“تحقيق ميداني” صحراء ميدي سراب الانتصار وحقيقة الهزيمة
يحيى الشامي – شمال صحراء ميدي :
جسم أبيض اللون يتراءى لنا من بعيد وسط زمهرير الصحراء وسرابها , في البدء نظنه خدعة بصرية من تلك التي تتشكل عادة وسط الرمال , نواصل السير دون التفات ، ولا يقطعُ تحليقُ الطيران المستمر واصواتُ الانفجارات المتواصلة حديثَ المقاتلين اليمنيين وشرحهم لنا تفاصيل المعركة ومجريات مجزرة الصحراء (الأكبر في تاريخ الزحوفات على ميدي).
لا نعلم كم من الصحراء قطعناها مشياً على الأقدام منذ ترجلنا عن السيارة ،
الحرارة مرتفعة لكن مشاهد ساخنة يقول رفاقنا المقاتلون تنتظرنا وستنسينا عناء ووعثاء السفر..
وكي نسلم من نيران العدو ونحن نقتربُ منه علينا ان نكون حذرين دون مبالغة ، المغامرة بدأت للتو مع ظهور الأدخنة التي تلوح في الأفق ، الفضول يطغى على مشاعر الخوف والقلق ويدفعنا لشق عباب الصحراء لمعاينة واحدة من أكبر مجازر الغزاة في تاريخ العدوان على اليمن عن كثب قبل أن تطمرها كثبان الرمال الزاحفة.
اليوم هو الثاني من يوم وقوع المصيدة الكبيرة بحق مئات الجنود السودانيين وعشرات الآليات السعودية التي حاولت اقتحام شمال صحراء ميدي ، بإمكاننا توثيق حوالي ستين بالمائة من آثار وبقايا المعركة التي دارت قبل ساعات هنا ، وفق ما يُخبرنا مصوّر الاعلام الحربي ، ويُضيف المصوّر : خلال شنت قوّات العدوان عشرات الزحوفات عقب المجزرة لسحب جثث قتلاهم والاليات المعطوبة ، وبرغم وجود عشرات الجثث للقتلى السودانيين في المساحة التي تفصلنا عن آلية معطوبة من نوع “أشكوش” أمريكية الصنع ، الا أن انهماك ثلاثة من المقاتلين اليمنيين في عمل ما بجوارها استرعى الانتظار والسؤال ، ” هم الآن يستعدّون لإحراق آخر مدرعة سعودية زحف على متنها المرتزقة السودانيين ، ولا مانع من مشاركتهم بتصوير العملية.
تصاعد الأدخنة السوداء ، أثار حفيظة قوات العدوان المتواجدة خلف السياج الحدودي في منطقة الموسّم التابعة لجيزان ، وهي – أي الأدخنة – رسالة واضحة أنه لن يتمكن من استعادة المدرعة باهظة الثمن ، قُرأت الرسالة وعلى الفور باشر المدفعية السعودية – السودانية بإطلاق عشرات القذائف المدفعية كإجراء انتقامي، تثير القذائف المتساقطة فينا لحظة فزع لم تنه استماعنا واستمتاعنا ببقية تفاصيل المعركة.
تخطينا مكان المدرعة وأدخنتها ملتصقة بأنوفنا ، أمتارٌ كثيرة نقطعها وتظهر لنا حوالي عشر آليات متنوعة الأشكال والأحجام كان المقاتلون اليمنيون قد انتهوا من إحراقها ليلة وصولنا ميدي.
يخبرنا المقاتلون ان جولتنا لاتزال في بدايتها وأن ما شاهدناه الى الآن يتبع الموقع الأول وبقي أمامنا الكثير ، فالمساحة التي دارت فيها المعارك تبلغ زهاء الستة كيلو متر مربّع بدءاً من محاور الانطلاق شمال الصحراء خلف السياج الحدودي جنوبي جيزان وحتى هذه الأماكن حيث نحن والتي تُعرف بالمزارع.
