جامع الجند.. عظمة الإسلام وإبداع المسلمين
يمانيون../
يمثل جامع الجند باليمن حقبة مثقلة بالشجن، يتماهى فيها الديني بالتاريخي في حيز مكاني آسر يجبرك وأنت تتجول في رحابه على أن تختزل التاريخ في لحظات عجلى تحتشد فيها صور زاهية الألـوان بديعة الخطوط والظلال تشير جميعها إلى حقيقة واحدة ظلت حاضرة عند اليمنيني على مدى قرون متطاولة عنوانها “من هنا أشرق نور الهداية.. وهنا صلى معاذ بن جبل تعز..
مدينة من أجمل المدن اليمنية وأروعها .. تمتاز بجمالها وهوائها وثقافة أبنائها، أنها المدينة الثقافية في اليمن، وهي بالإضافة إلى ذلك مدينة تاريخية توجد بها آثار عريقة تحكي حضارة شعب عريق .
ومن آثار هذه المدينة و تشد إليها الرحال من مختلف أصقاع العالم : جامع الجند.. ثاني جامع في اليمن بعد الجامع الكبير بصنعاء ، أسسه معاذ ابن جبل الصحابي الجليل في السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام وعلى آله عندما تدخل المسجد تتذكر على الفور معاذ بن جبل والرسول (ص) ، والفترة الذهبية، حينما انتشر الإسلام في أرجاء المعمورة.
ثم أعـاد الحسين بن سلامة (402-317هــــ) بناء الجامع ..
ويقال إن الحاكم الصليحي (المفضل بن أبي البركات) هو الآخر قام بأعمال إنشائية بالجامع .. وقد تعرض للهدم أيام مهدي بن علي بن مهدي الرعيني الحميري عام(558هـ) ثم أعاد الحاكم الأيوبي سيف الدين أتابك سنقر بناءه عام 575هـ مضيفاً إلى المبنى الرواق الجنوبي والرواقني الجانبيني والصحنني الواقعني بالجامع, هذا الجامع من المواقع الدينية المهمة في محافظة تعز إذ لا يبعد عن مدينة تعز سوى 20كم إلى الشمال الشرقي، سمي بهذا الاسم نسبة إلى مخلاف الجند ويعرف هذا الجامع أيضا باسم جامع معاذ نسبة إلى مؤسسه الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه الـذي أرسله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى اليمن وعند وصوله قام ببناء المسجد ، واجتمع ببني الأسود الذين كان لهم رياسة الجند في أول جمعة من رجب فوعظهم وصلى بهم فكانت أول جمعة تقام في الجامع..
تـوالـت عـلى الجامع بعد ذلــك الإصـلاحـات والتجديدات عبر التاريخ إلا أن أهمها ما قام به الوزير الأفضل ابن أبي البركات سنه( 480هـ /1087 م) في عهد السيدة أروى بنت أحمد من تجديد الجامع بالأجر المربع، وكذلك ما حدث فيه أيام الملك الناصر أيوب بن سيف الإسلام طغتكني إذ اهتم بجامع الجند فقام ببناء الجناحني والمؤخرة سنة ( 603هـ / 1206م ) وبني سقوفه بالأجر والجص وطعم نقوشه بالذهب واللأزورد،فأصبح سقفه قبلة للأنظار ومعلماَ لضرب الأمثلة بروعته وجماله ودقة صنعه حتى قيل ( خذ من جامع تعز المنبر ومن جامع الجند السقف ) واستمرت التجديدات والترميمات بعد ذلك إلى اليوم.