أفق نيوز
الخبر بلا حدود

دعوة حكيم .. وتلبية حكماء

179

علي جاحز

بعــد ثمانمائــة يوم مــن العــدوان والحصار على اليمن والشــعب اليمنــي ، هاهــي منظومة العــدوان تتفــكك وعقد تحالفاتــه ينفرط ومكوناتــه يأكل بعضهــا بعضا، وبصيغة أخرى، بعــد ثمانمائة يوم من الصمود والثبات اليمني، هاهو الشــعب اليمني يرتقي درجة في ســلم المجد ويرسي قواعد جديدة في طريق تماسكه ووحدته ويجدد شــباب جبهته الواحدة ويقوي روابط الوحــدة والإخاء بني مكوناته ومشاربه.

اجتماع العاشر من رمضان أثمر وثيقة جديدة تؤسس لبناء واقع مختلــف ، ولــم لا يثمر ، ومن دعــا إليه قائد حكيم ومــن لبى الدعوة حشد من الحكماء يمثلون شعبا حكيما ، وأدارته أياد حكيمة ، وهذا مــا يجعلنا نلمس تجليات الوصف النبوي لشــعب اليمن ” الحكمة يمانية ” كما نلمس أجسادنا حقيقة لا خيالا .

ظلــت التســاؤلات تعصــف بأذهــان الكثيرين حول نجــاح دعوة الســيد القائــد إلى عقــد الاجتمــاع الوحــدوي لحكمــاء اليمــن منذ انطلاقهــا في تهنئتــه الرمضانيــة، وكان البعض قد بدأ يشــتغل على التحريض لإفشــاله وتنفــير الناس من حوله بدوافع مشــبوهة، غير أن كلمة الســيد القائد عشــية الاجتماع حســمت كل جدل وأجابت على كل التساؤلات وقطعت كل حبال التردد، ليحتشد حكماء اليمن من كل التيارات والأحزاب والمشــارب الوطنية لتجســد حرصها على اليمــن فوق أي حــرص وتثبت أن مصلحة اليمن لــدى الجميع فوق أي مصلحة .

لــم يكن يتوقــع احد أن يكــون التفاعــل والتعاطي مــع الاجتماع ســيكون بذلك المســتوى العالي من المســؤولية، وترجم ذلك الحشد الكبــير الــذي ملأ قاعــة المؤتمــرات بالقــصر الجمهــوري بالعاصمة صنعــاء ، وفــوق ذلك لــم يكن يتوقع احــد أن يخــرج الاجتماع بتلك الوثيقــة الهامــة والمفصلية التــي مثلت طوق نجــاة لليمن وحصنا لجبهته الداخلية في حال جرى تنفيذها وترجمتها عمليا .

الوثيقة التي تعد ثمرة الاجتماع ، حسمت الجدل الذي كان دائرا حول تنفيذ النقاط الـ 12 التي كان الســيد القائد قد دعا الســلطات إلى تبنيها وتنفيذها ، وبعد أن كانت تلك النقاط محل خلاف وموضع تنــازع ، أصبحت اليوم ضمن وثيقة اجمــع عليها الجيمع ولا مناص من اعتبارها استحقاقا ملزما للجميع .

ولعل من اللافت أن الســيد القائد في خطابه عشية الاجتماع كان قد تحدث عــن امتعاض البعض من المطالبة بتنفيذ الاســتحقاقات وقــال لهــم تعالــوا لنناقــش الأمور ســويا ونخــرج بحلول بــدلا من التصرفــات التــي وصفهــا بـــ “الســوقية ” وهــو يقصــد المكايــدات والمزايــدات على حملــة عبء المواجهــة وجبهات التصــدي للغزاة ، ولهــذا فان وثيقــة اجتماع العاشر من رمضان صــارت ملزمة للجميع ولا مجال لوصفها املاءات من طرف على طرف .

حكمة الشعب اليمني وحكمة قائد الثورة وحكمة قيادة السلطة ، من شــأنها ان توصل اليمن وشــعب اليمن إلى بــر الأمان ، فالمتمعن في وثيقة العاشر من رمضان ســيجدها تضمنــت خطوات وإجراءات عمليــة فاعلــة تعالــج كل الإشــكالات الاقتصاديــة والعســكرية والسياسية وتحل معظم المشاكل التي يتخذ منها العدوان ومرتزقته ثغــرة لتثبيط النــاس وتركيعهم وابتزازهم، وعلى رأس تلك المشــاكل الرواتب والوضع الاقتصادي .

المصفوفة التي تضمنتها الوثيقة بالإمكان أن تكون ســفينة نجاة لليمــن واليمنيــني وحصنــا منيعــا لجبهتهــم وتجعلهــم بمأمن من الابتزاز الذي تمارســه قوى العدوان والذي وصل إلى درجة أن تتبناه الأمم المتحدة التي جاءت لتقايض المواطن اليمني بأن يســلم جزءا من أرضه مقابل راتبه .

لا ينبغي أن نفوت الفرصة ونضيع المنجز الذي وقع عليه حكماء اليمــن ، لأن لا بديــل لتلك الفرصــة إلا الغرق في مســتنقع النكايات والمناكفات والبيع والشراء للخارج ، وهذا ما لن يســكت عليه الشعب اليمني وســيتحرك تحت قيادة الثورة بوجه أي تحرك أو ممارسات تعيق تنفيذ وثيقة العاشر من رمضان وتمعن في تفويت فرصة النجاة التي خرجت بها ، وأي محاولة من هذا النوع ســيتم اعتبارها خدمة للعدوان ، وهي بالفعل لا تفسر إلا بأنها كذلك .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com