وقبل دخولنا المحور الثاني من المحاور الثلاثة التي انطلقت منها زحوفات المرتزقة السودانيين على الصحراء ، تصلُ روائح الجثث المتعفنة الى مسافات قبل وصولنا مكان المقتل ، يتواجد في المكان زهاء خمسة عشر جثة مضى عليها أكثر من 24 ساعة ، جميع القتلى سودانيين ، ويبدو من الرتب العسكرية المعلقة على بزّات عدد لا بأس به منهم أنهم ضباط ومن ذوي الرتب العليا في الجيش السوداني ، للوهلة الأولى كنا نتوقع أن نعثر على قتلى من المرتزقة اليمنيين غير أننا لم نجد ولو قتيلاً واحد ، يقول أحد المرافقين أن معلوماتهم تُفيد رفض قادة عسكريين سودانيين مشاركة أي عنصر من المرتزقة اليمنيين ، متعهماً إيّاهم بالخيانة وعدم الجدية في حماية حدود المملكة ودرء الخطر ” الحوثي ” عليها ، وقد وافق الجيش السعودي على الشرط واكتفى بإشراك قيادات من الجيش السعودي للإشراف على عملية اكتساح الصحراء وارشاد المرتزقة السودانيين الى نقاط الانطلاقة في الصحراء والاهداف المفترض السيطرة عليها.
تُفهمُ الكلمات بصعوبة وهي تتصاعد من فاه رفيقنا المقاتل المغطّى وأنفَه بلحاف غليظ خشية الرائحة ، يقول بحسرة : كدنا أن ننسى أن لنا جيوشاً عربية ، لم يعد أحد منا يُعلق عليها الآمال لمواجهة عدونا جميعاً الإسرائيلي ، لكن وللأسف جاء هؤلاء لقتالنا خدمة لأمريكا وإسرائيل وعملائهم بني سعود ، يشير المتحدّث الى أماكن تختبئ فيها جثث بالكاد تُرى ، ويكمل حديثه بحرقة قائلاً : استطاع المال السعودي أن يستقطع من الجيش السوداني مرتزقة ومقاتلين بالوكالة ، من جيش رسمي الى أدوات ومرتزقة مثلهم مثل المستأجرين من شركات بيع المرتزقة كالبلاك ووتر وغيرها.”
يخبرنا مسؤول عسكري ان تجاوز المكان حيث نتواجد والاقتراب أكثر فيه خطرٌ علينا ، فالعدو يربض على بعد حوالي 800 – 500 متر وهي مسافة تنتصب وسطها معالم الترسيم الحدودي بين البلدين ، وبالإمكان مشاهدة تحركات العدو بالعين ، في منطقة توصف بأنها (ساحة القنّاصين ) وميدان نزالهم.
من الواضح وفق أحاديث المرابطين في صحراء ميدي وشهادات المشاركين أن النظام السعودي كان قد بنى آمالاً عريضة على عملية ال 21 من مايو الأخيرة وحاول عبر لواء كامل من المأجورين السودانيين أن يسدّد الضربة الأخيرة صوب الجبهة الساحلية الشمالية الغربية (ميدي) ، والتي مثلت نقطة تعثّر واستنزاف غير محتملة بالنسبة للخزينة السعودية من جهة وللقوة البشرية في معسكر الموالين لهادي وما يُسمّى الشرعية كم جهة أخرى ، المعلومات تؤكد أن الهجوم على صحراء ميدي كان هدفه اكتساح الصحراء وصولا الى مزارع نسيم في العمق ، وبالتالي فصل مدينة ميدي وساحلها عن الصحراء وقطع معظم خطوط الامداد وتفتيت الجبهة الساحلية من بوابتها الغربية وفتح الطريق الى الحديدة المدينة الساحلية التي يلوح تحالف العدوان منذ أشهر باقتحامها
هذا الاستنتاج أكدته معلومات حصلنا عليها ضمن جملة وثائق ومستندات وبيانات مرئية عثر عليها المقاتلون اليمنيون في حوزة القتلى السودانيين ، كما أن العملية وفق مشاهد صورها جنود سودانيون أثناء دخولهم الصحراء قادها ضباط سعوديون وحُشِر لها لواء كامل من الجيش السوداني يُقدر عددهم بالثلاثة آلف ونيف معظمهم قوة راجلة.
