إشــارة إلى شــحة الإمكانات الطبية والدوائية والعلاجية جراء استمرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والحصار الذي يفرضه لأكرث من عامني.
وأكدت الــوزارة في بيان أن إعلان الطــوارئ الصحية في العاصمة جاء نظــرا لما تعرضت له أمانة العاصمة من جائحة صحية واســعة وشــديدة بانتشار وباء الكوليرا في كل مديرياتها، مشيرة إلى أن أعداد الإصابات تتجاوز المعــدلات الطبيعية وتفوق قــدرة النظام الصحي فيهــا والذي أصبــح عاجزا عــن احتواء هــذه الكارثــة الصحية غير المســبوقة والــذي تجــاوز عــدد الإصابــات ألفــني و567 حالة خلال الأســبوعني الماضيني ..
مشــيراً إلى أن الوزارة حــذرت مطلع مايو من كارثة صحية نتيجة هذا الوباء .
ووجهــت وزارة الصحــة نداء اســتغاثة عاجلا إلى كــل المنظمات الدوليــة والمحليــة وكــل الجهــات المعنيــة لتــدارك الوضــع المتفاقم والــذي بات يهدد بكارثة صحية وإنســانية غير مســبوقة، كما دعت كافــة المنظمات والجهات المعنية إلى تحمل مســؤوليتها الإنســانية والصحيــة لإيقــاف التدهــور الصحي الــذي بات يهدد حياة ســكان العاصمة ومختلف المحافظات .
وبــدوه أعلن أمني عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة أمني محمد جمعــان صنعاء عاصمة منكوبة في إطار حالة طوارئ صحية مؤقتة، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى إسناد الجهد المحلي والوطنــي لمواجهــة خطر الكولــيرا التي تنتــشر بصورة كبــيرة جراء اســتمرار العــدوان الســعودي الأمريكي الغاشــم والحصــار، أملا في محاصرة الوباء القاتل والحد من انتشــاره وتوفــير الأمصال الدوائية المناسبة لإنقاذ أرواح المصابني.
وجــاء في نــداء اســتغاثة عاجــل وجه أمــني عام المجلــس المحلي بالعاصمــة صنعــاء للعالــم والضمــير الإنســاني بثتــه أمــس وكالة الأنباء اليمنية “ســبأ” ونحن نكابد أوجاع الموت الآتي جراء انتشــار فجائي وبائي يحصد أرواح المواطنني من الأطفال والشــيوخ والنساء ويطــاول ويهدد حياة كــل اليمنيني في ظل اســتمرار العدوان، وتفاقم تداعيــات الحصــار الــبري والبحري والجــوي المفروض عــلى وطننا الغالي، نعلن صنعاء مدينة الأزل التاريخي والمهد الوجودي للإنسان الأول كعاصمــة منكوبة في إطار حالة طــوارئ صحية مؤقتة، مراعني حجم الكثافة السكانية التي تحتضنها العاصمة صنعاء بما في ذلك التوافد اليومي المتزايد للنازحني”.
وأضــاف “نتوجــه بهــذا النــداء الإنســاني لــكل القــوى الوطنية الخيرة، ولكل يمني ويمنية، لتتوحد غاياتنا من أجل مصلحة وطنية واحــدة لكبح جماح الموت ووقف هذا العــدوان الوبائي المهدد لصحة المجتمــع ولحياتنا أجمع جراء الكولــيرا كوباء قاتل يمضي وينتشر لا يعتبر ولا يتوقف ولا ينحسر باختلاف سياسي أو حرب عسكرية، ذلك ما لم نحشــد جهودنا للقضاء عليه والحد من انتشــاره كهم مشترك وقضية وطنية أولى “.
وطالب جمعان في نداء الاستغاثة العاجل، أحرار العالم والمجتمع الــدولي والضمير العالمــي وكافة المنظمات الإنســانية، سرعة إســناد الجهد المحلي والوطني والعمل الفوري والعاجل لتلبية الاحتياجات الصحية الوقائية والعلاجية لمنع انتشــار هــذا الوباء القاتل وتطويق مســبباته وتوفير الأمصال الدوائية المناســبة لإنقــاذ أرواح المصابني ووضع التدابير الاحترازية في إطار خطة طوارئ واســتجابة إنســانية عاجلــة لمنع الكارثة الإنســانية التي توشــك أن تحصــد حياة المئات والآلاف والملايني في حال لم يتم إجراء التعاملات الصحية والعلاجية المناسبة.
وأكــد أن الســلطات المحليــة للعاصمــة صنعــاء ســتتخذ كــل ما يمكن من تســهيلات وتعاون وإســناد لكل جهد إنساني خير وتذليل الصعوبات والعوائق لإنجاح مهام وبرامج الاستجابة الإنسانية التي تنفذها المنظمات الدولية المعنية .
وثمن أمني عام محلي أمانــة العاصمة أي انتهاج محلي وعربي أو دولي يبادر لمؤازرة جهودنا وتقديم الدعم أو التمويل لخطط الطوارئ أو التعــاون المهنــي والفني لمواجهة وباء الكولــيرا وإنهاء كل المخاطر التي تهدد أمننا الحياتي وحاضر ومستقبل أجيالنا .