المشاهد التي عرضها علينا مقاتلون يمنيون مستخرجة من تلفونات المرتزقة السودانيين القتلى تظهر مشاركة حوالي خمسين آلية عسكرية متنوعة في الزحف وثلاث طائرات عمودية نوع أباتشي عملت على تمشيط الصحراء والتهيئة لتقدم القوات السودانية على الأرض ، والأهم من هذا أن ذات المشاهد احتوت ما يبدو أنه احتفال بالنصر شاركه جنود سعوديين داخل المناطق التي استقر فيها مرتزقة الجيش السعودي السودانيين وبدأوا بتشييد تحصينات ترابية ضخمة على بعد ستة كيلومتر من نقطة انطلاقها . يقاطع مسؤول عسكري يمني المشاهد المعروضة علينا وُيسهب في شرح الكمين الذي استدرجت اليه قوات العزو السودانية – السعودية ، فالمحاور الثلاثة استقرّت وتحصنت في مساحات واسعة من الصحراء لمدّة أربع ساعات قبل أن تكتشف أنها وقعت في مصيدة كبيرة استخدم فيها المقاتلون اليمنيون في الأساس أساليب قتالية تتواءم وحروب الصحراء ، فقد عمد المقاتلون اليمنيون الى تضييق الخناق على القوات السودانية في بداية المواجهة وصولاً الى إجبارها على التراجع الى حقل ألغام واسع يقع الى الشرق من أماكن المواجهات ، وهناك جرى تفجير عشرات الآليات واعطاب أ ال دخلت الصحراء وتمكنت من الاستقرار
جسم ابيض آخر شبيه بذاك الذي شاهدناه لحظة دخولنا الصحراء يلوح من جديد وهذه المرة نقترب منه ونتعرف عليه ؛ من الواضح أنها جمجمة لرأس آدمي مكتمل الخلقة.. يبادرنا بالإجابة قبل أن نسأله ويخبرنا رفيقنا المقاتل إن العظام الذي نشاهده في الصحراء تعود لمرتزقة يمنيين ممّن قتلوا قبل اشهر خلال مئات الزحوفات على شمال صحراء ميدي ، أقاطعه بالسؤال : لكنكم الآن تقومون بدفن جثث القتلى السودانيين ، فلماذا بقي مثل هؤلاء في العراء دون دفن.؟
يرد : الرمال تدفن كثيرين ،ليس بمقدورنا دفن كل من يقتل هنا خاصة ان هذه الزحوفات تتكرر أحياناً خلال الساعة الواحدة ، ويضيف : قادة المرتزقة والضبَاط لا يكترثون بالقتلى ولا يهتمون باستعادتها ، خاصة عندما يكون القتيل منافق يمني.
تغطية اعلام العدوان :
تداعيات مجزرة القوات السودانية فلاتزال تتبدى تباعا مع ما يبدو انه اعلان تجزيئي تنتهجه الخرطوم لمكاشفة جمهورها بحجم الخسارة الكبيرة التي لحقت بقواتها على ايدي المقاتلين اليمنيين.
وبذات السياسة والطريقة الاعلامية همشت دول تحالف العدوان ووسائل اعلامها اخبار قتلى الجيش السوداني (العضو في التحالف ) كليا دون ادنى اعتبار او حتى مواساة او رسالة عزاء كإجراء رسمي متبع بين الدول لابداء التضامن و الاعراب عن العزاء.
مجريات المعركة :
من الواضح ان حجم الخسارة الكبيرة الغير متوقعة التي لاقاها الجيش السوداني في 9صحراء ميدي جعلت من أي تعاط اعلامي معها اعلاميا يمثل ضرراً اكثر مما يعود بالنفع على دول العدوان وعلى رأسهم السعودية ، وهذه في العادة سياسة تتبعها الرياض عندما تكون خسارتها بحجم او من صنف نوعي خارج حساباتها كما هو حال البالستيات اليمنية مثلا. السودان وبحكم ان جيشها بيع كمرتزقة لا اكثر فإنها في وضع حرج اكثر من السعودية وعليه فقد راهنت على ضعف الأداة الاعلامية لليمنيين في ترويج الخبر “الفضيحة” مقارنة بضخامة إمكانيات دول التخالف الإعلامية ، ولولا ضغط الشارع السوداني المتزايد لمّا كان الاعلام الرسمي للحكومة السودانية اعترف بالمطلق بقتلاه وخسائره.