وكــان مصــدر مســؤول في وزارة الصحــة العامــة والســكان أكــد تخصيص الوزارة عددا من المشــافي والمراكز الصحية بأمانة العاصمة للحــالات الحرجــة المصابــة بوبــاء الكولــيرا التــي تحتــاج إلى رقود وتخصيــص مستشــفيات ومراكز صحيــة أخرى جديدة لاســتقبال الحــالات الخفيفة والمتوســطة للمعالجة والتعامل معها، مشــيرا إلى أن الحالات الحرجة التي تحتاج إلى رقود ســيتم استقبالها في المراكز التالية:
1 – مستشفى السبعني للأطفال
2 – مجمع آزال الطبي في نقم
3 – مجمع 22 مايو في مذبح
4 – مركز الشهيد علي عبد المغني في مديرية الوحدة
5 – مركز جابر بن حيان في سعوان شعوب
وأوضــح المصــدر أن التعامل مــع الحــالات الخفيفة والمتوســطة ســيتم دون خدمة رقود في مراكز جديدة في العاصمة إلى جانب مراكز المعالجة الخمسة المذكورة أعلاه وهي :
1 – مركز علايا بمديرية السبعني
2 – مركز ابن خلدون في الصافية
3 – مركز الجراف الطبي بمديرية الثورة
4 – مركز جدر بمديرية بني الحارث
5 – مستشفى الروضة بمنطقة الروضة
وطبقــا للمصــدر ســيتم تزويــد المرافق العشرة بســيارة إســعاف واحدة لكل مركز لنقل الحالات الشــديدة إلى مراكز الرقود أو إسعاف الحالات من مراكز الرقود.
وفي غضــون ذلك دعت منظمة أطباء بلا حدود، المنظمات الدولية إلى زيادة المســاعدات الإنســانية للحد من انتشار الكوليرا معربة عن خشــيتها بعــدم تكمن النظام الصحــي في اليمــن التعامل مع تفشي المرض ظــل التدهور الذي يعانيه جراء الحرب في إشــارة إلى العدوان السعودي الغاشم والحصار.
وأكــدت المنظمة في بيان أن فرق أطباء بلا حدود لا تزال تســتقبل وتعالــج في اليمن أعداداً متزايدة من مرضى الكوليرا والإســهال المائي الحــاد في محافظات عمران وحجــة والضالع وتعز وإب، وقد زاد عدد المرضى بنســبة كبيرة خلال الأســبوعني الماضيني ليصــل إلى أكرث من ألف و670 حالة حتى 13 مايو الجاري”.
وأوضــح البيــان أن أطباء بــلا حدود قامــت بإنشــاء مراكز لعلاج الكولــيرا ضمن خمســة مستشــفيات لعــزل ومعالجة المــرضى الذين تظهــر عليهم الأعراض، كما تدعم مرافق أخرى تديرها وزارة الصحة ُ العامة والسكان.
ولفــت إلى أنــه منذ بداية الحرب في مــارس 2015 توقفت الكثير من المستشــفيات عــن العمل، وأصبــح الحصول على الرعايــة الصحية صعبــاً للغاية على ملايني اليمنيــني، إضافة إلى توقف عدد من المرافق عن العمل جراء عدم وجود ميزانية لتشــغيلها ودفع رواتب الموظفني منذ سبتمبر 2016م. وأعلن مديــر مكتب الصحــة العامة والســكان بمحافظة الجوف الدكتــور أحمــد محمــد حــزام أن عــدد الحــالات المشــتبه إصابتها بالكوليرا والمسجلة بعمليات المكتب بلغ 45 حالة.
وأوضــح أن حالتني مــن إجمالي عــدد الحالات المشــتبه إصابتها بالكولــيرا تم تأكيــد إصابتها من خلال فحوصــات في المختبر المركزي بصنعــاء، مشــيرا إلى أن المستشــفيات والمرافق الصحيــة بالمحافظة تعمــل بكامــل طاقتهــا لمواجهــة الكولــيرا والحــد مــن انتشــاره رغم إمكانياتها البسيطة وافتقارها للأدوية والمستلزمات الطبية.
وحض الدكتور حزام مكاتب الصحة بالمديريات والكوادر الصحية إلى استشــعار المســؤولية الإنســانية لمواجهــة الكولــيرا والتوعيــة بمخاطره والوقاية منه وضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية ودعــا فرق الاســتجابة بالمديريات وضباط الترصد والمنســقني إلى تكثيف الجهــود في التقصي والتحري بالحالات المشــتبهة والمعالجة السريعــة والإبــلاغ الفــوري عن ظهور أي حالات اشــتباه ..
مناشــدا الجهــات المعنيــة والمنظمــات الدوليــة الإنســانية إلى دعــم القطــاع الصحــي بالمحافظــة بمــا يمكنــه مــن القيــام بواجباتــه في مواجهة الكوليرا. ودشــنت جامعــة إب أمس حملــة توعية بمخاطــر الكوليرا والتي ينفذها طلاب قسم المختبرات بكلية الطب والعلوم الصحية.