في نزولنا الميداني الى صحراء ميدي عقب 12 ساعة من وقوع المصيدة أمكن توثيق معلومات ميدانية ومشاهد حية تشي بحجم الخسارة الاستثنائية التي تعرض لها تحالف دول العدوان ، هذه المرة بصورة خارجة عن المألوف وابعد ما تكون عن حسابات ميزاني القوة العسكرية بين الطرفين .
اكثر من 25 جثة للجنود السودانيين كانت مرمية على رمال الصحراء ادركناها لحظة وصولنا المكان ، فيما كانت الحصيلة الاجمالية التي أعلنتها مصادر عسكرية يمنية 136قتيل من الجنود السودانيين وتجاوز عدد الجرحى والمصابين 244.
يقول احدهم معقبا على دهشتنا من مشهد القتلى السودانيين :هذه الجثث التي تشاهدها ليست الا ما عجزت القوات السودانية عن انتشالها من محور واحد من ثلاثة محاور انطلقت منها الزحوفات. ويستطرد في الشرح : خلال ساعات الليل وبعد المقتل شن المرتزقة السودانيون اكثر من عشر عمليات تسلل بهدف انتشال جثامين زملاءهم القتلى و تمكنوا -باستخدام ارتال الآليات المدرعة السعودية – من رفع العشرات ، يضيف أبو طالب: كنا في البداية نمنعهم من الوصول الى الجثث عبر استهداف المدرعات وقنص من يحاول النزول من عليها ، لكن القتلى المنتشرين على مساحة واسعة من ارض الصحراء وبالقرب من خطوط النار الامامية سيشكلون عبئا علينا ، وستتحول اجسادهم المتحللة الى مصدر وباء قد يصيب الكثير من المجاهدين ،عندها اتحنا لهم المجال لسجب العدد الاكبر من جثث قتلاهم فيما قمنا نحن بدفن العشرات غير هؤلاء الذين تشاهدهم امامك.
وتأكيدا على صحة كلام المتحدث عرض علينا رفيقه عشرات الصور والبطائق الشخصية والعسكرية الخاصة بالجنود السعوديين وهي ضمن وثائق وجدت بحوزة القتلى السودانيين في الصحراء واللافت فيها ان معظمها تعود لقيادات عسكرية عليا في الجيش السوداني .
كما أن المبالغ المالية السعودية التي عثر عليها في حوزتهم تساوي تقريبا ذات المبالغ المالية التي تعطى للمرتزق اليمني.
بالنسبة للمدرعات والآليات العسكرية التي شاركت في العملية فقد احصت عدسة الاعلام الحربي لحظة الهجوم على محور من الثلاثة المحاور خمسة عشر آلية بينها جرافتين و ناقلات جند وآليات نوع “اشكوش” الامريكية والعدد الاكبر سيارات واطقم عسكرية كلها كانت محملة بالمرتزقة السودانيين ، اما العدد الحقيقي فيقدره مصدر مشارك في العملية بال 75 آلية متنوعة وزهاء ال2500 مرتزق سوداني توزعوا بين قوات راجلة مشاة على الارض خلف الآليات وافراد محملين على الآليات والسيارات العسكرية ، ويفصل المصدر العملية وفق مشاهدته قائلا : إن احد المحاور كان اعتمد على الآليات فيما ظل المشاة يعقبونها لكن انفجار العشرات منها وهي محملة اوجد حالة رعب لدى البقية المحملين في الآليات الاخرى التالية فاضطر اغلبهم للترجل من عليها ومواصلة المسير مشيا على الأقدام وهو ما احدث خللا كبيرا في خطة اكتساح الصحراء وفق ما يسميها المرتزقة السودانيين ، وقد تكدست اعداد كبيرة من المرتزقة في مساحات محصورة سهل على المدفعية اليمنية استهدافهم وقتل واصابة العشرات منهم فيما لاذ البقية بالفرار مخلفين وراءهم جثث العشرات وعشرات الآليات المعطوبة وحتى السليمة.