وأوضــح عميــد كليــة الطب والعلــوم الصحيــة الدكتــور عبدالله المطري، أن الرســائل التوعوية التي سيقدمها طلاب قسم المختبرات تعــد خلاصــة للمعلومــات التي قدمــت في الســمنارات العلمية التي نفذت في الكلية خلال هذا العام الجامعي. وأشــار إلى أن الحملة ستشــمل مختلف كليات ومراكــز الجامعة بهدف توعية طلبة الجامعة بمخاطر الكوليرا وطرق الوقاية منه.
ودعا الدكتور المطري الجميع إلى اتخاذ الاحترازية والمســاهمة في نشر التوعية بما من شأنه الحد من انتشار الكوليرا تسجيل 150 إصابة مؤكدة في أبني وفي محافظــة أبــني أعلنت عــدد مــن المستشــفيات المحلية حال الطــوارئ نتيجة تصاعد حالات الإصابــة بمرض الكوليرا وقال أطباء أن مستشــفى مودية اســتقبل العديد من الحــالات الحرجة المصابة بالمرض وصل عددها إلى نحو 150 حالة.
وناشــدت إدارة المستشفى جميع المنظمات ومكتب الصحة بأبني بالقيام بدورهــم لتزويد المستشــفى بالمضادات الحيوية والســوائل الوريديــة وأدوات النظافة بصورة عاجلة، كما طالبت بتوفير أسرة مع الفرش كي يتم استيعاب الحالات المتدفقة باستمرار.
كما شــهدت أكــرث العيــادات الخاصــة تدفقــا للمــرضى المصابني بالكولــيرا وكذلــك حــالات الاشــتباه في المــرض في ظــل شــحة الموارد الطبية اللازمة لمواجهة هذه الجائحة، التي تشير التقديرات المحلية أنها ســجلت خلال الأيــام الماضية أكرث من 500 حالــة إصابة حرجة وعشرات من حالات الاشــتباه، فضلا عن تســجيلها عدداً من حالات الوفاة.
وفاة 13 حالة في المحويت وفي محافظــة المحويــت أعلنت لجنــة الطوارئ المكلفــة بمواجهة وبــاء الكولــيرا حالة الاســتنفار العامــة في المحافظة جراء الانتشــار السريــع للوبــاء وتزايد عــدد الإصابات وذلــك في اجتماع طــارئ لها بمكتب الصحة صباح أمس.
وفي الاجتماع اســتعرضت اللجنة أرقام حــالات الإصابة بالكوليرا والأســباب وأماكــن تواجدهــا حيــث بلــغ إجمــالي عدد الحــالات في عموم المحافظة 548 حالة اشــتباه و200 حالة إصابة بينما بلغ عدد الوفيات 13 حالة وفاة.
وبحثــت اللجنــة آليات العمــل الميدانــي لكل من مكتــب الصحة ومؤسســة المياه وميــاه الريف وصنــدوق النظافة والتحســني والمهام الموكلــة لباقي الأعضاء في اللجنة في الجانب التثقيفي والتوعوي من الأوقاف والشؤون الاجتماعية وكلفت الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني مع السلطة المحلية بإيجاد موارد لإطلاق حملة شاملة تترافق في عملها مع العمل الميداني الجاري بالجهود الذاتية والتطوعية.
من جهة ثانية تفقدت اللجنة الوزارية برئاســة وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار والمصالحة الوطنية احمد صالح القنع وعــدد من وكلاء الــوزارات المعنية أمس عــدداً من مراكز استقبال حالات الاصابة بالكوليرا بأمانة العاصمة.
واطلعت اللجنــة خلال زيارتها التفقدية لمستشــفى الســبعني للأمومــة والطفولــة ومركز الشــهيد علي عبد المغنــي عــلى الاجــراءات الصحيــة المتبعــة لاســتقبال الحالات ومراحل وخطوات علاج المصابني .
وثمــن وزيــر الدولــة لمخرجــات الحــوار والمصالحــة الوطنيــة جهــود كافــة العاملــني في القطــاع الصحي لما يقومون به من دور إنساني في تقديم الخدمات والرعاية الطبيــة والعلاجية للمــرضى..
مؤكداً عــلى ضرورة توفير الامكانات اللازمة لمواجهة الكوليرا.
وأشاد القنع بدعم القطاع الخاص للجهود الحكومية ومــا قدمــه رجــل الاعمــال يحيــى الحبــاري مــن دعم بالمستلزمات والأدوية الخاصة بالكوليرا.
من جانبه أكد مدير عام مستشفى السبعني الدكتور حســني الحداد ان المركز المخصص لاســتقبال الحالات في المستشــفى يقوم بالتعاون مــع وزارة الصحة بتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للحالات التي تصل للمركز..
مشــيداً بالدعــم المقــدم مــن وزارة الصحــة ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسف بهذا الخصوص .