و وفق شهادات مصادر اخرى التقيناها في الصحراء فإن انطلاق القوات السودانية من المحور الثاني اعتمد اساسا على المشاة مع عدد قليل من الآليات التي كانت تشق الطريق وتؤمن متاريس وتحصينات ترابية للافراد ويشير المصدر الى ان اكبر عدد من القتلى سقطوا في هذا المحور بأسلحة المقاتلين اليمنيين الصغيرة والمتوسطة وقد انسحبت الآليات محملة بجثث العشرات منهم ، فيما حاولت طائرات الاباتشي التي حلق منها حوالي ثلاث في سماء الصحراء حاولت التعامل مع المقاتلين اليمنيين الا انها لم تتمكن من اكتشاف مواقعهم واكتفت بالتحليق والقصف العشوائي على مساحات واسعة من الصحراء باتجاه ما تظنه مواقع القوات اليمنية.
وبرغم ما يصفه قيادي ميداني بالخطة المحكمة التي اتبعتها قوات المرتزقة السودانيين في عملية الهجوم على الصحراء والسيطرة عليها إلا أنها سرعان ما انقلبت عليهم وتمكن المجاهدون اليمنيون من استيعابها ووضع خطة بديلة احتوت المرتزقة السودانيين وعملت على استدراجهم اكثر الى عمق مواقع ومناطق في الصحراء وهناك جرى التعامل معها كأهداف يسهل على اليمنيين التقاطها واصطيادها بمختلف انواع الاسلحة ، وتشدد مصادر الجيش واللجان الشعبية على ان أي سلاح ثقيل لم يستخدمه اليمنيون في العملية واكتفوا بإحراق عشرات الآليات بالولاعة عقب فرار و مقتل المرتزقة السودانيين
جرائم الغزاة :
وبرغم ان عمر بقاء قوات الغزو من مرتزقة السودان في صحراء ميدي لم تتجاوز الساعات الست – وهو الوقت الذي توهمت فيه الانتصار – إلا أنها خلفت وراءها جرائم واضحة من بينها نهب وسرقة بيوت المزارعين في الصحراء التي صادفتها في الطريق قبل اضرام النيران فيها وإحراقها كاملة وتسويتها بالأرض ، دفعنا الفضول للسؤال عن محتوى هذه البيوت ومقتنياتها وما اذا كان تستحق النهب , غير ان مشاعر الدهشة والاستغراب تعتري الجميع ممن شاهد الرماد واشتم رائحة الحقد المنتشر في المكان , يمسك شابا مجاهدا ببندقيته ويدنو من الارض مغترفا حفنة من الرماد ويتمتم متسائلا : ترى ما الذي ينتظر اليمنيين لو تمكن منهم هؤلاء الغزاة !! ويضيف نحطئ كثيرا حين نحسن الظن بالغزاة هاهم قد صبوا حقدهم واحرقوا بضع بيوت قليلة في الصحراء ليس فيعا ما يستحق الحياة عليها فضلا عن سرقتها.
وبرغم ان عدد هذه البيوت قليل جدا الا ان جميعها طاولها الخراب والحريق ولم يسلم اي منها ولاحتى المزارع التي عبروا عليها قاموا باحراق شجرها الكبيرة اقتلعوها وداستها جنازير آلياتهم ودباباتهم.
علما ان هذه البيوت والمزارع هي الجزء المتبقي القرى التي دمرها الطيران مسبقا ، يروي لنا أحد المقاتلين المرابط في موقعه منذ أشهر أن المرتزقة السودانيين نهبوا مزرعة دواجن كان قد هجرها أحد المزارعين قبل عام تقريباً ، وذكر المصدر أن السودانيين نقلوا المزرعة الى معسكرهم داخل منطقة الموسم السعودي قبل أن يُحرقوا المزرعة وبستان النخيل في الجوار.